
إجراءات مشددة وشلل اقتصادي.. هكذا حوّل الاحتلال الضفة لـ”سجن كبير”
الشاهين الاخباري
حوّلت سلطات الاحتلال الإسرائيلي الضفة الغربية المحتلة إلى سجن كبير، بفعل الحصار والإغلاق الشامل الذي فرضته على المدن والقرى والبلدات الفلسطينية، منذ بدء الهجوم على إيران الجمعة الماضي.
ولليوم الخامس على التوالي، تواصل سلطات الاحتلال فرض حصارها الخانق على الضفة، وإغلاق مئات الطرق والمداخل الرئيسية بالحواجز والبوابات العسكرية، مما تسبب بشل الحركة وتضييق الخناق على الفلسطينيبن.
وحسب هيئة مقاومة الجدار والاستيطان، فإن معظم البوابات والحواجز والعوائق القصدية، التي بلغ عددها 898 بوابة وحاجزًا، أُغلقت معظمها أمام المواطنين، بما فيها 224 حاجزًا وبوابة جديدة تمت عملية موضعتها وتغيير نمطها بعد السابع من تشرين الأول/ أكتوبر 2023، بهدف الإغلاق والحرمان من الحق بالحركة والتنقل المكفولة في القوانين الدولية كافة.
ويُفاقم الحصار الإسرائيلي معاناة الفلسطينيين، ويُضيق الخناق على حياتهم اليومية، ويُعيق وصولهم إلى الخدمات الأساسية، كما يؤثر سلبًا على النشاط الاقتصادي.
ويضطر المواطنون إلى سلوك طرق ترابية وجبلية محفوفة بالمخاطر لأجل تأمين احتياجاتهم، في ظل إحكام الحصار على المدن والبلدات الفلسطينية، والتضييق عليهم.
وتشهد مدن الضفة ومخيماتها تصاعد في وتيرة الاقتحامات والاعتقالات اليومية بحق المواطنين، ناهيك عن هدم المنازل، لا سيما في جنين وطولكرم اللتان تتعرضان لعدوان إسرائيلي متواصل ولعمليات تهجير قسري للسكان.
حصار مشدد
الصحفي محمد أبو ثابت يقول لوكالة “صفا”: إن سلطات الاحتلال أعلنتالجمعة الماضي، فرض إغلاق شامل على مدن وبلدات الضفة، ما أدى إلى تراجع كبير في حركة الاقتصاد الفلسطيني، ومنع دخول المواد الغذائية الأساسية.
ويوضح أن بعض المواطنين اضطروا لشراء حاجياتهم، مع استمرار الإغلاقات، مما تسبب بفقدان بعض السلع الأساسية من داخل المحلات التجارية في بعض مدن وقرى الضفة.
ويشير إلى أن مدينة نابلس تعاني إحراءات أمنية مشددة وزيادة في وتيرة الإجراءات العسكرية على الحواجز، مما تسبب بحدوث أزمات مرورية خانقة، فضلًا عن التنكيل بالمواطنين، وعمليات التفتيش للمركبات.
ويلفت أن هناك عددًا من المواطنين لم يتمكنوا منذ ثلاثة أيام من دخول بلدتي بيت دجن وبيت فوريك شرق نابلس، بفعل الإغلاقات والحواجز.
وقائع جديدة
ووفقًا للصحفي أبو ثابت، فإن الإغلاقات أثرت سلبًا على تنقل المرضى ووصولهم إلى المستشفيات في الصفة، وأعاقت أيضًا وصول الموظفين لأماكن عملهم.
ويؤكد أن الاحتلال يستغل كل فرصة من أجل فرض وقائع جديدة على الضفة الغربية، وبسط سيطرتها الكاملة عليها، وكذلك سهولة سيطرة المستوطنين على مساحات واسعة من الأراضي الفلسطينية.
ولم تقتصر الهجمة الإسرائيلية على الإغلاقات والحواجز، بل تشن قوات الاحتلال يوميًا حملات مداهمة واعتقال بحق المواطنين في قرى وبلدات الضفة، تطال العشرات منهم، فصلًا عن عمليات التنكيل والاعتداء على الشبان.
وتعاني مدينة قلقيلية من حصار خانق وتشديدات عسكرية في محيطها مع إغلاق مدخلها الشرقي، إلى جانب إغلاق مداخل قرى النبي إلياس، إماتين، الفندق–حجة، وكفر لاقف، ببوابات حديدية، ومنع تنقّل المواطنين.
ولم تسلم بلدة دير بلوط غرب سلفيت من اعتداءات الاحتلال، بل جرى نصب بوابة حديدية عند مدخلها، رغم أنها تتعرض منذ عدة أسابيع لتشديدات، في ظل استمرار إغلاق البوابة المقامة على مدخل البلدة باتجاه قرية رافات، ما يقيد حركة المواطنين.
ويعد هذا المدخل منفذًا رئيسًا لسكان المنطقة، ويربطها مع باقي المحافظات.
ومنذ 142 يومًا، تواصل قوات الاحتلال فرض حصار مطبق على مخيمي طولكرم ونور شمس ومحيطهما، وتمنع الأهالي من الوصول إلى منازلهم، لتفقدها، أو أخذ مقتنياتهم، مع إطلاق النار المباشر على كل من يحاول الاقتراب.
ويترافق ذلك، مع تشديد الإجراءات العسكرية على الحواجز المحيطة بطولكرم، وإيقاف المركبات وتفتيشها، وإخضاع الركاب لعمليات تفتيش واستجواب، وعرقلة حركة المرور بشكل متعمد.
ومنذ نحو أسبوع، حوّلت قوات الاحتلال عشرات منازل المواطنين في بلدات وقرى بمحافظة جنين إلى ثكنات عسكرية، ما أدى إلى تهجير قسري للأهالي، وتقييد حركتهم، وتعطيل الحياة اليومية.
صفا