أخبار الاردن

اكتشاف مقبرة عائلية رومانية فريدة في المفرق

الشاهين الاخباري

أعلن في محافظة المفرق عن اكتشاف فريد من نوعه، يتمثل في مقبرة عائلية رومانية في موقع مغير السرحان الأثري.وقال باحث الآثار الأكاديمي، ومدير مديرية آثار محافظة المفرق الأسبق، الدكتور عبد القادر محمود الحصان، إن هذا الاكتشاف يسلط الضوء عليه نظراً لأهميته العلمية والتاريخية في آنٍ واحد.

وأضاف في تصريح لـ “الرأي” أن المقبرة الجماعية المكتشفة تقع في بلدة مغير السرحان، بمحاذاة المقبرة الإسلامية الحالية، وقد تم الكشف عنها بالمصادفة من قبل مواطنين، وتم إعلام دائرة الآثار العامة بهذا الاكتشاف خلال السنوات الماضية.وأوضح أنه تم الكشف حديثًا عن أشياء هامة من خلال الصور الملتقطة للألواح الخشبية، المصنوعة من شجر الأبانوس أو شجر الأرز الصلب، والتي لم تتأثر بعوامل الطبيعة رغم مرور مئات السنين تحت الأرض، مشيراً إلى أن من أبرز ما عثر عليه: الأخشاب الخاصة بالتابوتين، وآثار قلم الرصاص الخاص بالنجار الماهر آنذاك، والذي دون عليها بخط يده قياسات الطول والعرض أثناء تفصيل كل تابوت على حدة.

كما تم رصد نظام تعشيق متميز لتثبيت الألواح الخشبية معًا، واستخدام أسلوب الحفر بأداة حادة على سطح التابوت لكتابة أسماء المتوفين، بهدف تخليد ذكراهم.

وقد كتبت الأسماء بأداة حادة بخط رفيع ومحزز على الجزء العلوي من التابوتين، بالحرف الإغريقي – اليوناني القديم.وأكد أن معظم الناس في ذلك العصر كانوا يسمون بأسماء يونانية أو عربية معربة، في زمن الاحتلالين الروماني والبيزنطي، معتبراً ذلك أمرًا فريدًا، لأن معظم الأموات في المقابر الرومانية المبكرة والمتأخرة توجد لهم أنصاب حجرية تذكر أسماءهم وأعمارهم وأسماء آبائهم داخل المغارة أو عند المدخل أو على سطحها.

وقد وردت أسماء المتوفين كالتالي: ليلانوس (وتعني ليلى بالعربية)، ديمانوس، ليمانوس، ورومانوس.وأشار الحصان إلى أنه أجريت حفرية مستعجلة في حينه من قبل مكتب آثار المفرق، وبإشرافه شخصيًا، بهدف دراسة القطع وكتابة التقرير العلمي، بعد نقل جميع القطع الأثرية التي تم العثور عليها في الموقع.ويتكون القبر الجماعي، وفقاً للحصان، من حجرتين للدفن ومدخل مستطيل منحوت في الصخر، ويؤدي إليهما، وسقف من حجارة بازلتية مستطيلة، ينتهي بمدخلين يقودان إلى الحجرتين. وقد لاحظ الفريق في بداية العمل تعرّض الحجرة الأولى للنهب والحرق، بالإضافة إلى بعثرة محتوياتها على الأرض، خوفًا من الجهات الرسمية وإخفاءً للحقيقة آنذاك.وقال الحصان: “يبلغ طول الممر 290 سم، وعرضه 85 سم، وتبلغ أبعاد حجارة السقف 12 × 25 سم، ولتسهيل دراسة الموقع الأثري أرغب في تقسيمه إلى قسمين:الحجرة الأولى: وهي منحوتة في الصخر بشكل مستطيل غير منتظم، ويحيط بها درجتان عند مدخل الكهف. تبلغ مساحتها 9 أمتار طولاً، و250 سم عرضًا، و155 سم ارتفاعًا.

وقد تم العثور بداخلها على العديد من الألواح الخشبية التي كانت تشكل ثوابت التوابيت، إلى جانب كسر لعظام آدمية مبعثرة، وكسر فخارية جنائزية تؤكد تعرض الموقع للعبث والنهب قبل وصول كادر الآثار إليه”.

كما يتكون الموقع من الحجرة الثانية، التي تعتبر أصغر حجمًا وأكثر انتظامًا من الأولى، ويبلغ طولها 440 سم، وعرضها 240 سم، وارتفاعها 150 سم. ويوجد على امتداد عرض الحجرة حفرة بعمق 15 سم، وعرض 140 سم، وقد تم غربلة التراب المستخرج منها، فعثر على العديد من القطع الأثرية والعظام المبعثرة.وعن أهم المكتشفات في الموقع، ذكر الحصان أنها اشتملت على تابوت خشبي في الزاوية الجنوبية من الحجرة الأولى، يبلغ طوله مترين، وعرضه 60 سم، وارتفاعه 80 سم، وسمكه في الأسفل 5 سم، وفي الأعلى 13 سم، وله غطاء هرمي منبسط.

كما عُثر على:سراج فخاري مكسور، مستدير الشكل، مزخرف بنقوش غائرة ومطلي بالأحمر.زوج من الحلق المصنوع من الذهب، مطعم بحجر كريم من العقيق الأحمر.زوج من الحلق المصنوع من الفضة بشكل هلالي.إناء زجاجي صغير على شكل “مدمعة”، له عنق طويل يبلغ 5 سم.أربع خرزات صغيرة.قطع خشبية مزخرفة بأشكال نباتية بارزة من خشب النخيل.مسامير برونزية.

كسر فخارية متنوعة.وأكد أن تاريخ المقبرة المكتشفة يعود إلى العصر الروماني المتأخر، أي إلى نهاية القرن الثاني وبداية القرن الثالث الميلادي، ويتبين ذلك من خلال تحليل الفخاريات الموضوعة مع الموتى كهدايا، وكذلك من خلال طبيعة المكتشفات، مما يدل على وجود نساء ثريات ضمن المدفونين.ومن الجدير ذكره أن موقع مغير السرحان يقع على الطريق التجاري الواصل عبر أم السرب، وسما السرحان، وجابر السرحان، والمتصل بطريق الملوك – “تراجانوس التاسع” الروماني، وقد تم استملاك أجزاء كاملة ومهمة من هذا الطريق من قبل مديرية آثار المفرق، لصالح دائرة الآثار العامة – وزارة السياحة والآثار، بطول ثلاثة كيلومترات، لكونه ما يزال سليمًا وكاملًا حتى منطقة الباعج

زر الذهاب إلى الأعلى