
الدفاع المدني الأردني في سوريا تضامن عربي وإنساني مشرف
ختام جبارة
في لحظة تفرض فيها الكارثة صوتها على الأرض، وتتكشف فيها قيمة التضامن الإنساني الحقيقي، لبّى الدفاع المدني الأردني نداء الواجب، ملبياً صرخة الغابات السورية التي التهمتها النيران خلال الأيام الماضية، وأرسل فرقاً متخصصة ومؤهلة للمساعدة في السيطرة على حرائق الغابات التي اندلعت في عدد من المناطق السورية.
انطلقت قوافل الدفاع المدني الأردني محمّلة بالأمل والخبرة، ومجهزة بأحدث ما توصلت إليه تقنيات مكافحة حرائق الغابات، في خطوة تعكس الروح العربية الأصيلة ومبادئ الإخاء التي لطالما جمعت بين الأردن وسوريا.
وجاء هذا التدخل العاجل تنفيذاً لتوجيهات جلالة الملك عبد الله الثاني ابن الحسين، الذي شدد على أهمية الوقوف إلى جانب الشعب السوري الشقيق في ظل هذه الكارثة البيئية، مؤكداً أن القيم الإنسانية لا تعرف حدوداً، وأن النخوة الأردنية حاضرة حيثما تطلب .
وأكد مدير عام الدفاع المدني أن الفرق المشاركة تضم عناصر مدربة تدريباً عالياً في التعامل مع حرائق الغابات والجبال، كما تم تزويدها بسيارات إطفاء متخصصة، وخزانات مياه متنقلة، وطائرات مسيرة للمراقبة الجوية، إلى جانب معدات الإطفاء اليدوية والمتقدمة.
وأشار إلى أن التنسيق مستمر مع السلطات السورية، لضمان توزيع الجهود في الأماكن الأكثر تضرراً، والحد من انتشار النيران التي تهدد الغطاء النباتي والحياة البرية، إضافة إلى المناطق السكنية المجاورة.
وتعد هذه الحرائق من الأكبر التي تضرب المنطقة في السنوات الأخيرة، ما استدعى تحركاً عاجلاً عربياً ودولياً لدعم جهود الإطفاء المحلية في سوريا.
هذا التدخل الأردني ليس الأول من نوعه، إذ سبق للدفاع المدني أن شارك في العديد من المهام الإنسانية في دول الجوار، مؤمناً أن حماية الإنسان والطبيعة مسؤولية لا تتجزأ. ويعكس هذا الموقف روح الوفاء والإنسانية التي تميز أبناء هذا الوطن.
لا يسعنا إلا أن نرفع القبعة فخراً واعتزازاً لرجال الدفاع المدني، الذين يمثلون الوجه المشرق للوطن، ويجسدون على الدوام روح التضامن العربي والإنساني. شكراً لكل من لبّى النداء، وشكراً لكل يد امتدت لتطفئ النيران، وتحمي الحياة، وتغرس الأمل في أرض أنهكتها الكوارث.