
ارفع العلم الأردني واستمر
العنود إسماعيل ابوالراغب
هذا الوطن الشامخ يعتلي عاليًا حد السحاب، شامخ بالمروءة والكرامة، حاملًا على كاهله همّ الشقيق ووجع الجريح. فغزة الجريحة في ميادين الحصار والدمار، كان لها الأردن الشقيق والسند، وطن بحجم الأردن العظيم، وملك بقلب جلالة الملك عبدالله الثاني بن الحسين العظيم، وجيش شجاع يتقدم ولا يهاب، وشعب على خطى القائد سيبقى عظيمًا.
فجلالة الملك منذ الأزل موقفه ثابت وواضح، فكان صوته صوت الحق والإنسانية، يصدح في المحافل والمنابر الدولية، مدافعًا عن حق الشعب الفلسطيني في الحياة والكرامة، مطالبًا بوقف العدوان وإيصال المساعدات مهما كانت التحديات.
فما قدّمه جلالة الملك اتجاه القضية الفلسطينية لم يكن مجرد مواقف سياسية، بل كانت مواقف أخلاقية توارثها الهاشميون تاريخيًا، وسار عليها الملك المعزز قائدًا مخلصًا لا يعرف المساومة على المبادئ في كلماته وقراراته.
وقد كان الجيش العربي الأردني والأجهزة الأمنية الأصدق قولًا والأخلص عملًا، يتسمون بالشجاعة في الميادين، اختاروا طريق الواجب والإنسانية، لم تثنهم المخاطر ولم تعقهم التحذيرات، فساروا على درب الشرف حاملين أرواحهم على أكفهم في سبيل نصرة شعب مظلوم مكلوم.
فواجهوا التحديات بقلوب من حديد وإيمان لا يهتز.
سيدي، التحذير الأول من قبل الاحتلال بالخروج والعودة إلى المعبر، سيدي، بدأ التحذير بالقنابل الضوئية، الجواب: “ارفع العلم الأردني وابقَ مستمرًّا”، سيدي، تم الوصول إلى منطقة خان يونس، الله يعطيكم العافية.
وفي خضم هذه البطولات، خرجت بعض الأصوات المشككة بهذه المواقف الإنسانية النبيلة، التي اعتادت تقزيم الجهود المبذولة والتقليل من الدور الأردني، باحثين عن ثغرات في جدار المروءة الأردني، لكن الحقيقة كانت أقوى، والأفعال أصدق، فالأردن لا يحتاج لتبرير مواقفه، لأنه يقف دومًا حيث يجب أن يكون، في خندق العروبة مهما كلفه الموقف.
فمن يقرأ التاريخ يعرف جيدًا أن الأردني لم يتخلَّ عن قضايا الأمة يومًا، ولم ينتظر شكرًا أو مقابلًا من أحد. الأردن لا يزيّف الحقائق، بل يصنعها، ومواقف جلالة الملك عبدالله الثاني بن الحسين ومواقف الجيش العربي ليست بحاجة إلى شهادة أحد، فهي أصدق من كل الادعاءات، وأثبت من كل تشكيك.
لا أحد يزاود على الأردن بالعروبة، فالأردن يسير ولا يتراجع، يقدّم ولا ينتظر التصفيق، إلا أنه يستحقه بحرارة، يسير بثقة على خطى المجد، ويرتقي بمواقفه التي تُدوَّن في سجل الشرف، فوطن اسمه الأردن لا يشكك فيه إلا من جهل تاريخه أو أعماه الحقد عن رؤية نبله.
وسيظلّ الأردن صامدًا راسخًا حرًّا عزيزًا كريمًا آمنًا مطمئنًا، في ظل سيدي ومولاي حضرة صاحب الجلالة الهاشمية، جلالة الملك عبدالله الثاني بن الحسين المعظم.