
“برعاية وزير التربية والتعليم.. انطلاق أولمبياد الكيمياء العربي العاشر في عمّان بمشاركة 11 دولة”
الشاهين الإخباري
رعى وزير التربية والتعليم الدكتور عزمي محافظة حفل افتتاح أولمبياد الكيمياء العربي بنسخته العاشرة، والذي تستضيفه المملكة الأردنية الهاشمية، بمشاركة 10 دول عربية بالإضافة إلى الأردن.
وأكد الدكتور محافظة في كلمته خلال الحفل الذي أقيم اليوم الأربعاء في قاعة مسرح الحسن بن طلال في الجامعة الأردنية، بحضور رئيس الجامعة الأردنية الدكتور نذير عبيدات، وعدد كبير من الأكاديميين والتربويين، أن فعاليات هذا الأولمبياد تكتسب أهمية كبرى، إذ تسهم في إثراء معارف الطلبة، وتعزيز ارتباطهم بالعلوم التطبيقية، وربط النظرية بالممارسة، بما ينعكس إيجابًا على مستقبلهم الأكاديمي والمهني.
وبين أن الأولمبياد العربي العاشر للكيمياء يأتي كحدث علمي بارز يجمع نخبة من العقول الشابة اللامعة من مختلف الدول العربية للتنافس والتفاعل وتبادل المعرفة في واحد من أعمق وأهم فروع العلوم الحديثة.
وأوضح أن الكيمياء ليست مجرد علم ندرّسه في القاعات، بل هي لغة تُفسّر بها الطبيعة نفسها، وأداة تبني بها الأمم تقدمها، وهي في صميم كل تطور وابتكار يشهده عالمنا المتسارع اليوم، وأصبحت عنصرًا محوريًا في حل التحديات الكبرى التي تواجه الإنسانية، من الطاقة والغذاء، إلى الدواء والبيئة.
وأضاف أننا نؤمن في الوزارة بأن المسابقات العلمية ليست مجرد اختبارات للمعلومة، بل هي منصات لصقل الشخصية وتنمية المهارات؛ وهي مناسبة ثمينة للتواصل والعمل الجماعي، وتحفيز التفكير النقدي واتخاذ القرار وتحمل المسؤولية، مبينًا أن هذه هي ذاتها المهارات التي نحتاجها لبناء جيل من القادة المؤهلين، القادرين على صناعة التغيير الإيجابي في مجتمعاتهم.
وأشار إلى أن تنظيم هذا الأولمبياد يأتي لتأكيد الالتزام العميق برعاية الطلبة الموهوبين، وتوفير البيئات التي تُطلق طاقاتهم، وتُحفّز فضولهم العلمي، وتعزز فيهم روح الابتكار والاكتشاف، كما يعكس حرص الدول العربية، على تعزيز التعاون العلمي والتربوي، ودعم التميز بين شبابنا العربي.
وأعرب الدكتور محافظة عن بالغ التقدير والاعتزاز بالرعاية الملكية السامية التي يحظى بها قطاع التعليم والابتكار في المملكة الأردنية الهاشمية، من لدن حضرة صاحب الجلالة الهاشمية الملك عبد الله الثاني ابن الحسين المعظم، وسمو ولي عهده الأمين الأمير الحسين بن عبد الله الثاني، حفظهما الله، حيث شكلت توجيهات جلالته نبراسًا للسياسات التعليمية في الأردن، ودافعًا لتطوير برامج ترعى الموهبة، وتستثمر في العقول النابغة، وتفتح أمامها آفاق المستقبل.
وخاطب الدكتور محافظة أبنائه الطلبة مبينًا أنهم جيل الغد الذي نعوّل عليه كثيراً في مواجهة التحديات العلمية والصحية والبيئية والاقتصادية التي تحيط بعالمنا، مشيرًا إلى أن الكيمياء كانت وستظل في طليعة العلوم التي تقدم الحلول وتفتح الأبواب أمام الاكتشافات الكبرى، داعيًا إياهم إلى جعل هذه التجربة منطلقًا نحو مزيد من التعلم، والانخراط في الأبحاث، وتطوير المهارات، وليكن شغفهم بالعلم هو البوصلة التي توجه طموحاتهم وتحدد مسار مستقبلهم.
وأضاف أنه يشرّفنا في المملكة الأردنية الهاشمية أن نكون الدولة المستضيفة لهذا الأولمبياد العلمي العربي، الذي يُجسد وحدة الطموح والهدف بين أبناء الأمة العربية، مشيرًا إلى أننا في وزارة التربية والتعليم نؤمن بأن الاستثمار الحقيقي يكون في الإنسان، وفي عقله وفكره، وأن مثل هذه الفعاليات تمثل محطات مضيئة في رحلة الطلبة نحو التميز والريادة.
وفي ختام كلمته أعرب الدكتور محافظة عن شكره لكل من ساهم في تنظيم هذا الأولمبياد من لجان علمية وفنية وإدارية، مثنيًا على جهود الوفود المشاركة من مختلف الدول العربية، ومتمنيًا لهم منافسةً شريفة، وتجربةً ثرية، ونجاحًا متواصلًا.
