
مصر والأردن شراكة استراتيجية تتجدد في الدورة الـ33 للجنة العليا المشتركة
رانيا أحمد
تسير مصر والأردن بخطى ثابتة نحو ترسيخ شراكتهما الاستراتيجية، مدركتين أن التحديات الإقليمية والدولية تتطلب تماسك الصف العربي وتوحيد المواقف.
وفي ظل قيادة الرئيس عبد الفتاح السيسي، وجلالة الملك عبد الله الثاني بن الحسين ، تبدو آفاق التعاون بين البلدين واعدة، لتبقى العلاقات المصرية–الأردنية نموذجًا يحتذى به في التنسيق والعمل المشترك.
ففي مشهد يعكس عمق العلاقات الأخوية والتاريخية بين مصر والأردن، شهدت العاصمة عمّان انعقاد الدورة الثالثة والثلاثين للجنة العليا المشتركة بين البلدين، برئاسة الدكتور مصطفى مدبولي، رئيس مجلس الوزراء المصري، والدكتور جعفر حسان، رئيس الوزراء الأردني، وبحضور نخبة من الوزراء والمسؤولين من الجانبين.
وقد حظيت الاجتماعات برعاية كريمة من جلالة الملك عبد الله الثاني ابن الحسين، وولي عهده الأمير الحسين بن عبد الله، تأكيدًا على ما تحظى به العلاقات الثنائية من اهتمام ودعم مباشر على أعلى المستويات.
فالدورة الحالية للجنة العليا المشتركة لم تكن مجرد لقاء بروتوكولي، بل جاءت امتدادًا لمسار طويل من العمل المؤسسي بدأ منذ عام 1985 حيث تم توقيع أكثر من 174 وثيقة تعاون مشترك في مختلف مجالات التنمية ذات الاهتمام المُشترك، مما تعكس متانة وقوة العلاقات بين البلدين، ولهذا تناولت المباحثات سبل تعزيز التعاون في مجالات استراتيجية وحيوية، حيث شملت مجالات الطاقة والربط الكهربائي وتطوير مشروعات البنية التحتية. وقطاع التجارة والاستثمار، لفتح آفاق جديدة أمام رجال الأعمال والمستثمرين بالإضافة أيضا إلى مجال النقل والترانزيت، وتيسير حركة البضائع والمسافرين بين البلدين ومجال الأمن الغذائي والزراعة، وتبادل الخبرات في مواجهة تحديات الإمداد. بالإضافة إلى التعليم والثقافة والسياحة، وتعزيز التواصل بين الشعبين على المستويات كافة. وبالطبع تنظيم أوضاع العمالة المصرية في الأردن، بما يحفظ حقوق العاملين ويدعم الاقتصاد بين البلدين .
وحقيقةً إن الدورة الـ33 للجنة العليا المشتركة بين مصر والأردن، هي رسالة واضحة مفادها أن العمل العربي المشترك، حين يستند إلى الإرادة السياسية والرؤية الاستراتيجية، تصبح قادرة على صنع نموذج للتكامل بما يحقق مصالح الشعوب ويعزز أمن واستقرار المنطقة.