فلسطين

80 ألف مصلّ يؤدون الجمعة الثالثة من رمضان في الأقصى

الشاهين الاخباري

أدى عشرات آلاف الفلسطينيين صلاة الجمعة الثالثة من شهر رمضان الفضيل في المسجد الأقصى المبارك، رغم التضييقات والعراقيل التي فرضتها قوات الاحتلال الإسرائيلي والأجواء الباردة والماطرة.

وذكرت دائرة الأوقاف الاسلامية في القدس، أن 80 ألف مصلّ أدوا صلاة الجمعة الثالثة من شهر رمضان في المسجد الأقصى المبارك.

وأفاد مراسل وكالة “صفا”، بأن قوات الاحتلال نصبت مئات الحواجز الحديدية والمؤقتة في محيط البلدة القديمة والمسجد الأقصى، وأوقفت المصلين وفحصت هوياتهم.

وأشار مراسلنا إلى أن قوات الاحتلال لاحقت المبعدين عن المسجد الأقصى في طريق المجاهدين، ودفعتهم ومنعتهم من التواجد وأجبرتهم على مغادرة البلدة القديمة بالقدس.

وعلى صعيد المسجد الأقصى، قال خطيبها الشيخ خالد أبو جمعة: “إن رمضان يغرس فينا العزيمة والإرادة، فالمسلم في شهر رمضان يخالف العادات التي اعتادها، ويبتعد عن المألوفات التي ألفها، ويتجنب الرغبات التي رغبها لمدة شهر بإرادة قوية وعزيمة وجدية”.

وأكد أبو جمعة، أن الصيام تقوية للإرادة وتحسين للعزيمة، مضيفًا: “الإرادة استعداد وإعداد، وسعي وهمة، فهي مرتبطة بالإيمان، فإذا قوي إيمان المسلم قويت إرادته وشدت عزيمته”.

وبيّن أن الإرادة والعزيمة تجلت في الثبات والمرابطة والصبر في فلسطين، في غزة هاشم والمدن والقرى والمخيمات والأرياف وعلى الأطراف ممن نزح.

وتابع: “إرادتنا وعزيمتنا في شهر رمضان جعلتنا أكثر تمسكًا بأرضنا وأقصانا وبقدسنا، رغم ما نجد من محاولة تدمير وتهجير، والتي تحطمت على صخرة ثباتنا، مما حير أعداءنا، وما وقع علينا من قتل وتعذيب وهدم وردم وحصار واعتداء، فإننا كالجبال راسخون في أرضنا متمسكون بحقنا بعون ربنا مما أعجز وأعيا أعداءنا”.

وأردف أبو جمعة: “بالإرادة والعزيمة والاعتماد على الله سنبني ما هدم من المساجد، والمستشفيات والمستوصفات، وسنرفع المنازل والدور والعمارات ونرصف الشوارع والطرقات، ونشيد المدارس والجامعات، وسنزرع أرضنا ونأكل من زرعنا ونتمتع من ثمارنا”.

وقال: “تعلمنا في شهر رمضان الصبر والثبات وعرفنا معنى الإخلاص والوفاء لأرضنا، فأهل بيت المقدس لا يهاجرون من أرضهم ولا يتنازلون عن قدسهم، ولا يبيعون منازلهم، فهذه الجبال والمقدسات جزء من عقيدتنا، وهي لكل شهيد وجريح، وهي لكل أسير ومعتقل ومرابط”.

وتطرق أبو جمعة، إلى خصائص العشرة أيام الأخيرة من شهر رمضان، ومنها الاعتكاف ولزوم المسجد للطاعة والذكر والعبادة والدعاء والإكثار من النوافل، مردفًا: “فكيف إذا كان الاعتكاف في المسجد الأقصى!، فما أعظمها من همة وما أجلها من بشارة، فاغتنموا ما تبقى فالعبرة في الخواتيم”.

وأشار إلى أن إخراج زكاة الفطر فرض واجب، ويجوز إخراجها نقدًا، مضيفًا: “فأحرصوا على إخراجها قبل صلاة عيد الفطر”.

وفي الخطبة الثانية، قال: “رغم حصار إخوانكم في غزة هاشم وفي الضفة الغربية ومنعهم من دخول مدينة القدس، والصلاة في المسجد الأقصى المبارك، فإن الله عز وجل كاتب لهم الأجر بإذن الله”.

وخاطبهم مضيفًا: “الأقصى لم ينسكم وهو يخاطبكم ويناديكم ويقول لكم تبكي مآذني حرقة وتوجعًا بسبب منعكم، وأشد المتوجعين والمتألمين ساحاتي، اشتاقت إليكم صلاة التروايح التي تمتلىء ساحاتي، اشتقت إلى الجباه المتوضأة والأكف الضارعة والألسن الذاكرة والعباد الراكعة الساجدة”.

وتابع: “اشتقت لعجوز تناسى المرض والهم والتعب، ومشايخ يتعكزون على بعضهم البعض للوصول لساحاتي وأروقتي للصلاة والدعاء طالبين من الله الرضوان، اشتقت لكل زواري وعماري، اشتقت إليكم وأشتاقت إليكم المصاطب وحلقات العلم ومجالس الذكر”.

وعن المسجد الأقصى، ذكر أبو جمعة: “أبشر يا أقصانا فإن فرج الله قريب، هذا وعد الله لنا لا يخلف الله وعده، وقولوا حيث يحب الله، وصابروا ورابطوا وأحسنوا الدعاء وأحسنوا الظن بالله”.

زر الذهاب إلى الأعلى