أقلام حرة

جامعة الحسين بن طلال.. إنجازات أكاديمية وتنموية تعانق طموح الجنوب

أ.د. حسن عبدالله الدعجه

منذ أن تولّى الاستاذ الدكتور عاطف الخرابشة رئاسة جامعة الحسين بن طلال مهامه في الخامس من تشرينالأول عام 2020، دخلت الجامعة مرحلة جديدة من التطويرالشامل، انعكست ملامحها على مختلف جوانب العملالأكاديمي والإداري والبحثي، وأسهمت في تعزيز مكانتهابين الجامعات الأردنية والعربية. وقد جاءت هذه النقلةالنوعية نتيجة خطط مدروسة شملت تطوير الموارد الماليةوالبشرية، وتحسين البنية التحتية، ودعم البحث العلمي،وتوسيع البرامج الأكاديمية، وتحقيق تقدم في التصنيفاتالعالمية، إلى جانب خدمة المجتمع المحلي.

فعلى صعيد الموارد المالية والبشرية والبنية التحتية، تمكنتالجامعة من تحقيق إنجازات لافتة، أبرزها إنشاء مركزالتعلم الإلكتروني في العاصمة عمان بكلفة 1.2 مليوندينار، ليكون منصة متقدمة تدعم أنماط التعلم المختلفةوتوفر مورداً مالياً إضافياً للجامعة. كما نجحت الإدارة فيضبط النفقات منذ عام 2020، ما أدى إلى توفير نحو 14 مليون دينار عبر خطة إنقاذ مالي شملت إعادة تنظيمساعات العمل الإضافي، وتقنين المصروفات، وإلغاء بعضالمكاتب واللجان غير الضرورية. 

وفي إطار التوجه نحو الطاقة المستدامة، تم ربط جميععدادات الكهرباء بالشبكة الشمسية، ما وفر حوالي ربعمليون دينار سنوياً، إضافة إلى تسديد 17 مليون دينار منالالتزامات المستحقة لجهات خارجية والمتعلقة بحقوقالعاملين، مثل الضمان الاجتماعي والتأمين الصحيومكافآت نهاية الخدمة. كما تم تطوير البنية التحتيةوالمختبرات بكلفة بلغت 4.6 مليون دينار، بدعم من جهاتمحلية ودولية. 

وشهد الكادر الأكاديمي نمواً ملحوظاً بزيادة عدد أعضاءهيئة التدريس بنسبة 5%، إضافة إلى نقل ملكية سكنأعضاء الهيئة التدريسية إلى الجامعة بقيمة 12 مليوندينار، وإطلاق تقييم سنوي لأداء الكليات بهدف تحسينالأداء الأكاديمي والإداري. كما أبرمت الجامعة 64 اتفاقيةومذكرة تفاهم محلية وعربية ودولية، واستحدثت عدداً منالمراكز والوحدات الإدارية المتخصصة، مثل مركز الابتكاروالإبداع وريادة الأعمال، والمركز الاردني للدراساتالصينية ومركز الإنعاش القلبي الأول من نوعه في إقليمالجنوب بالتعاون مع جمعية القلب الأمريكية.

أما في مجال البحث العلمي، فقد شهدت الجامعة قفزةنوعية، إذ ارتفع عدد الأبحاث المنشورة في قواعد بياناتScopus إلى 854 بحثاً، ما يمثل 42% من إجمالي أبحاثالجامعة منذ تأسيسها، وارتفع عدد الاقتباسات العلمية إلى22,273 اقتباساً. كما تم دعم نشر 704 أبحاث بقيمةتجاوزت 215 ألف دينار، وتمويل 69 مشروعاً بحثياً منميزانية الجامعة بقيمة 684 ألف دينار، والحصول على دعمخارجي لمشاريع بحثية بقيمة 320 ألف دينار. وحرصتالجامعة على دعم مشاركة الباحثين في المؤتمرات العالميةوالإقليمية والمحلية، إذ موّلت 113 مشاركة بقيمة بلغت 123 ألف دينار. وعلى صعيد المؤتمرات العلمية، نظمت الجامعةثلاثة مؤتمرات دولية محكمة، تناولت قضايا القيادةوالتاريخ، وبيئة الأعمال والتنمية المستدامة، وتحدياتالتعليم في ظل المتغيرات المعاصرة. كما جرى تشغيلمنصات رقمية متقدمة لخدمة الدراسات العليا، والترقياتالأكاديمية، وإدارة الرسائل الجامعية، ومجلة الجامعة،إضافة إلى مختبر بحثي لإنترنت الأشياء.

وفي محور الطلبة والبرامج الأكاديمية، حققت الجامعة نمواًكبيراً في أعداد الطلبة بنسبة 82.8%، حيث ارتفع العددمن 6,680 طالباً في العام الجامعي 2019/2020 إلى12,217 طالباً في 2023/2024، مع زيادة الطاقةالاستيعابية إلى نحو 21 ألف طالب. كما استحدثت ثلاثةبرامج بكالوريوس في تخصصات حديثة تلبي احتياجاتسوق العمل، هي هندسة الشبكات والمعلومات، علم البياناتوالذكاء الاصطناعي، وهندسة الطاقة المتجددة، إلى جانبثمانية برامج ماجستير جديدة في مجالات التمريض،والدراسات الاستراتيجية، والهندسة، والقانون، والمحاسبة،والكيمياء التطبيقية، والمختبرات الطبية، ليصل عدد برامجالجامعة إلى 48 بكالوريوس، و22 ماجستير، وبرنامج دبلومعالٍ، وبرنامج دكتوراه.

وعلى صعيد الاعتماد والتصنيف، حصلت الجامعة علىالاعتماد الخاص لجميع برامجها من هيئة اعتمادمؤسسات التعليم العالي الأردنية، وحافظت على اعتمادعدد من برامجها من جهات إقليمية ودولية مرموقة. ودخلتالجامعة لأول مرة تصنيف Times ضمن فئة 121–140 عربياً، كما دخلت تصنيف QS ضمن فئة 131–150 عربياً،وتحسّن ترتيبها في Webometrics إلى المرتبة 169 عربياًو3439 عالمياً عام 2023.

أما في مجال خدمة وتنمية المجتمع المحلي، فقد نفذتالجامعة 18 دورة تدريبية شارك فيها أكثر من 500 متدربمن أبناء المنطقة، ووقعت 18 مذكرة تفاهم لتقديم برامجتدريبية متخصصة، ونظمت 10 برامج دبلوم تدريبي معتمدشارك فيها 178 متدرباً في مجالات مثل فن الطهي،والسجلات الطبية، وحساب الكميات، والتسويق الرقمي. كما عقدت ست ورش عمل لتأهيل الخريجين وتزويدهمبمهارات سوق العمل. وفي خطوة تطويرية مهمة، أوصتالجامعة بفصل كلية الأميرة عائشة بنت الحسين للتمريضوالعلوم الصحية إلى كليتين مستقلتين هما كلية التمريضوكلية العلوم الطبية، بهدف تعزيز جودة التعليموالتخصصية.

بهذه الإنجازات المتنوعة، تثبت جامعة الحسين بن طلال أنهاتسير بخطى واثقة نحو تحقيق الريادة الأكاديمية والإدارية،وأنها نموذج للجامعة التي تجمع بين جودة التعليم، ودعمالبحث العلمي، والانفتاح على المجتمع، مع قدرة علىالمنافسة إقليمياً ودولياً.

زر الذهاب إلى الأعلى