أقلام حرة

خطورة حليب الأطفال


حمادة فراعنة

من قال إن حليب الأطفال ليس لديه وظيفة مزدوجة؟؟ ومن قال إن حليب الأطفال لا يشكل خطورة على قوات المستعمرة الإسرائيلية واحتلالها، ولولا تم التأكيد من خطورة حليب الأطفال لسمحت أجهزة المستعمرة وقواتها دخول حليب الأطفال إلى قطاع غزة!!.
حليب الأطفال أكيد يدخل في صناعة القذائف، وصناعة القنابل، وصناعة الصواريخ، ولولا كذلك لما منعت قوات المستعمرة من دخول حليب الأطفال إلى قطاع غزة، فالمستعمرة لديها قدرات متفوقة تكنولوجياً واستخبارياً وتقنية، ولذلك اكتشفت خطورة حليب الأطفال ليس فقط على قوات الاحتلال ووجودها واحتلالها، بل خلصت إلى نتيجة استراتيجية، ربما ساعدت في كشفها الولايات المتحدة، ولهذا قررت منع حليب الأطفال بعد دراسات مستفيضة، ونتائج مؤكدة، وحصيلة لا غبار عليها في القراءة والتقدير والنتيجة.
امرأة فلسطينية، من خان يونس في قطاع غزة، أم لشهيدين، وزوجها مقعد من قصف اسرائيلي لمنزلهم الذي تم تدميره، تسكن في خيمة نازحين قالت لي رداً على استهجان سؤالي حول خطورة حليب الأطفال، قالت: من قال لك إن الحليب ليس لديه خطورة استراتيجية على مكونات المستعمرة، ووجودها الاستراتيجي، فالأطفال الذين سيخرجون من حرب غزة أحياء، سيكبرون معبأين من تراث ما صنعته المستعمرة بهم وبعائلاتهم وبيوتهم، وحاولت وسعت لقتلهم وتدمير مستقبلهم، فكان لهم الحظ والصدفة أنهم بقوا أحياء على أرض وطنهم فلسطين، ووسط شعبهم الفلسطيني، وسيكونون بواسل شجعان في مواصلة طريق من سبقوهم في مسار الثورة والنضال والتضحيات من أجل:
1 – تحميل المستعمرة مسؤولية وتبعات ما ألم بهم من وجع وإصابة تعطيل وفقر وفقدان أحبتهم، ولهذا سيعملون على مقاومة وجود المستعمرة، وهزيمتها.
2 – بقاء وصمود شعبهم على طريق الحرية والاستقلال وانتزاع الكرامة والانتصار.
ويبدو أن هذا ما تعرفه المستعمرة في قراءاتها للفشل والاخفاق الذي وقعت فيه، فقد أخفقت في معرفة التخطيط ومواجهة تنفيذ عملية 7 أكتوبر التي شكلت مفاجأة وصدمة لكافة مكونات مجتمع المستعمرة وأدواتها ومفاعيلها، وأخفقت في مواجهة تداعيات عملية 7 أكتوبر وحربها المجنونة المتطرفة ضد قطاع غزة، وفشلت في دفع أهالي غزة نحو الهروب والرحيل والتشرد من قطاع غزة.
الصراع بين المشروعين: 1- المشروع الوطني الديمقراطي الفلسطيني في مواجهة 2- المشروع الاستعماري التوسعي الإسرائيلي، قائم، متواصل، حاد منذ عشرات السنين عبر محطاته التدريجية التراكمية المتقطعة المتصلة.
معركة 7 أكتوبر وتداعياتها، محطة من محطات الصدام والمواجهة، يوجد ما قبلها، وسيكون ما بعدها، ليست المحطة الأولى، ولن تكون المحطة الأخيرة، ولذلك تتحاشى المستعمرة وأجهزتها الحليب، ومعاقبة الأطفال الذين يشربون الحليب، فهم أدوات التواصل الإنساني، الوطني القومي، الديني، نحو انتزاع حرية وطنهم واستقلالهم، وعودة اللاجئين منهم للمدن والقرى التي سبق وتشردوا منها وعليها.
محقة المستعمرة في قرارها منع حليب الأطفال من دخول غزة، فهي قنابل موقوتة لدى المستقبل.

زر الذهاب إلى الأعلى