
بيان المؤتمر الدولي
حمادة فراعنة
125 دولة شاركت في اجتماعات المؤتمر الدولي بشأن فلسطين الذي تم عقده بمبادرة سعودية فرنسية، ولجنة عمل من 15 دولة في طليعتها الأردن ومصر والإمارات ودول عديدة من القارات الخمس، وتم عقده في رحاب الأمم المتحدة وأمينها العام الشجاع، في الفترة الواقعة ما بين 28 إلى 30 تموز يوليو 2025.
الولايات المتحدة ومعها المستعمرة، عملتا وضغطتا وحرضتا ضد انعقاد المؤتمر، وأدركتا سلفاً من تحركات المبادرين وتوجهاتهم، ونتائج الوقائع الحسية على الأرض، في الميدان، في فلسطين، في غزة وحصيلتها: 1- جرائم إسرائيلية فاشية عنصرية متطرفة ضد المدنيين، 2- معاناة ووجع وتدمير وقتل لحياة الفلسطينيين في قطاع غزة، سببان حركا العالم ومشاعره وضمائره وأحاسيسه، في كل مكان، وخاصة لدى الجامعات الأميركية، و لدى الشعوب الأوروبية، وان كانت متأخرة لدى بعضهم، ولكن النتيجة كانت لصالح فلسطين ضد المستعمرة، بشكل واضح، صارخ، وله تبعات وتداعيات.
المؤتمر الدولي في رعاية الأمم المتحدة بمبادرة فرنسية سعودية قدم رؤية وبرنامجاً وخارطة طريق نحو: فلسطين حرة مستقلة، من 42 بنداً، هاماً، مترابطة مع بعضها، تقول:
«- اتفقنا على العمل الجماعي لإنهاء الحرب في غزة، وتحقيق تسوية عادلة وسلمية ودائمة للنزاع الإسرائيلي الفلسطيني، قائمة على التنفيذ الفعال لحل الدولتين، وبناء مستقبل أفضل للفلسطينيين والإسرائيليين، وجميع شعوب المنطقة.
- كررنا إدانتنا لجميع الهجمات التي يرتكبها أي طرف ضد المدنيين… ونؤكد رفضنا لأي إجراءات تؤدي إلى تغييرات إقليمية أو ديمغرافية، بما يشمل التهجير القسري للسكان المدنيين الفلسطينيين، حيث شكل انتهاكاً صارخاً للقانون الدولي الإنساني، وندين الهجمات التي ارتكبتها حركة حماس ضد المدنيين في 7 أكتوبر، كما ندين الهجمات التي شنتها إسرائيل (المستعمرة) ضد المدنيين في غزة والبنية التحتية المدنية، والحصار والتجويع التي أسفرت عن كارثة إنسانية مدمرة، ونشدد على أنه لا مبرر لأي انتهاكات جسيمة للقانون الدولي، بما في ذلك القانون الدولي الإنساني، وعلى ضرورة المساءلة عليها.
- يجب أن تنتهي الحرب في غزة فوراً، وقد أعربنا عن دعمنا للجهود الرامية إلى إعادة الأطراف فوراً لتنفيذ اتفاق وقف إطلاق النار، بما يؤدي إلى وقف دائم للأعمال العدائية، وإطلاق سراح جميع الرهائن، وتبادل الأسرى الفلسطينيين، وإعادة جميع الرفات، وانسحاب القوات الإسرائيلية الكامل من غزة.
- غزة جزء لا يتجزأ من الدولة الفلسطينية، ويجب توحيدها مع الضفة الفلسطينية، ولا يجوز أن يكون هناك احتلال أو حصار أو اقتطاع للأراضي أو تهجير قسري للسكان.
- وفي سياق إنهاء الحرب في غزة، يجب على حركة حماس إنهاء حكمها في غزة، وتسليم أسلحتها إلى السلطة الفلسطينية، بدعم وانخراط دوليين، اتساقاً مع هدف إقامة دولة فلسطينية مستقلة، ذات سيادة.
- عقب وقف إطلاق النار، يجب إنشاء لجنة إدارية انتقالية فوراً لتتولى العمل في غزة، تحت مظلة السلطة الفلسطينية.
رحبنا بتعهد الرئيس محمود عباس، بإجراء انتخابات عامة ورئاسية ديمقراطية وشفافة في جميع أنحاء الأرض الفلسطينية المحتلة، بما فيها القدس الشرقية، في غضون عام، تحت رعاية دولية، بما يكفل تنافساً ديمقراطياً بين الفاعلين الفلسطينيين الملتزمين ببرنامج منظمة التحرير الفلسطينية والتزاماتها الدولية وقرارات الأمم المتحدة ذات الصلة. - دعوة القيادة الإسرائيلية إلى إصدار التزام علني وواضح بحل الدولتين، بما يشمل إقامة دولة فلسطينية ذات سيادة قابلة للحياة، وإلى إنهاء العنف والتحريض ضد الفلسطينيين فوراً، ووقف جميع أنشطة الاستيطان والاستيلاء على الأراضي، وأعمال الضم في الأرض الفلسطينية المحتلة، بما فيها القدس الشرقية، والتخلي علناً عن أي مشروع ضم أو سياسة استيطان، ووضع حد لعنف المستوطنين.
بيان مؤتمر فلسطين الدولي، نتاج عمل دؤوب، وشراكة بين وزارتي الخارجية السعودية والفرنسية، مع شراكة أردنية مصرية إماراتية، شكل إضافة سياسية نوعية، ونقلة هامة في مسار المواقف الدولية نحو فلسطين، وهو عملياً جاء رديفاً «لخطة السلام العربية» الصادرة عن قمة بيروت العربية عام 2002، ولكنه أوضح وأشمل، وأكثر استجابة لمتطلبات الوضع المستجد سياسياً وميدانياً.
السؤال ما هو موقف حركة حماس من نتائج هذا المؤتمر، وما هو ردها على بيانه الهام؟؟