من جانبه، أعرب رئيس الجامعة الأردنية الدكتور نذير عبيدات، عن سعادته باستضافة الشباب من الدول العربية الشقيقة في رحاب الجامعة الأردنية، متمنيًا النجاح لهذه المسابقة وأن يحقق الشباب العربي كل ما يصبون إليه.
وأضاف، أننا في عالم متغير وعالم يتغير، ونحن في المقابل علينا أن نتغير ونغير في هذا العالم، داعيًا الكيميائيين إلى أن ينظروا إلى أرضنا وسمائنا وأن يقللوا من هذا التلوث الذي نشهده يوما بعد يوم، معربًا عن شكره للقائمين على الحفل والمسابقة.
من جانبها، بينت رئيسة اتحاد الكيميائيين العرب الدكتورة رغد الدجيلي، أن العلم هو أساس التقدم والرقي في المجتمعات، داعية الطلبة إلى السعي في طلب العلم في كل وقت وحين، ومبينة أن النجاح في الحياة مثل علم الكيمياء إذا كانت الظروف مواتيه فسوف تكون النتائج حتمية.
وأضفت أن الهدف من إقامة هذا الاولمبياد هو تبادل الثقافات بين الطلاب في مختلف الدول لما له من أهمية كبيرة في تعزيز التفاهم والتعايش السلمي بين الشعوب العربية وتوسيع آفاق الطلاب من خلال التعرف على عادات وتقاليد وقيم جديدة، كما أنه يساهم في تطوير مهاراتهم الشخصية والاجتماعية، ويعزز من قدرتهم على التكيف والتعامل مع الآخرين من مختلف الخلفيات الثقافية.
بدورها، بينت رئيسة الجمعية الكيميائية الأردنية الدكتورة عبير البواب، أن الأولمبياد العربي للكيمياء ليس مجرد منافسة أكاديمية بل منصة لاكتشاف الطاقات وبوابة لبناء الصداقات ومجال لتعزيز الانتماء إلى مجتمع عربية متماسك ومبدع.
وأوضحت أن الكيمياء اليوم باتت في قلب الحلول المبتكرة لمواجهة تحديات الغذاء والمياه والطاقة والبيئة، معربة عن الإيمان بأن الشباب سيكونون جزءًا من هذه الحلول حاملين مشاعل الابتكار إلى مجتمعاتهم مؤمنين أن العلم رسالة ومسؤولية.
وفي ختام كلمتها أعربت عن الشكر لكل من ساهم بإنجاح فعاليات الأولمبياد من الجهات المنظمة والداعمة والمؤسسات الراعية والكوادر التطوعية وأعضاء اللجان الاستشارية والعلمية والتحضيرية، متمنية للمشاركين منافسة شريفة وتجربة علمية ثرية وذكريات تبقى معهم وتدفعهم لمزيد من الإبداع.
وتضمنت فعاليات حفل الافتتاح الذي حضره مدير إدارة التعليم في وزارة التربية والتعليم الدكتور أحمد المساعفة، ورئيس وحدة الجودة والمساءلة الدكتور نبيل الحناقطة؛ فقرة استعراض الدول المشاركة، وعرض فيديو حول رعاية الإبداع والموهبة في عهد جلالة الملك عبدالله الثاني إبن الحسين المعظم، وعرض لإنجازات مدارس المملكة في مجال الكيمياء.
وتستهدف مسابقات الأولمبياد التي تنظمها وزارة التربية والتعليم بالشراكة مع الجامعة الأردنية، والجمعية الكيميائية الأردنية، واتحاد الكيميائيين العرب؛ شريحة الشباب العربي، وتسعى إلى بث الحماس لجيل الغد للاهتمام بعلم الكيمياء وبلوغ الإتقان في تعلمه، وتهدف إلى إعداد وتهيئة الشباب العربي في مسابقات أولمبياد الكيمياء الدولية.
ومن الجدير بالذكر أن أولمبياد الكيمياء العربي مسابقة علمية في مجال الكيمياء؛ وهي مخصصة لطلبة المرحلة الثانوية من البنين والبنات في الوطن العربي، حيث تنقسم المسابقة إلى محوريين أساسيين؛ يتعلق المحور الأول بالمعلومات الكيميائية النظرية في جميع أفرع علم الكيمياء، في حين يختص المحور الثاني بقياس معلومات ومهارات الطلاب في جانب إجراء التجارب الكيميائية المختبرية.
ويشارك في المنافسات التي تجري في حرم الجامعة الأردنية وتستمر يومين؛ أربعة طلاب من كل بلد عربي يتم اختيارهم في العادة بعد سلسلة من مسابقات الكيمياء الوطنية لفرز أفضل الطلاب في علم الكيمياء في كل بلد عربي.
ويشارك في المسابقة (10) دول عربية هي : سوريا، فلسطين، العراق، السعودية، اليمن، موريتانيا، المغرب، لبنان، عُمان، الكويت، إضافة إلى الأردن.







