أقلام حرة

متى سيكون مخرج مدارسنا طالب ذو شخصية متكاملة ؟

المستشارة والكاتبة التربوية : د.ريما زريقات

مررت بخبرات تربوية وتعليمية عديدة ومتكاملة ، وكل محطة كانت تعنى بالطالب من جميع الجوانب ، النفسية والسلوكية والتأكيدية والاجتماعية والتعليمية بشكل مباشر أو غير مباشر ليكون انسانا وفردا سويا ، لكن لم نجد دائما هذه المخرجات كما تم التخطيط لها أو التوقع ، فقد نجد طالب ذو تحصيل عالي ولكن لا يستطيع التواصل الفاعل ، أو نجد طالب متنمر على غيره يفتقر لباقي الجوانب من الشخصية ، لكل أسرة ظروفها ولكل أسرة أسرارها ، فيتوقع ولي الأمر أنه يرسل ابنه أو ابنته للمدرسة لينسجم ويتكيف ويتعلم ويتعلم التواصل مع أقرانه من خلال معلمه ومعلمته ، لكن للأسف قد لا يحدث هذا الشيء يبقى الطالب أو الطالبة كما هما وفي بعض الأحيان يسوء وضعهما ، حين كنت بالتعليم الخاص وحتى بعد ذلك لمست النقلة النوعية في صقل شخصية الطالب ولمست الدفء الذي يحيط الطالب ويحقق المخرج الذي نريد وهو طالب ذو شخصية متكاملة ، طالب يشارك بجميع الأنشطة الصفية واللاصفية ، لذلك ينجحون في تحقيق رؤية المدرسة وفلسفة التربية والتعليم ولعل روضة ومدرسة المعمدانية وروضة ومدارس قرطاج الدولية أنموذجا لذلك ، فهذا المخرج يحتاج أسرة متعاونة متواصلة مع المدرسة ، مدرسة متابعة منفتحة على أولياء الأمور ، معلم جاد ومحفز ، قيادة مدرسية تربوية ، بيئة صفية ومدرسية مناسبة ، رؤية ورسالة واضحتين ، نتاجات يتم قياسها باستمرار باستخدام مؤشر نوعي وكمي ، تغذية راجعة مستمرة ، العمل بروح الفريق ، فريق يتبادل المعرفة ولا يحتكرها ، مهارات القرن الحادي والعشرين ، لعب الأدوار ، الدعم النفسي واللوجستي ، أنماط تعلم كلائمة ، تفريد للتعليم ، ادارة موقفية للمدير والمعلم ، مواكبة التكنولوجيا المتسارعة ، جميع هذه العناصر تضمن مخرج تربوي كما نريد وتحقق الهدف المنشود.

نتمنى أن يخطو تعليمنا ومؤسساتنا هذه الخطوات ، فهذا ما فعلته هاتين المؤسستين حتى ضمنت طلبة يتمتعون بشخصية متكاملة من جميع الجوانب ، ولا أعتقد أنه صعب أو مستحيل ، فمن يضع هدفا ويضع الله نصب عينيه سيحقق الأهداف وينقل طالبه ومدرسته نقلة نوعية ، فالطالب أمانة في الأعناق ، وأقول هنيئا لكل من أخلص وأنجز وصدق الوعد …..وللحديث بقية 

زر الذهاب إلى الأعلى