
زمن العربدة الصهيونية ولى إلى غير رجعة
المحامي الدولي فيصل الخزاعي الفريحات
أمام الضربات الدقيقة للصواريخ والمسيرات الإيرانية كدفاع مشروع لها للدفاع عن سيادتها وأرضها وشعبها ومقدراتها حسب كافة القوانين والإتفاقيات والمعاهدات الدولية وألتي وصلت إلى عمق الكيان الإسرائيلي الغاصب ولمدة ثلاثة أيام متتالية، فإن زلزالاً إستراتيجياً يهزّ الكيان الصهـيوني والمجرم النتن ياهو الذي أجبر على توقيع ” إتفاق الردع المهين ” تحت نيران طهران، إيران تنتزع توقيعاً يمنع إستهداف منشآتها النووية مقابل عدم إستهداف مفاعل ” ديمونا “، العدو الإسرائيلي يوقّع على صكّ الخضوع والخنوع …! في مشهد تاريخي بالغ الدلالة، أفادت تسريبات خطيرة نقلها المحلل الصهـ.يوني الشهير ” آموس هاريل ” بأن رئيس وزراء كيان الإحتلال بنيامين نتنياهو رضخ – تحت ضغط الواقع العسكري والتهديد الإيراني – لتوقيع إتفاق سري مع طهران يقضي بعدم إستهداف المنشآت النووية الإيرانية، مقابل تعهّد إيراني بعدم قصف مفاعل ” ديمونا ” النووي الواقع في عمق صحراء النقب.
الأتفاق الذي وصفته مصادر أمنية بأنه ” أخطر إنكسار في تاريخ العقيدة الأمنية الصهـ.يونية ” جاء عقب سيل من الضربات الصاروخية الدقيقة التي أربكت منظومة الردع وأصابت مراكز القيادة والسيطرة بالشلل المؤقت، ما دفع القيادة الصهيونية إلى القبول بشروط إيرانية قاسية لم يكن أحد ليتخيّل أن تُفرض يومًا على الكيان الإسرائيلي الغاصب والمجرم.
لقد تحوّلت طاولة التهديدات إلى منصة إذعان وخضوع ورضوخ ، وبدل أن تُجبر إيران على إتفاق نووي وفق رغبات أمريكا والغرب وتل أبيب، ها هي تُرغمهم اليوم على توقيع ” اتفاق ردع ” بشروطها، في إنتصار سياسي وعسكري يُعدّ الأعنف منذ عقود، ويؤشر إلى تحوّل إستراتيجي رهيب في موازين القوى بالمنطقة، وللأسف الشديد أقولها بمرارة كأردنياً حتى النخاع الشوكي وعربياً ومسلماً ومحباً للإنسانية ومواقفي المعلنة تنسجم إنسجاماً كاملاً مع قيادتي الحكيمة ألتي أعربت عن وقوفها إلى جانب إيران والحكومة الرشيدة من خلال وزراة الخارجية وعميد الدبلوماسية الأردنية السيد أيمن الصفدي الذي أتصل مع نظيره وزير الخارجية الإيراني السيد عباس عراقجي يعرب فيه نيابة عن الحكومة والشعب الأردني وقوفه وتضامنة إلى جانب إيران وهو الإتصال الثاني لدولة عربية ومسلمة تعلن تضامنها ووقوفها إلى جانب إيران مستنكرة الإعتداءات الإسرائيلية الهمجية، يخرج علينا وللأسف الشديد على المحطات الفضائية والمواقع الإخبارية من هم كانوا في موقع المسؤولية وإعلاميون يفرحون ويصفقون إلى ضرب دولة مسلمة إيران من قبل عدو متغطرس.
الإحتلال الذي لطالما تباهى بقدراته الهجومية و” تفوقه النوعي ” وقع في فخّ الردع الإيراني، وفقد هيبته أمام ضربات مدروسة جعلته يهرول نحو إتفاق يحميه من صواريخ ومسيرات لا ترحم، فهل يُعدّ ذلك نصراً …؟
أم إعلاناً رسمياً بإنتهاء زمن الغطرسة الصهـيونية …؟