صحة وجمال

كيف تتعامل مع فيروس الروتا .. وما هو هذا الفيروس؟

الشاهين الإخباري

فيروس الروتا (الفيروسة العجلية) هو فيروسٌ يسبب التهابًا معويًا حادًا يؤدي إلى الإسهال والقيء. يصيب هذا الفيروس الأطفال في الغالب، وقد أصيب معظم الأطفال بالفيروس مرة واحدة على الأقل قبل سن الخامسة.

إلا أن البالغين يمكن أن يصابوا أيضًا، وإن كان في الغالب تظهر الأعراض عليهم أخف أو قد لا تظهر على الإطلاق في الأشخاص الأصحاء. ينتشر فيروس الروتا بسهولة عن طريق ملامسة المواد الملوثة بالبراز، وقد تجري العدوى في العائلات ودور رعاية الأطفال والمستشفيات.

وقد كشف رئيس المركز الوطني لمكافحة الأوبئة والأمراض السارية، عادل البلبيسي، عن طبيعة الفيروس المنتشر مؤخرا في الأردن والذي من أعراضه الإسهال والتقيؤ وارتفاع درجات الحرارة، مبينا أنه فيروس “الروتا” (الفيروسة العجلية)، ولا علاقة للبطيخ وغيره من الفاكهة بالفيروس وانتقاله.

الأعراض الشائعة عند البالغين

تبدأ أعراض عدوى الروتا عادة بعد حوالي يومين من التعرض للفيروسg. وتشمل الأعراض المبكرة حمى خفيفة وقيء، يلي ذلك إسهال مائي شديد يستمر لعدة أيام (غالبًا من 3 إلى 7 أيام). من الأعراض الشائعة كذلك آلام في البطن وفقدان الشهية.

في البالغين الأصحاء قد تكون الأعراض خفيفة أو معدومة، إلا أنه يمكن أن يحدث جفاف شديد من كثرة الإسهال والقيء. يشعر المصاب بالجفاف عادةً بجفاف الفم والعطش الشديد، وقد يلاحظ قلة في التبول أو اضطرابات في الوعي (النعاس، أو الدوخة عند الوقوف).

كبار السن والأشخاص ذوو المناعة الضعيفة (مثل مرضى السكري أو الأمراض المزمنة أو متلقي الأدوية المثبطة للمناعة) هم الأكثر عرضة لمضاعفات الجفاف وحالات مرضية أشد.

من ناحية أخرى، يزداد خطر العدوى عند البالغين الذين يعتنون بأطفال صغار، لأن الأطفال ينقلون الفيروس بسهولة لأفراد العائلة.

طرق انتقال العدوى

ينتقل فيروس الروتا بشكل أساسي عبر الطريق البرازي-الفمي. فالمرضى المصابون يطرحون الفيروس بكميات كبيرة مع برازهم قبل ظهور الأعراض بيومين وتستمر حتى حوالي عشرة أيام بعد الشفاء.

يمكن أن يحدث انتقال الفيروس عندما تلامس الأيدي أو الأدوات أو الألعاب الملوثة بفيروس الروتا ثم تلامس الفم. من الأمثلة الشائعة: تناول طعام أو شراب ملوث ببراز مصاب، أو لمس مقابض الأبواب وألعاب الأطفال التي يحملها الفيروس ثم وضع اليد في الفم.

ويُنصح بعدم الاعتماد على معقمات اليدين الكحولية وحدها؛ إذ إن دراسات طبية أثبتت أن هذه المعقمات لها فاعلية محدودة ضد فيروس الروتا. يظل الفيروس معديًا أحيانًا على الأسطح غير المعقمة لأسابيع أو شهور، لذا يكمن الأساس في الوقاية بالحرص على النظافة.

النظام الغذائي أثناء فترة الإصابة

تُعتبر معالجة الجفاف أهم ما يجب العناية به أثناء الإصابة بفيروس الروتا. لذا يُنصح بشرب الكثير من السوائل لتعويض ما يفقده الجسم. يمكن شرب الماء والسوائل المعقمة وحساء المرق الصافي، واستخدام محاليل معالجة الجفاف الفموية (مثلاً Pedialyte أو مُحلول سكّر-ملح منزلي) خاصة عند الإسهال والقيء الشديد.

وعند تحسن الشهية، يُمكن عادةً العودة إلى تناول النظام الغذائي المعتاد تدريجيًا. يفضّل في البداية تناول وجبات خفيفة سهلة الهضم، مثل الأرز الأبيض المسلوق، والخضروات المطبوخة، والموز، وصلصة التفاح، والخبز المحمص أو البسكويت العادي.

كما يمكن تناول الزبادي (باللبن الرائب) لمساعدة الجهاز الهضمي، واللحوم قليلة الدسم المسلوقة. من المهم الحفاظ على توازنٍ غذائي معتدل مع التركيز على السوائل.

ينبغي تجنب بعض المأكولات والمشروبات خلال الإصابة بفيروس الروتا، لأن تناولها قد يزيد الإسهال سوءًا.

