
معركة الرئاسة تشتعل تحت القبة… كواليس ساخنة ومفاجآت تلوح في الأفق
الشاهين الاخباري
مع اقتراب موعد الدورة العادية الثانية لمجلس النواب العشرين، والمقررة دستوريًا في الأول من تشرين الأول (أكتوبر) المقبل، تتسارع وتيرة الحراك النيابي خلف الكواليس، وترتفع حرارة بورصة الأسماء المرشحة لتولي رئاسة المجلس، في مشهد يبدو مرشحًا لمزيد من التعقيد والمفاجآت.
ورغم تبقي نحو 37 يومًا على موعد الانعقاد الدستوري، إلا أن إمكانية تأجيل الافتتاح لا تزال مطروحة، حيث يجيز الدستور لجلالة الملك إرجاء الدورة لمدة لا تتجاوز الشهرين، وسط ترجيحات بألا يتعدى التأجيل الخامس عشر من تشرين الأول.
كواليس مغلقة ومناورات مبكرة
خلف الأبواب المغلقة، تدور لقاءات مكثفة بين النواب، ما بين مصارحة أحيانًا، ومناورة في أحيان أخرى، في مشهد يعيد إلى الأذهان تحضيرات المعارك البرلمانية الكبرى. فهل هي مجرد “جس نبض”؟ أم أن صفقات الترتيب المسبق للرئاسة بدأت تتبلور بهدوء؟
تجارب المجالس السابقة تُظهر أن مثل هذه اللقاءات كثيرًا ما تُحسم قبل التصويت بساعات، عبر تفاهمات غير معلنة، تقوم على وعود وتفاهمات تتعلق بمواقع اللجان وتوزيع الأدوار، وهو ما يجعل الحكم على نتائج المعركة مؤجلًا حتى اللحظة الأخيرة.
الصفدي يراقب… والخصاونة يقترب
يبدو أن المشهد ينقسم اليوم إلى معسكرين واضحين:
- الرئيس الحالي أحمد الصفدي، الذي يفضّل مراقبة المشهد بصمت دون إعلان رسمي عن نية الترشح، بينما يعمل خلف الكواليس للحفاظ على مكانته.
- في المقابل، النائب الأول مصطفى الخصاونة، أعلن ترشحه رسميًا مدعومًا من كتلة “تقدّم”، ويخوض حملة نشطة عنوانها “التغيير”.
وإلى جانب هذين الاسمين، ظهرت أسماء أخرى على الخط مثل النائبين علي الخلايلة ومجحم الصقور، وكلاهما من كتلة “الميثاق”، التي ينتمي إليها الصفدي، ما يشير إلى تصدّع محتمل داخل الكتلة التي كانت توصف سابقًا بأنها “الكتلة الصلبة”.
الميثاق… تصدّع أم مناورة؟
إعلان الترشح من داخل “الميثاق” لم يكن متوقعًا، وأثار تساؤلات حول مدى تماسك الكتلة. فهل هو تمرد حقيقي على الصفدي؟ أم مجرد مناورة لتحسين الشروط داخل الكتلة؟
حتى اللحظة، لم تحسم “الميثاق” مرشحها الرسمي، ما يُبقي سيناريو الانقسام واردًا، ويزيد من احتمالات المفاجآت في اللحظات الأخيرة.
أسماء تراقب من بعيد… وسباق متعدد الأقطاب يلوح
بينما ينشغل المرشحون المعلَنون بحملاتهم، تترقّب شخصيات نيابية أخرى الموقف عن كثب، ومن أبرزهم:
- خميس عطية (كتلة إرادة)
- مصطفى العماوي (الوطني الإسلامي)
- مازن القاضي
هؤلاء لم يعلنوا نيتهم صراحة، لكن دخول أي منهم على خط المنافسة سيقلب الطاولة، ويحوّل المعركة من ثنائية (صفدي–خصاونة) إلى سباق متعدّد الأقطاب، يصعب فيه التنبؤ بالنتيجة.
تفاصيل صغيرة… تحسم المعركة الكبيرة
في نهاية المطاف، تحسم انتخابات رئاسة مجلس النواب عبر “تفاصيل صغيرة” لا تُرى في العلن:
- الانضباط داخل الكتل أثناء الاقتراع السري
- توزيع مقاعد اللجان بوصفها “عملة تفاوضية”
- تعهدات اللحظة الأخيرة
- ومقدار “الضوء الأخضر” الذي يقرأه النواب من “عقل الدولة”
إذ تراقب الدولة المشهد من بعيد، دون تدخل مباشر، لكنها تُرسل إشاراتها عبر قنوات غير رسمية، مبنية على فهمها العميق لمعادلات الاستقرار، وضبط الإيقاع التشريعي، دون تغول طرف على آخر.
الاستقرار أم التغيير؟
الكرة الآن في ملعب النواب:
هل يُجددون الثقة بالصفدي، لمراكمة الخبرة والحفاظ على الإيقاع؟
أم يمنحون التغيير فرصة، ويفتحون الباب أمام جيل جديد من القيادة البرلمانية؟
في كل الأحوال، فإن مجلس النواب يقف اليوم أمام مفترق طرق حاسم، قد يُعيد تشكيل ملامح العمل النيابي في ما تبقى من عمر المجلس.
وحتى تنجلي الصورة، تبقى كل السيناريوهات مطروحة… والدخان الأبيض لم يتصاعد بعد.
مصدر:الغد