عربي و دولي

الاتحاد الأوروبي: مؤتمر “تطبيق حل الدولتين” محطة فارقة لتحويل الأقوال إلى أفعال

الشاهين الإخباري

أكدت مفوضة الاتحاد الأوروبي لشؤون المتوسط، دوبرافكا شويتسه، أن مؤتمر الأمم المتحدة الدولي بشأن التسوية السلمية للقضية الفلسطينية وتطبيق حل الدولتين “شكّل محطة فارقة لتحويل الأقوال إلى أفعال”، مشددة على أن الاتحاد الأوروبي يعمل مع الشركاء الدوليين بشكل ملموس لتحقيق السلام وإعادة الإعمار ودعم الإصلاح المؤسسي الفلسطيني.

وقالت شويتسه إن الاتحاد الأوروبي أظهر أن الدبلوماسية والانخراط الدولي قادران على إحداث أثر حقيقي، مشيرة إلى أن المؤتمر أنتج خارطة طريق عملية للسلام تستند إلى القانون الدولي، وتهدف إلى توحيد الجهود العالمية لإعادة إعمار غزة، ودعم إصلاح المؤسسات الفلسطينية، وتعزيز جهود إطلاق سراح الرهائن ونزع السلاح.

وأكدت أن حل الدولتين ليس مجرد خيار مطروح، بل هو السبيل الوحيد نحو مستقبل عادل ودائم ومستقر.

وفي ما يتعلق بالإصلاحات الفلسطينية، شددت شويتسه على أهمية وجود سلطة فلسطينية مُصلحة ومفعّلة بصفتها الجهة الشرعية لقيادة الدولة الفلسطينية المستقبلية. وأجرت نقاشات مع ممثلين عن الجانبين الفلسطيني والإسرائيلي حول ضرورة ضمان تدفق منتظم ومستدام للإيرادات المحولة من إسرائيل، وأهمية تنفيذ برنامج الدعم الأوروبي متعدد السنوات، إضافة إلى دور مجموعة المانحين في متابعة الإصلاحات وتنسيق الدعم المالي الدولي.

وأكدت أن الاتحاد الأوروبي سيواصل العمل من أجل بناء دولة فلسطينية قابلة للحياة، موحدة، وديمقراطية، تعيش بسلام إلى جانب دولة إسرائيل، في إطار رؤية شاملة وعملية قائمة على القانون الدولي وحل الدولتين.

وأعلنت المفوضة الأوروبية خلال المؤتمر صرف 30 مليون يورو لصالح وكالة الأمم المتحدة لإغاثة وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين (الأونروا) ضمن مخصصات هذا العام من البرنامج الأوروبي متعدد السنوات للدعم الشامل لفلسطين، والتي ستُخصص لدفع رواتب المعلمين والعاملين في القطاع الصحي.

كما ناقشت شويتسه مع الشركاء الدوليين سبل إيجاد حلول مستدامة لآليات تقديم المساعدات في المستقبل.

وأجرت المسؤولة الأوروبية سلسلة لقاءات على هامش المؤتمر، شملت الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو غوتيريش، ووزير التخطيط والتعاون الدولي الفلسطيني استيفان سلامة، ووزير الدولة في وزارة الخارجية الألمانية فلوريان هان، حيث ناقشت الأوضاع في الشرق الأوسط، وإعادة إعمار غزة، وفرص الاستثمار المتبادل في المنطقة لصالح الشركات الأوروبية.

وشاركت شويتسه في رئاسة فريق العمل رفيع المستوى المعني بمبادرة “يوم السلام” بالتعاون مع جامعة الدول العربية، حيث قدّمت خلال الاجتماع خطة “اليوم التالي” لتحقيق السلام والاستقرار بعد التوصل إلى اتفاق بين الأطراف.

وتركز الخطة على ثلاث ركائز متكاملة: حزمة دعم متعددة المراحل مشروطة وشاملة لدعم مسار السلام، وهيكلية أمنية إقليمية تحمي من التهديدات المستقبلية وتضمن احترام السيادة والقانون الدولي، وآلية متابعة دولية من خلال التحالف العالمي لضمان تنفيذ حل الدولتين.

وشكرت شويتسه غوتيريش على جهوده المتواصلة لتعزيز السلام والاستقرار في الشرق الأوسط، مؤكدة أن الاتحاد الأوروبي يضطلع بدور رئيسي في رسم ملامح الرؤية المستقبلية لفلسطين بعد انتهاء النزاع، من خلال تأسيس مجموعة المانحين لفلسطين وقيادة مبادرة يوم السلام.

زر الذهاب إلى الأعلى