
الأسرة …..الحضن الدافئ
المستشارة والكاتبة التربوية : د.ريما زريقات
تتوق النفس البشرية إلى الاهتمام فما بالكم إن كان طفلا …..
حين يرتبط الانسان بشريكة حياته ويتزوج ، يبدأ بالتفكير بإنجاب طفل ويصبح هدفه الأول والأسمى ويبقى ينتظر مجيئه بفارغ الصبر ويحرص على صحة زوجته والمتابعة الصحية معها ، ثم يولد هذا الطفل وتكون الفرحة عارمة ، ويبدأ الاهتمام به وبكل حركة له وبكل نمو له وبكل تطور حركي وعقلي ولفظي له حتى دخوله الروضة ومتابعته ثم قد يولد طفل أو أطفال غيره ولكن للأسف يبدأ اهمال الطفل عند بعض الاباء ويختلف التعامل ويبدأ الصراخ عليه والتعامل معه بشكل سلبي وتبدأ اهانته ويترك البعض الأبناء للشارع والأقران وهنا المعضلة ، فينعكس ذلك على سلوكه المدرسي والدراسي والأسري ، ويصبح قدوة سلبية وأنموذج غير سوي لغيره من الأقران والأخوة في المنزل ومن هنا تأتي المشكلات الاجتماعية والمجتمعية وقد تتطور لجرائم مجتمعية وجرائم سلوكية .
الأبناء أكبر نعمة من نعم الله ، لابد من الحفاظ على هذه النعمة وتقديرها وتثمينها ، لنبن جسور من المحبة والثقة مع الأبناء حتى لو كان هناك ضغط مسؤوليات ومتطلبات حياة ، الأطفال أجمل قطاف وأجمل ثمار للحياة الزوجية ، فلابد من رعايتهم ومتابعتهم وتوفير الدفء الأسري لهم ، وسنجني ثمار تنشئتهم الايجابية والسوية وسنفخر بهم ويكونواأرقى الانجازات الأسرية والشخصية وسنكون قدوة لهم في بناء اسرهم وتربية ابنائهم .
لنهب الحب لأبنائنا ونحتضنهم ونحاول توفير ما يطلبون من متطلبات الحياة الرئيسية وحتى بعض الكماليات فقد تعني لهم الكثير ، لنضع أنفسنا في مكانهم ونفكربمستوى تفكيرهم ولا نفرض عليهم ما عشناه وما مررنا به في فترة زمنية سابقة أو في مراحل حياتنا المختلفة ، لكل زمان جيله ولكل زمان أبناؤه ، لنستمع لهم ولا نتركهم للتكنولوجيا لتقوم بتنشئتهم تنشئة مخالفة لعاداتنا وتقاليدنا ، لا نخجل منهم في كيفية التعامل مع التغييرات البيولوجية والسيكولوجية في مختلف مراحل نموهم وتطورهم خاصة مرحلة المراهقة والتي قد تكون بداية النهاية للبعض من الأبناء إذا تم اهمالهم ، لنتقبلهم كما هم ، لنقوم بتوجيههم بطريقة مقبولة وطريقة مناسبة ، لنتعرف نمط شخصياتهم والتعامل معها ، لنبتعد عن مقارنتهم بالأقران أو الأخوان ، لنعزز ايجابياتهم وسلوكهم الايجابي ، لنستثمر طاقاتهم ، لنستثمر نشاطهم ونستفيد منه ، لنتعرف مواهبهم ونظهرها لحيز الوجود ، لنشجعهم على المشاركة في الأنشطة اللاصفية والمسابقات المختلفة ، لنزرع فيهم قيم المحبة والتعاون والايثار وتقبل الاخر والاختلاف ، لنزرع فيهم أن المشاركة فوز وأن التنافس الشريف هو الأهم ، لنعلمهم صنع القرار ثم اتخاذه ، لنعلمهم الانسانية والاخاء ، لنزرع فيهم حب الوطن والانتماء للمدرسة ، فالمدرسة وطن صغير ينمو داخلهم ، لنعلمهم الحفاظ على ممتلكات المدرسة والوطن ، لنعلمهم على العطاء ، فالعطاء أجمل القيم وأسماها ، حفظ الله ابناءنا ورعاهم ، فهم أغلى ما نملك …..