
مسبار “برسفيرنس” يرصد الشفق القطبي على المريخ
الشاهين الاخباري
في سابقة علمية هي الأولى من نوعها، أعلنت وكالة الفضاء الأميركية “ناسا” عن التقاط أول صورة للشفق القطبي المرئي على سطح المريخ، بواسطة المسبار “برسفيرنس” خلال مهمته المستمرة على الكوكب الأحمر.
الظاهرة التي ظهرت على شكل وميض أخضر خافت في سماء المريخ، نجمت عن عاصفة شمسية عنيفة ضربت الكوكب في مارس 2024، مما أدى إلى حدوث تفاعل غير معتاد في غلافه الجوي الرقيق، وأسفر عن عرض ضوئي لم يكن يُعتقد سابقًا أنه ممكن على هذا الكوكب.
ويُعد هذا الكشف تطورًا لافتًا في فهمنا للظواهر الجوية خارج الأرض، إذ ظل الشفق القطبي لعقود طويلة حكرًا على كوكبنا من حيث الرؤية بالعين المجردة، فيما كانت رصده على كواكب أخرى يقتصر على أطوال موجية غير مرئية. غير أن هذه الصورة قلبت المفاهيم السائدة، وأثبتت أن المريخ قادر على إنتاج شفق مرئي – وإن كان خافتًا – شبيه بذلك الذي نراه على الأرض.
آلية غير تقليدية للشفق المريخي
بعكس الأرض التي تمتلك مجالًا مغناطيسيًا قويًا يغلف الكوكب بالكامل، يفتقر المريخ إلى هذا النوع من الحماية المغناطيسية، مما يجعل تفاعل العواصف الشمسية مع غلافه الجوي يتم بطرق مغايرة وغير مألوفة. وقد أظهر التحليل الطيفي للصورة أن الوميض الأخضر ناتج عن إثارة جزيئات الأكسجين، التي لا تشكل سوى 0.13% من مكونات الغلاف الجوي للمريخ.
عملية الرصد: نتاج تخطيط دقيق
لم تكن هذه الصورة وليدة الصدفة، بل جاءت نتيجة تخطيط محكم من علماء ناسا. فمع توقع وصول موجة من الجسيمات الشمسية إلى المريخ، وُجّهت كاميرا Mastcam-Z المثبتة على المسبار نحو السماء في الليل، في محاولة لرصد أي نشاط ضوئي استثنائي. وقد فاجأتهم الصورة بوميض أخضر خافت، اضطروا لاحقًا إلى معالجته رقميًا لإزالة تأثير ضوء قمر “فوبوس” المجاور وإبراز الشفق.
آفاق جديدة لاستكشاف المريخ
يفتح هذا الاكتشاف آفاقًا جديدة أمام استكشاف الغلاف الجوي المريخي ودراسة الظواهر المناخية فيه، كما يعزز من احتمالات مشاهدة رواد الفضاء المستقبليين للشفق المريخي بالعين المجردة، في حال توفرت ظروف مثالية تشمل عواصف شمسية شديدة وصفاءً جوياً. والأهم من ذلك، أن هذا الحدث يقدم أول دليل مرئي على أن الغلاف الجوي الهش للمريخ ما زال يحتفظ ببعض قدرته على إنتاج ظواهر ضوئية طبيعية، رغم تعرضه لتآكل مستمر بسبب الرياح الشمسية عبر مليارات السنين.
روسيا اليوم