أقلام حرة

رد علمي تحليلي على الادعاءات المتعلقة باستخدام الأجواء الأردنية

إعداد: د. عادل محمد الوهادنة

بعد أن قمت، كمواطن أردني حريص على الدقة والإنصاف، بمراسلة مجموعة من الخبراء في العلوم العسكرية الجوية، ممن التقيت بهم قبل مدة خلال فعاليات مهنية أقيمت في سويسرا، وضمّت مختصين في أنظمة الرادار والتحليل الفضائي ومراقبة المسارات الجوية باستخدام الذكاء الاصطناعي، طلبت منهم مراجعة الصور والتحليلات الدولية المتوفرة من رادارات ومراكز رصد متعددة. وقد أسفرت الردود والنتائج التحليلية عن ما يلي:

١٢ نقطة تحليلية تستند إلى بيانات الرصد الجوي وتقنيات الاستشعار العالمية:
1. غياب كامل لأي صورة رادارية توثق عبورًا للطيران الإسرائيلي فوق الأردن، في كل الحوادث المعروفة، بحسب منصات الاستشعار العالمية مثل Sentinel Hub (ESA) وADS-B Exchange.
2. جميع المسارات الهجومية المُسجلة تنطلق غربًا عبر البحر المتوسط أو من اتجاهات بعيدة عن المجال الأردني، بحسب تحليل مسارات من SkyMonitor Zurich (2024).
3. بيانات الأقمار الصناعية الحرارية (VIIRS وMODIS)، والتي تتابع الانبعاثات الحرارية للطائرات، لم تُسجل أي نشاط حراري لطائرات هجومية فوق الأردن.
4. التحليل الزمني لمسارات الإقلاع والعودة للطائرات المقاتلة من جهة الغرب، لا يظهر أي عبور للأجواء الأردنية، بحسب تحليل Military Flight AI Tracker.
5. الرصد المدني والعسكري المفتوح (مثل FlightRadar24 وADS-B Exchange) لم يُظهر أي تحركات غير اعتيادية عبر الأردن خلال فترات الهجمات المعلنة.
6. تأكيد وجود أكثر من 27 صورة وتحليل مرئي لمسارات طائرات مسيّرة أو صواريخ باليستية مصدرها جهة الشرق تم اعتراضها داخل الأردن، منشورة من Jane’s Defence, Defense Express، وConflict Intelligence Team.
7. مركز جنيف للطيف الكهرومغناطيسي (Geneva EM Observatory) لم يسجل موجات تداخل إلكتروني عالية الطاقة فوق الأردن مرتبطة بطيران هجومي من الطرف الإسرائيلي، وهو عنصر أساسي عادة في أي عملية هجومية.
8. تحليلات البصمة المغناطيسية للطائرات تُظهر أن الأردن لم يكن جزءًا من أي مسار هجومي، فيما تم رصد تحركات هجومية متكررة قادمة من الشرق عبر البادية الأردنية.
9. العمليات الدفاعية الأردنية المسجلة علنًا كانت جميعها استجابة لهدف يخترق الأجواء من الشرق، دون تسجيل أي نشاط اعتراض لأهداف غربية.
10. غياب كامل للمجسات الصوتية والمغناطيسية المرتبطة بإقلاع أو عبور طيران هجومي فوق الأردن، وهو ما تم توثيقه عبر وحدات الرصد الإقليمي المدني (منصات FIRMS وNASA).
11. تقرير “IISS Military Balance 2024” يضع الأردن ضمن الدول ذات العقيدة الدفاعية الصافية، دون امتلاك أنظمة هجومية عابرة للحدود أو طموحات توسعية.
12. الموقف الأردني الرسمي والميداني يتّسق مع هذه البيانات: حماية المجال الجوي من أي اختراق دون الانخراط في أي عمليات هجومية أو توفير ممرات لعبور عسكري لأي طرف.

المراجع الفنية والتحليلية المعتمدة:
‏ • Sentinel Hub EO Browser – European Space Agency
‏https://www.sentinel-hub.com
‏ • ADS-B Exchange Military Tracking
‏https://www.adsbexchange.com
‏ • SkyMonitor Zurich (2024 Internal Analysis Report – Not Public)
‏ • NASA FIRMS – Fire and Thermal Anomaly Detection
‏https://firms.modaps.eosdis.nasa.gov
‏ • MODIS / VIIRS Satellite Data via NOAA
‏https://www.star.nesdis.noaa.gov
‏ • Jane’s Defence Weekly, April–May 2025
‏ • IISS Military Balance 2024
‏ • Geneva Electromagnetic Observatory (April 2025 Brief)

خاتمة:

المراجعة الدقيقة للبيانات المفتوحة والمصادر التقنية العسكرية والفضائية، تُظهر بوضوح أن الأردن التزم بسياسة دفاعية بحتة، دون تسجيل أي نشاط عبور لطرف غربي داخل أجوائه، بينما تم توثيق العديد من محاولات الاختراق الجوي من الشرق. إن التداول الشعبي لمزاعم لا تستند إلى بيانات حقيقية يساهم في التشويش على صورة دولة تُعد نموذجًا للسيادة المتزنة والردع الدفاعي.

زر الذهاب إلى الأعلى