
قرار احتلال غزة
د. مازن منصور كريشان
بسم الله الرحمن الرحيم
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته.
قرار القيادة الاسرائلية قبل ايام باحتلال غزة هو القرار القديم الجديد منذ ٢٢ شهرا ولكن اسرائيل بكل ما تملكه من قوة ودعم دولي لم تحقق اهدافها لغاية الان ولم تجن الا الخسائر الفادحة في الارواح والمعدات بل وتتفاقم الخسائر كلما توغلت القوات الاسرائيلية اكثر في وحل غزة .
هذا على الصعيد الميداني اما على الصعد الاخرى :
السياسية والاقتصادية والمعنوية والرصيد العالمي الداعم لاسرائيل منذ تاسيسها فالخسائر جسيمة لدرجة يصعب حصرها.
ويمكن وصف قرار الاحتلال كصاحب البغل الذي ضعف وهزل ولم يعد يصلح للعمل فما له الا رصاصة الرحمة بيد صاحب البغل ليريحه بها
واحسب ان اسرائيل تطلق رصاصة الرحمة على كل اوهامها.
نعم اسرائيل تحشد من جديد وتهدد وتتوعد ولكن المقاومة في المقابل تتجدد اساليبها وتكتيكاتها وخططها واسلحتها وتقوى شوكتها ومعنوياتها وتتكيف وتبدع وتذهل وتسيطر على كل خرق للجيش الاسرائيلي وتوجع عدوها وتؤلمه في جسده وفي نفسه وفي حاضنته الدولية وتقتل خيرة ضباطه وجنوده وتجعل منه مهزلة وسخرية امام نفسه وقادته وشعبه والعالم اجمع بما فيه ( امتنا) التي استمرأت الخوف والذل من الجيش الذي لا يقهر.
حتى الاحتياط الاسرائلي ارعبته المقاومة ودفعته للتهرب من الالتحاق للقتال في غزة بشتى الطرق وهزت المقاومة قناعات ومعنويات قادة الجيش الاسرا ئيلي على مختلف رتبهم من جذورها واصبحوا يعودون من ارض المعركة وهم يجرون أذيال الفشل والخيبة و يؤكدون لقيادتهم السياسية عدم جدوى الاستمرار في الحرب ويرددون مرارا مقولتهم الشهيرة : ” اننا نقاتل اشباحا في غزة ” بمعنى ٱخر القاده يذهبون الى ارض المعركة بلا ايمان بالهدف والنصر وبمعنويات متدنية او شبه معدومة وعليه فبأي جيش سيحتل نتنياهو غزة .
والمحللان العسكريان قاصد باشا و فايز باشا الدويري يعتقدان ان المقاومة في غزة لم تقاتل بعد بالجسم الرئيس للمقاومه بل تقاتل بخط الدفاع الاول اي بحرس الحدود ان صح التعبير.
ونؤكد هنا وكما يدرك كل مؤمن فطن غيور ان
الله عزوجل يتجلى في ساحة المعركة في غزة بمعجزاته ويمرغ انوف الغزاة في وحل غزة
” والله غالب على امره ولكن اكثر الناس لا يعلمون”.
في غزوة بني النضير قال تعالى عن اليهود :
” فأتاهم الله مِنْ حَيْثُ لَمْ يَحْتَسِبُوا ۖ وَقَذَفَ فِي قُلُوبِهِمُ الرُّعْبَ ۚ يُخْرِبُونَ بُيُوتَهُم بِأَيْدِيهِمْ وَأَيْدِي الْمُؤْمِنِينَ فَاعْتَبِرُوا يَا أُولِي الْأَبْصَارِ ‘
وهاهي سنة الله عزوجل تتكرر مرة اخرى مع اليهود غزاة غزة فاتاهم الله من حيث لم يحتسبوا الامور التالية:
- قذف الله عزوجل في قلوبهم الرعب وظهر هذا جليا في تصريح قادتهم : ” نحن نقاتل اشباحا “
- وعزوف الاحتياط عن الالتحاق بالحرب في غزة
- واتاهم الله عزوجل من حيث لم يحتسبوا فقذف في عقولهم التخبط في ادارة المعركة .
- وزرع الله عزوجل الخلافات المتواصلة ما بين قياداتهم السياسية والعسكرية.
- واضعف الله عزوجل ايمانهم باهداف الحرب وارادة القتال لديهم .
- وافقدهم الله عزوجل ما تعودوا عليه في معاركهم السابقة مع العرب وهو مبدا :
( المفاجأة) او المباغتة فمنذ بداية طوفان الاقصى كانت كل تحركاتهم مكشوفة للمقاومة لذلك فشلت جميعها وسجل السبق الاستخباري منذ بداية الطوفان ومازال للمقاومة وفي الحديث القدسي :
” روى البخاري في صحيحه، من حديث أبي هريرة، عن رسول الله (قال: ” قال الله تعالى: من عادى لي وليا، فقد آذنته بالحرب، وما تقرب إلي عبدي بشيء أحب إلي مما افترضت عليه. وما يزال عبدي يتقرب إلي بالنوافل حتى أحبه، فإذا أحببته كنت سمعه الذي يسمع به، وبصره الذي يبصر به، ويده التي يبطش بها”. - واتاهم الله عزوجل من حيث لم يحتسبوا فانزل السكينة والصبر والايمان بقضاء الله في قلوب الحاضنة الشعبية لابطال غزة وابطل الله عزوجل بذلك الحرب النفسية التي تمارسها اسرائيل باستخدام القوة المفرط والمجازر البشعة والتجويع ضد الحاضنة الشعبية لثنيهم عن الالتفاف حول المقاومة وضربهم ببعضم.
حسب اعتقادي فان قرار احتلال غزة ياتي في سياق ( الحرب النفسية) المعادية من قيادة خسرت خيرة قواتها وخسرت هيبتها وخسرت مصداقيتها امام شعبها وخسرت كل ذلك وانسانيتها امام الراي العام العالمي لايهام الشعب الاسرائيلي انها ماتزال قادرة على تحقيق اهداف الحرب وللضغط على المقاومة لتستسلم على طاولة المفاوضات.
لا نقلل من شأن عدونا الاسرائيلي وما يملك من امكانات وقدرات ودعم دولي ولكننا نؤمن ان الله عزوجل اربكه واعمى بصره وبصيرته في ادارة قدراته وامكاناته بالشكل الذي يحقق فيه اهدافه كما اربك الله عزوجل الدول الكبرى في اتخاذ قرار صائب وثابت ودائم في كيفية دعمها لاسرائيل ففي كل حين لهم تصريح يتناقص مع الذي قبله.
اللهم عجل فرجك واخذل عدو غزة وامتنا وارزقهم النصر المبين.