أقلام حرة

الهجوم المعاكس

د. مازن منصور كريشان

بسم الله الرحمن الرحيم
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

منذ هجوم طوفان الاقصى في السابع من اكتوبر عام ٢٠٢٣ والمقاومة في حالة دفاع عن النفس في حالة شبه اسطورية غير مسبوقة في التاريخ تمكنت من خلالها :

  • منع العدو الاسرائيلي وحلفائه من القضاء على المقاومة وتحرير الاسرى واحتلال غزة.
  • كبدت العدو خسائر فادحة في المعدات والارواح وقضت على خيرة ضباطه وجنوده وعلى خيرة الويته المدرعه والمشاة الالية والصاعقة والهندسة والتموين .
  • قضت على معظم جواسيسه.
  • منعته من تحطيم ارادة الحاضنة الشعبية ومعنوياتها وقدرتها على الصمود وتحمل ما يخطر على البال وما لا يخطر من شتى اساليب و وسائل الترهيب والترغيب
    مثل :
    المجازر الفردية والجماعية وتدمير جميع البنية التحتية والمرافق العامة والمشافي ومحطات الوقود والماء والكهرباء والافران والاسواق وسرقة المساعدات……الخ.
    ومنذ اسبوعين تقريبا بدانا نشهد تحولا نوعيا في عمليات المقاومة خاصة بعد تصريحات القيادة الاسرائلية بالتحضير لاحتلال غزة فبدأت تطبق مقولة ( خير وسبلة للدفاع الهجوم) فأصبحت تهاجم مراكز قيادات العدو وقواته المنفتحة في الامام والمتحشدة في الخلف وخطوط امداداته بمجموعات فدائية تقدر من ١٠ — ١٥ مقاتل وتوقع خسائر فادحة في العدو .
    ماذا نفهم من هذا التطور النوعي في عمليات المقاومة ؟؟؟؟
    ـ نفهم ان المقاومة تعيد الى الاذهان سيناريو هجماتها على المستعمرات الاسرائيلية عام ٢٠٠٥ التي دفعت شارون الى الانسحاب من غزة اي ان المقاومة تسعى الى التحرير بعد ان تكشفت نوايا العدو وبعد تمكنها من استنزافه ماديا ومعنويا.
  • نفهم ان قيادات المقاومة تتمتع بقدرات عقلية قتالية استثنائية في المناطق المبنية تتفوق على العدو وعلى ما تم تدريسة في ارقى المعاهد العسكرية.
  • نفهم ان لدى المقاومة تقادير موقف وخطط شاملة :
  • في العمليات
  • والاستخبارات
  • والادارة.
  • والاعلام والحرب النفسية.
    اذهلت العدو ومن حالفه– بل وتفوقت عليه — ومن يراقب مجريات الصراع في غزة من قادة العالم العسكريين المحترفين.
  • نفهم ان المقاومة قاتلت بعشرة بالمائة من مقاتليها وما زالت تحتفظ بخيرة قواتها لمراحل اخطر من المعركة اخذة بعين الاعتبار طول امد المعركة ربما الى سنوات واحتمالية مشاركة قوات اخرى الى جانب القوات الاسرائلية.
  • نفهم من ذلك تفوق المقاومة معنويا على العدو الذي تبين تصريحات ضباطه وجنوده الى وسائل اعلامهم وتهرب الاحتياط من الالتحاق بالخدمة بتزايد درجات الانهيار والاحباط بين صفوفهم.
  • نفهم من ذلك تفوق المقاومة تدريبيا على القتال في المناطق المبنية من العدو ومن حالفه من الدول الكبرى.
  • نفهم من ذلك ان لدى المقاومة رصيد في القيادات العسكرية والسياسية يكفي لادارة المعركة سنين عديدة ولا نبالغ اذ قلنا ان كل المقاومة قادة .
    نستطيع ان نؤكد ان كل هذا التفوق والتميز الاستثنائي في ادارة المعركة والتخطيط لها مرده الى الله عزوجل :
    ” وَالَّذِينَ جَاهَدُوا فِينَا لَنَهْدِيَنَّهُمْ سُبُلَنَا ۚ وَإِنَّ اللَّهَ لَمَعَ الْمُحْسِنِينَ “
    نعم
    اعدت المقاومة ما استطاعت ماديا ومعنويا وعقائديا فاستحقت دعم الله عزوجل .
    نؤكد هنا ونحن نرى بنور الله عزوجل ان نتنياهو وكيانه المغتصب اسرائيل الصغرى يحتضر عسكريا وسياسيا وو جوديا وان اسرائيل الكبرى مجرد اضغاث احلام.
    نعم طال امد المعركة لان الجنة مازالت تنتظر سبعين الفا من شهداء عسقلان ( بشارة الرسول محمد عليه الصلاة والسلام).
    ولان الله عزوجل مازال مع علو بني اسرائيل وافسادهم في الارض في مرحلة بهدلة واذلال واهانة اسرائيل :
    ” لِيَسُوءُوا وُجُوهَكُمْ “
    طالت الحرب ام قصرت نؤمن بوعده عزوجل :
    ” والله غالب على امره ولكن اكثر الناس لا يعلمون”.

زر الذهاب إلى الأعلى