من هذه المأكولات: الأطعمة الدهنية والغنية بالسكر (مثل الحلويات والمشروبات الغازية والعصائر المحلاة)، والمأكولات المقلية والمبهّرة بشدة. كما يفضل تجنب الكافيين (القهوة والشاي الثقيل) والكحوليات والنيكوتين، إذ تهيج المعدة والأمعاء. قد يعاني بعض المرضى مؤقتًا من صعوبة في هضم اللاكتوز (سكر الحليب)، لذا من الحكمة الابتعاد عن الحليب ومنتجاته (عدا الزبادي) حتى تتحسن الأمعاء.

طرق الوقاية العامة

غسل اليدين بانتظام: يجب غسل اليدين جيدًا بالماء والصابون بعد استخدام المرحاض أو تغيير حفاظات الأطفالmayoclinic.org. النظافة الشخصية المتكررة مهمّة للحدّ من انتشار الفيروس، مع التركيز على تنظيف أصابع اليدين وتحت الأظافر.

تعقيم الأسطح والأدوات: مسح وتنظيف الأسطح الملوثة (مثل مقابض الأبواب، ألعاب الأطفال، أدوات المطبخ) بمواد مطهرة يمكن أن يقلل من انتقال العدوى. كما ينصح بتجفيف الحفاضات وأدوات النظافة الشخصية وغسلها بشكل منفصل بعد استعمالها من قبل المريض.

تجنب المشاركة: عدم مشاركة أواني الأكل أو الأكواب أو المناشف مع شخص مصاب. يفضل أن يستخدم المريض أو أفراد الأسرة المعافى أدوات خاصة خلال فترة المرض.

التطعيم: لا يوجد لقاح مخصص للبالغين ضد فيروس الروتا، لكن منظمة الصحة العالمية توصي بتطعيم جميع الرضّع بلقاح الروتا (Rotarix أو RotaTeq). تلقيح الأطفال يقلل من انتشار الفيروس في المجتمع وحماية الفئات الضعيفة (كالمسنين). يجدر ملاحظة أن اللقاح لا يُعطى للأطفال الأكبر من 8 أشهر أو للبالغين.

التعامل مع المرضى: في حال إصابة طفل أو بالغ بالفيروس، يجب توخي الحذر لدى تغيير الحفاضات وتنظيف المريض، مع غسل اليدين جيدًا بعد الانتهاء. كما ينبغي إبقاء المريض بعيدًا عن تحضير الطعام للآخرين لحين تعافيه.

التوصيات الطبية للتعامل مع فيروس الروتا

لا يوجد علاج دوائي خاص يقضي على فيروس الروتاcdc.gov. يتركز العلاج على تخفيف الأعراض ومواجهة الجفاف. توصي المؤسسات الصحية (CDC، Mayo Clinic) بما يلي:

متابعة الطبيب عند الضرورة: يجب مراجعة الطبيب إذا استمرت الأعراض أكثر من يومين عند البالغين (أو ظهرت علامات خطيرة)، مثل القيء المتكرر أو الإسهال الدموي أو ارتفاع الحرارة فوق 39.4°م، أو علامات الجفاف الشديدة (جفاف الفم، قلة التبول أو النعاس الشديد). كبار السن والأشخاص المصابون بأمراض مزمنة يجب ألا يتهاونوا في طلب العناية الطبية.

تعويض السوائل: أهم توصية طبية هي شرب الكثير من السوائل للمحافظة على مستوى السوائل والأملاح في الجسمcdc.gov. يمكن استخدام محاليل معالجة الجفاف الفموية لتعويض الأملاح، خاصة إذا استمر الإسهال لأكثر من يومcdc.gov. ويُنصح بمزاولة التغذية العادية المتوازنة بأسرع ما يمكن عند تحسن حالة المريض.

تفادي الأدوية غير المناسبة: لا تُفيد المضادات الحيوية في عدوى الروتا، لأنها تستهدف الجراثيم وليس الفيروساتcdc.gov. كما لا يُنصح عمومًا باستخدام أدوية وقف الإسهال (كالمضادات الحركية) دون استشارة الطبيب، خاصة للأطفال أو كبار السن، لأن الجسم يحتاج إلى طرد الفيروس والسموم.

المراقبة والدعم: إذا تطور الأمر إلى جفاف حاد أو تقيؤ متواصل، قد يحتاج المريض إلى دخول المستشفى لتلقي سوائل وريدية (IV)cdc.gov. وبالتالي، يجب الانتباه إلى علامات الجفاف والتصرف بسرعة. ينصح الأطباء بإبقاء المريض مرتاحًا، مع الراحة التامة وتناول الوجبات الصغيرة والسهلة الهضم عند الإمكان.

باختصار، فيروس الروتا لدى البالغين غالبًا ما يسبب أعراضًا خفيفة، لكن يجب التعامل معه بجدية خاصة عند كبار السن أو ضعاف المناعة. ينبغي الالتزام بتوصيات الأطباء والمصادر الصحية الرسمية: النظافة الشخصية الصارمة، والتركيز على تعويض السوائل، واتباع نظام غذائي مناسب، ومراجعة الطبيب عند وجود علامات خطيرة.

زر الذهاب إلى الأعلى