أقلام حرة

وقفة مع ايام الله..

د.مازن منصور كريشان

بسم الله الرحمن الرحيم
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته.

قال تعالى :

“﴿ وَلَقَدْ أَرْسَلْنَا مُوسَىٰ بِآيَاتِنَا أَنْ أَخْرِجْ قَوْمَكَ مِنَ الظُّلُمَاتِ إِلَى النُّورِ وَذَكِّرْهُم بِأَيَّامِ اللَّهِ ۚ إِنَّ فِي ذَٰلِكَ لَآيَاتٍ لِّكُلِّ صَبَّارٍ شَكُورٍ”
[ سورة إبراهيم: 5]ايام الله عزوجل هي النعم التي انعمها الله عزوجل على بني اسرائيل عندما نجاهم من فرعون واغرقه في البحر وانزل عليهم قبل ذلك مائدة في السماء وفجر لهم الماء في الصحراء اللاهبه.
وهي كل نعمه اهداها الله عزوجل لامتنا عبر تاريخها البعيد والقريب.
ميلاد الانبياء من اجمل الايام عند الله عز جل وعند المؤمنين لانهم نعمة الهداية والخير والصلاح للبشرية.
وعليه نحن اولى بميلاد عيسى عليه السلام الميلاد المعجزة الالهية
كيف لا والايمان بالانبياء من اركان الايمان لدينا .
هنالك من امتنا من ينظر الى راس السنة الميلادية نظرة سطحية ساذجة ويشغل الامة بتوافه الامور.

ومن سنن الله عزوجل في ايامه :
— انه يتم فيها تداول السلطة والتمكين المادي والمعنوي بين معسكر الباطل ومعسكر الحق قال تعالى :
” إِن يَمْسَسْكُمْ قَرْحٌ فَقَدْ مَسَّ الْقَوْمَ قَرْحٌ مِّثْلُهُ ۚ وَتِلْكَ الْأَيَّامُ نُدَاوِلُهَا بَيْنَ النَّاسِ وَلِيَعْلَمَ اللَّهُ الَّذِينَ آمَنُوا وَيَتَّخِذَ مِنكُمْ شُهَدَاءَ ۗ وَاللَّهُ لَا يُحِبُّ الظَّالِمِينَ “
— ويتم فيها ايضا تمييز الخبيث من الطيب في صفوف المسلمين قال تعالى :
” لِيَمِيزَ اللَّهُ الْخَبِيثَ مِنَ الطَّيِّبِ وَيَجْعَلَ الْخَبِيثَ بَعْضَهُ عَلَىٰ بَعْضٍ فَيَرْكُمَهُ جَمِيعًا فَيَجْعَلَهُ فِي جَهَنَّمَ ۚ أُولَٰئِكَ هُمُ الْخَاسِرُونَ “
— ويتم فيها القضاء على الحكام الطواغيث الفراعنة والظلمة والفاسدين عندما يبلغ طغيانهم( الذروة ) وهي الحد الذي يظنون فيه انه لا تقدر عليهم قوة في الارض ويتم القضاء عليهم دائما من حيث لا يحتسبون وبطرق ربانيه تحطم كبرياءهم وتذلهم وباضعف جند الله عزوجل كقذف الرعب في قلوبهم فمثلا :
حب الشهوات واشباع الرغبات الذي كان بعيشه الغرب وينحرمه الشعب الروسي كان سببا في انهيار الاتحاد السوفياتي وقبلها كان سببا في انهيار الامبراطورية الرومانية وكان انغماس المسلمين في الشهوات والملذات سببا في انهيار امبراطورية الاسلام…….
وانهار نظام بشار الاسد في اثني عشرة يوما بقذف الرعب في قوب جيشه والمليشيات الشيعية.
— وفي ايام الله عزوجل يتم تدمير تمكين اليهود وأفسادهم في الارض مرتين حصلت الاولى والثانية قريبا جدا بدأت بطوفان الاقصى………
— وفي ايام الله عزوجل هنالك مقدمات للنصر الاستراتيجي قوله تعالى:
” إِذَا جَاءَ نَصْرُ اللَّهِ وَالْفَتْحُ (1) وَرَأَيْتَ النَّاسَ يَدْخُلُونَ فِي دِينِ اللَّهِ أَفْوَاجًا (2) فَسَبِّحْ بِحَمْدِ رَبِّكَ وَاسْتَغْفِرْهُ ۚ إِنَّهُ كَانَ تَوَّابًا “
نعم القارات الخمس الان تشهد اقبالا على الاسلام بالمئات انها مقدمة النصر والقضاء على الحكم الجبري وعودة الخلافة الراشدة.
— تقوم ايام الله عزوجل على محور الابتلاءات قال تعالى:
” تبَارَكَ الَّذِي بِيَدِهِ الْمُلْكُ وَهُوَ عَلَىٰ كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ (1) الَّذِي خَلَقَ الْمَوْتَ وَالْحَيَاةَ لِيَبْلُوَكُمْ أَيُّكُمْ أَحْسَنُ عَمَلًا ۚ وَهُوَ الْعَزِيزُ الْغَفُورُ “
ومن ايام الله عزوجل عام ٢٠٢٤ ومن ابرز ما قدر الله عزوجل فيه :
— انهيار اسطورة الجيش الاسرائلي الذي لا يقهر والرعب من حلفائها الغربيين على يد جنود طوفان الاقصى
و الصمود الاسطوري للمقاومة والحاضنة الشعبية في غزة في وسط القصف الوحشي المرعب والدمار الهائل والحصار الظالم ووسط الام فقد ذويهم والام الجراح النازفة والام الجوع المدقع .
— انهيار احد اهم شعارات الحضارة الغربية المزيف حماية ( حقوق الانسان) امام تدمير المشافي والمدارس والمساجد وقتل النساء والاطفال والاطباء والممرضين.
— انهيار الضمير الرسمي العربي امام ما يجري في غزة والضفة.
— انهيار النخوة الشعبية العربية تجاه ما يجري في غزة الا فئة محدودة من الخيرين هنا وهناك.
— تجيش الشعوب الاوروبية والامريكية والاسيوية ضد الوحشية الاسرائيلية والداعمين لها ودخول هذه الشعوب افواجا في الاسلام.
— حمل الاخوان المسلمون لراية الجهاد العسكري والفكري والسياسي والاجتماعي والاصلاحي في غزة والضفة وعلى امتداد خارطة الوطن العربي دفاعا عن شرف الامة وكرامتها وحريتها هو بلا ادنى شك تكريم رباني لهم وترقيتهم عن القاعدين من الجماعات الاسلامية الاخرى عن الجهاد والحراك والثورة درجة بل درجات .
— الانهيار السريع للمشروع الصفوي المقدمة في سوريا ولبنان والبقية تتبع.
اللهم كما جعلت العام الماضي عام ثبات وتحد واذلال لاسرائيل ومن يدعمها ويناصرها والخلاص من بعض الطواغيت وكشف الشعارات المزيفه في امتنا وفي الغرب اجعل يارب هذا العام عام فرج ونصر وتمكين انك سميع مجيب والقادر على كل شئ.
وكل عام وانتم وامتنا بكل خير .

زر الذهاب إلى الأعلى