أقلام حرة

معالي الدكتور محمد المومني… صوت الدولة العاقل وعقلها الإعلامي الرشيد

محمد علي الزعبي

في زمنٍ تشتد فيه الحاجة إلى خطاب وطني متزن وإعلام مسؤول يعكس نبض الدولة ويدافع عن ثوابتها، يبرز معالي الدكتور محمد المومني بوصفه أحد أبرز رجالات الدولة الأردنية الذين جمعوا بين العقل الأكاديمي والخبرة السياسية والفهم العميق لطبيعة الإعلام في زمن التحولات الكبرى.

الدكتور المومني، الذي يشغل حاليًا منصب وزير الاتصال الحكومي، ليس جديدًا على المشهد السياسي الأردني. فقد أثبت حضوره سابقًا كوزير دولة لشؤون الإعلام، وناطق رسمي باسم الحكومة، حيث تميز بنبرة عقلانية هادئة، تجمع بين الحزم والدبلوماسية، وبين الوضوح والمسؤولية. لم يكن مجرد ناقل لرسائل الحكومة، بل كان شريكًا في صناعتها، وواجهة تعكس قيم الدولة الأردنية الراسخة في احترام المواطن، وحماية هيبة الدولة، وتعزيز الشفافية.

يحمل معاليه خلفية أكاديمية رفيعة؛ إذ عمل أستاذًا للعلوم السياسية، ما منحه القدرة على قراءة المشهد المحلي والدولي بعيون تحليلية تستند إلى المعرفة والمنطق. هذه الخلفية العلمية انعكست بشكل مباشر على إدارته للملف الإعلامي، فكان حريصًا على أن يكون الإعلام الأردني سلطة حقيقية تمارس دورها النقدي والرقابي، دون أن تتخلى عن مسؤولياتها الوطنية.

تميزت إطلالاته الإعلامية دائمًا بالهدوء والتوازن، حتى في أحلك الظروف وأكثرها توترًا. لم يكن يخشى الأسئلة الصعبة، بل كان يواجهها بإجابات صريحة قائمة على معلومات دقيقة. هذا الأسلوب جعله يحظى باحترام مختلف الأطياف السياسية والإعلامية، كونه لا يختبئ خلف اللغة الخشبية، بل يتحدث بلغة الناس، ويفكر بمنطق الدولة.

إن التحديات التي يواجهها الإعلام الرسمي اليوم، في ظل تسارع المنصات الرقمية وتنامي الأخبار المضللة، تتطلب عقلًا مثل عقل الدكتور المومني؛ يفهم الإعلام كأداة تنوير لا ترويج فقط، ويعي أن الحروب القادمة لن تكون بالسلاح وحده، بل بالكلمة والمعلومة والرأي العام.

في عهد الدكتور المومني، نشهد محاولات جادة لإعادة صياغة العلاقة بين الحكومة والإعلام، لتكون شراكة حقيقية قائمة على الاحترام والتكامل. وهو بذلك لا يسعى إلى السيطرة على الإعلام، بل إلى ترشيده وتمكينه، بما يخدم الوطن والمواطن.

محمد المومني ليس مجرد وزير في حكومة، بل هو مدرسة في الاتصال السياسي، ورمز للخطاب الوطني الناضج. وجوده في هذا الموقع الحساس يمنح الدولة طمأنينة أن رسالتها الإعلامية بأيدٍ أمينة، عقلانية، ووفية لرسالة الأردن الراسخة في التعددية، والانفتاح، واحترام الرأي.

زر الذهاب إلى الأعلى