
أطفال غزة ليسوا مجرد أرقام في نشرات الأخبار
المحامي الدولي فيصل الخزاعي الفريحات
أطفال غزة العزة لستم مجرد أرقام في النشرات، ولستم مجرد أرقام على السنة المحللين على الشاشات، أطفال غزة يا جرح الأمة النازف، يا عنوان العزة والكرامة والصبر، يا صوت الصمت الذي يهزّ التقوى لِمن كان له قلبٌ أو ألقى السمع و هو شهيد، يا أمة المليار ونصف مسلم لقد بلغ السيل الزبى، وآن للقلوب أن تصرخ، وللضمائر أن تستيقظ.
تُذبح غزة وأطفال غزة بسلاح الجوع على مرأى ومسمع من العالم، تُحاصر وتُجَوَّع وتُحرَق، وتُباد ببطء تحت أنقاض منازلها، ووسط صمت عربي رسمي و إسلامي و عالمي مخجل وعجز منا لا يُحتمل.
أطفالها يموتون من الجوع حتى أصبح الطعام أثمن من الروح، في زمن الفائض الغذائي، ونساؤها يلدن بين الركام، وشيوخها يموتون واقفين، وشبابها يكتبون التاريخ بالدم والدمع والعناد.
أي ذنب أقترفته غزة العزة والكرامة ليُحكم عليها بالموت البطيء …؟
أي صبر هذا الذي تحمله وهي تواجه أعتى آلة حربية بصدورٍ عارية وقلوب مؤمنة …؟
أي عار يلاحقنا ونحن نشاهدها تُحرق كل يوم ونحن نكتفي بالتصريحات والتنديدات والأستنكارات … ؟
يا غزة العزة …
لسنا بحجم تضحياتك، لكن قلوبنا معكِ، أصواتنا، أقلامنا، دعاؤنا، ودموعنا لكِ، لن نكون صامتين، ولو خذلكِ الجميع وأولهم انا المحامي المدافع عن الإنسانية والضمير والعدالة، وبسببك منعت من دخول هولندا والإتحاد الأوروبي كله.
غزة لستِ وحدكِ،
ولن تكوني وحدكِ،
ولو طال الظلم، فإن وعد الله آتٍ لا ريب فيه، سيعلم الذين أحتلوك وارتكبوا جرائمهم بحقك، و سيعلم الذين حاصروك وهم من بني جلدتك، وسيعلم الذين صمتوا أي مُنقلَبٍ ينقلبون، “صبراً آل ياسر إن موعدكم الجنة “.
غزة العزة والكرامة : لقد استغلّوا غياب الإسلام عن الحياة والدولة والمجتمع، وغياب الراعي وحامي الحمى الذي يحرك جيوشه لمجرد صرخة إمرأة واحدة.
ولكن عزاؤنا بقوله تعالى :
“ وسيعلم الذين ظلموا أي منقلب ينقلبون ”.
اللهم رُدنا إلى دينك رداً جميلاً و هيء لنا من أمرنا رشداً، اللهم فرّج كربة أهلنا في غزة وفلسطين وفي كل بلاد المسلمين.
وصلِّ اللهم وسلّم وبارك على سيدنا محمد و على آله وصحبه أجمعين.