أقلام حرة

نشوة نتنياهو الكذابة

حمادة فراعنة

يقع نتنياهو عبر توجهاته الشريرة العدوانية العنصرية التوسعية وإدارته للمستعمرة الإسرائيلية بين نشوة إنجازات: 1- احتلال قطاع غزة وتدمير بناه التحتية، واغتيال القيادات العسكرية والأمنية والسياسية لفصائل المقاومة، 2- توجيه ضربة موجعة لحزب الله في اغتيال قياداته السياسية والعسكرية، 3- سقوط النظام السابق وتدمير قدرات الجيش السوري، 4- المس بقدرات إيران النووية، 5- استباحة أجواء ثلاثة بلدان عربية: فلسطين، لبنان وسوريا.
وأوجاع اخفاقاته البائنة أمام المجتمع الإسرائيلي تتمثل بـ:
1 – فشله في غزة، بداية من مبادرة 7 أكتوبر الكفاحية التي شكلت صدمة ومفاجأة لكل مكونات المستعمرة والمجتمع الإسرائيلي، وفشله في: أ- إنهاء وتصفية المقاومة التي مازالت توجه له ضربة موجعة متقطعة، ب- عدم تمكنه من معرفة أماكن الأسرى الإسرائيليين وعدم إطلاق سراحهم بدون عملية تبادل، ج: صمود أهالي قطاع غزة رغم الجوع والعطش والدمار والخراب ومظاهر الموت وتغييب مظاهر الحياة الطبيعية.
2 – عدم رضوخ حزب الله، وعدم استعداده لتسليم السلاح، ومواجهته لكل الضغوط المحلية والدولية.
3 – تردد النظام السوري القائم في مسألتي التطبيع وقبول ضم الجولان.
4 – أوضاعه الداخلية المربكة، التي لا تتفق مع مصلحته في مواصلة الحرب، حيث الاحتجاجات من قبل أهالي الأسرى الإسرائيليين المطالبة بوقف الحرب، وقادة الجيش يعلنون أنه لم يعد هناك هدف استراتيجي يمكن تحقيقه في قطاع غزة، والبقاء في غزة له ثمن خسائر بشرية من الجنود، والاحتجاجات الأوروبية والانكفاء الأوروبي عن مواصلة دعم المستعمرة والتراجع عن تبني برنامجها التوسعي.
لهذا كله يهرب نتنياهو نحو مظاهر الغلو من أجل الحفاظ على بقاء حكومته، وعدم فكفكة الائتلاف الذي يقوده، والجموح والتبجح نحو العنوان الهلامي «إسرائيل الكبرى».
نتنياهو أخفق، ولا يزال، ومشروعه الاستعماري برمته أخفق استراتيجياً في طرد وتشريد كل الشعب الفلسطيني عن وطنه، حيث لا يزال أكثر من سبعة ملايين عربي فلسطيني يقيمون في وطنهم وخيارهم عدم الرحيل، فكيف سيتمكن من تطويع الأردنيين واللبنانيين والسوريين إذا استثنينا المصريين، وهو غير قادر على تطويع الفلسطينيين وحدهم؟؟
أحلام يقظة يقولها نتنياهو في وراثته لبرنامج «إسرائيل الكبرى» وهو لا يخاطب العرب، ولا مصلحة له في التصادم معهم، ولكنه يخاطب اليمين الإسرائيلي السياسي والديني اليهودي المتشدد، وهو تحالف لن يبقى دائماً متمكناً وصامداً أمام تطور الأحداث، وعلى الأرجح لن يتمكن من البقاء بعد انتخابات الكنيست المقبلة.
لا قيمة لتصريحات نتنياهو عملياً وفعلياً، لكن إدراك حقيقة المشروع الاستعماري التوسعي، وكشف نواياه وتطلعاته الاستعمارية التوسعية، ضرورة وأهمية فلسطينية وعربية ودولية.

زر الذهاب إلى الأعلى