
مليون بغزة ونصف مليون بالوسطى مهددون بالنزوح في حال إقرار خطة عسكرية جديدة
الشاهين الاخباري
تتصاعد حدة التهديدات الاسرائيلية ضد قطاع غزة ما بين حصار مدينة غزة ووسط القطاع وما بين الاحتلال الكامل وإجبار سكان مدينة غزة على النزوح نحو جنوب القطاع.
ويعيش في مدينة غزة اليوم نحو مليون مواطن موزعين ما بين سكان المدينة ومن نزح اليها من جباليا وبيت حانون وبيت لاهيا .
وينحصر السكان في الأحياء الغربية وجزء من وسط المدينة بعد إخلاء الأحياء التي تقع إلى الشرق من شارع صلاح الدين بما يشمل حي الزيتون والشجاعية والتفاح وجزء من حي الدرج.
ولم تنجح اجراءات الاحتلال خلال عام ونصف في إخلاء شمال غزة والمدينة إذ بقي نحو نصف مليون رغم المجاعة والضغوط العسكرية.
ويرفض المواطنون مغادرة المدينة نحو جنوب ووسط القطاع وينتقلون من حي لآخر على امل وقف الحرب والعودة لنصب خيام فوق ركام منازلهم.
اربع مخيمات في الوسطى
أما المنطقة الوسطى فتضم اربعة مخيمات هي البريج والمغازي شرق شارع صلاح الدين وقد دخلها جيش الاحتلال ونفذ مناورة برية فيها إضافة إلى النصيرات ودير البلح التي لم يدخل اجزاء واسعة منها.

وتضم المخيمات الأربعة نحو نصف مليون من سكانها والنازحين، ولم يحدد جيش الاحتلال بعد أين يمكن ان ينتقل هؤلاء السكان في حال تنفيذ تهديداته خاصة ان مواصي خان يونس تعج بنحو 800 الف من سكان رفح التي دمرت وخان يونس التي دمرت اجزاء واسعة منها.
خطوة تكتيكية أخرى بلا هدف بعيد المدى
في اجتماع الكابنيت الحربي الليلة، سيعرض الجيش الإسرائيلي خطتين لغزة: الاحتلال أو الحصار، ويوصي بالخيار الثاني. لكن نتنياهو سيدفع نحو احتلال كامل للقطاع، وسط توقعات بحصول اقتراحه على أغلبية، رغم تحفظات محدودة داخل الحكومة.

الخلاف الحقيقي ليس في التفاصيل التكتيكية، بل في غياب رؤية سياسية لمستقبل غزة. فنتنياهو يتجنب اتخاذ قرار حاسم، رغم دفعه نحو عملية عسكرية واسعة قد تُكلّف كثيرًا دون هدف استراتيجي واضح.
تقول صحيفة “يديعوت احرنوت” أن هذه أول حرب يُرسل إليها الجيش الإسرائيلي دون هدف حقيقي، ولا يزال يُتّهم بعدم تحقيقه”.
ويرى كثيرون في المؤسسة العسكرية أن نجاح إسرائيل أمام حزب الله تحقق بفضل خطوة سياسية قادها نتنياهو، بخلاف الوضع في غزة حيث تغيب الرؤية. الجيش يسعى لصفقة تبادل تخفف عبء حسم المعركة مع حماس لاحقًا، لكن غياب الإنجاز السياسي يحوّل غزة إلى فشل يُثقل كاهل الجنود، ويزيد من معاناة الرهائن وانقسام الجمهور الإسرائيلي.
من المتوقع تأجيل تعبئة جنود الاحتياط حتى نهاية العطلة الصيفية، على أن تعتمد الحملة الجديدة على الجنود النظاميين الشباب، خصوصًا من وحدات “عربات جدعون”. وستتركز العمليات في وسط وغرب مدينة غزة، عقب انسحاب الجيش من حيي الشجاعية والزيتون المدمرين.
أُبلغ المستوى السياسي مؤخرًا بخطة جديدة تتطلب 4 إلى 6 أشهر من القتال، لكن التجارب السابقة تثبت أن التقديرات الزمنية غير دقيقة، إذ تحولت عمليات قصيرة مُقدّرة بأيام أو أسابيع إلى أشهر طويلة من المعارك.