فلسطين

ذوو المفقودون بغزة.. ترقبٌ للهدنة على أمل لقاء أبنائهم ومعرفة مصيرهم

الشاهين الاخباري
لا تمر لحظات الانتظار طبيعية على ذوي المفقودين بغزة، فهم ينتظرون لحظات الإعلان عن دخول الاتفاق حيز التنفيذ، ليتفرق رجالهم وتجوب نساؤهم أي مكان يحمل بشرى عودة الغائبين والذين قطعت أخبارهم دون معرفة هل هم في عِداد الشهداء أم الأسرى أم جريح على فراش المشفى ينتظر لقاء عائلته.

الآلاف من ذوي المفقودين الذين لم يُعرف مصيرهم في قطاع غزة ينتظرون بفارغ الصبر دخول اتفاق التهدئة حيز التنفيذ، على أمل الوصول إلى أحبائهم الذين انقطعت أخبارهم منذ أسابيع، وظل مصيرهم مجهولا.

“قبل عدة أسابيع، توجه أخي رامز إلى نقطة “زيكيم” لتوزيع المساعدات برفقة المئات من أبناء الحي، على أمل الحصول على بعض الطعام، لكنه لم يعد”، يقول بدر المصري.

ويضيف المصري في حديثه لـ “صفا”، “انقطعت أخبار شقيقي كليا، ولم نعرف عنه شيئا، حتى رفاقه الذين كانوا معه لم يروه منذ ذلك الحين”.

ويتابع: “بات لدينا يقين أن مصير رامز إما أنه شهيد أو أسير لدى جيش الاحتلال”، مشيرًا إلى أنه وعائلته يتأملون مع بدء سريان وقف إطلاق النار الوصول إلى النقطة التي فقد فيها، والعثور عليه ومعرفة مصيره.

ولا يبدو الأمر مختلفا عند وردة سعدالله وهي التي باتت تعد الدقائق حتى يدخل اتفاق التهدئة حيز التنفيذ وتذهب وإخوانها للبحث عن زوجها الذي خرج عصر أحد الأيام لإحضار طعام لصغاره ولم يعد حتى الآن.

تقول وردة: “خرج ليحضر الطعام لابنائه ولم يعد، لا نعرف هل استشهد أم جريح أم أسير، اختفت آثاره حتى أصدقاؤه لا يعلمون أين تركهم وذهب”.

وتضيف في حديثها لوكالة “صفا”: “دائما ما يسألني ابني وين بابا وانا بخبره بكرة بيجي وكل يوم على نفس المنوال، حتى لم يعد يصدقني”.

وتتابع، “انتظر على أحر من الجمر إعلان دخول الاتفاق حيز التنفيذ لمعرفة مصير زوجي، والعثور على اي شيء يحمل خبر عنه”.

ولا تقف حكاية المفقودين عند هذا الحد، فما ذكر يعتبر واحدا من عشرات الآلاف من الذين فُقدت آثارهم بعد توجههم إلى مواقع توزيع المساعدات الغذائية المنتشرة في أنحاء القطاع، دون أن يعودوا منها.

وكانت نقاط توزيع المساعدات وعلى النابلسي ونيتساريم وزيكيم، إطلاق نار كثيف من قبل قوات الاحتلال تجاه العُزل الباحثين عن الطعام، ما أدى إلى استشهاد ما يزيد عن 550 مواطنا، وإصابة آلاف آخرين، فيما لا يزال مصير الكثيرين مجهولا.

المركز الفلسطيني للمفقودين والمخفيين قسرا، أكد أن الفترة الماضية شهدت زيادة في أعداد هؤلاء المفقودين بشكل عام، والمفقودين بالقرب من مراكز توزيع المساعدات التابعة لمؤسسة غزة الإنسانية بشكل خاص.

وحذر المركز من خطورة تكرار حوادث اختفاء المواطنين بعد انقضاء فترة التوزيع اليومي، وغياب أي معلومات عنهم بسبب حالة الفوضى الأمنية، محملا الاحتلال المسؤولية عن سلامة ومصير هؤلاء المفقودين، الذين تواجدوا في مناطق تخضع لسيطرته العسكرية بالكامل قبل اختفائهم.

صفا

زر الذهاب إلى الأعلى