رياضة

قانون الجرائم : هتافات الملاعب تدخل ضمن دائرة خطاب الكراهية

 

 

الشاهين نيوز –

فرض مشروع القانون المعدل لقانون الجرائم الالكترونية عقوبة لكل من يستخدم الشبكة العنكبوتية او اي نظام معلوماتي او موقع الكتروني وقد تطال هذه العقوبات المتواجدين في الملاعب الرياضية اذ ان هذا القانون المعدل سيدرج بعض الهتافات داخل المدرجات الرياضية تحت بند “خطاب الكراهية” .
حيث تعرِّف المادة الثانية من قانون الجرائم الالكترونية المعدل خطاب الكراهية بأنه “كل قول أو فعل من شأنه إثارة الفتنة أو النعرات الدينية أو الطائفية أو العرقية أو الإقليمية أو التمييز بين الأفراد “.
وبموجب المادة ، ينص مشروع التعديلات على عقوبة جنائية بالسجن لمدة تتراوح بين سنة وثلاث سنوات وغرامة تتراوح بين 5000 الى 10000 دينار على “كل من قام بنشر او إعادة نشر ما يُعد خطابا للكراهية عبر الشبكة المعلوماتية أو أي نظام معلومات “.
وهنا يجدر القول ان الملاعب الرياضية ستتأثر بهذا القانون وبكل تأكيد باننا جميعا ضد خطاب الكراهية، ولكن في نفس الوقت نحن بحاجه الى ضرورة توعية الجماهير الرياضية بادراك الحد الفاصل بين حرية التعبير وخطاب الكراهية حتى نضمن ان لا يصبح هذا التشريع اداة لتكميم الافواه في حقهم الذي كفله لهم الدستور المادة 15 بالتعبير عن رأيهم سواء داخل المدرجات التي تنتقل احيانا الى منشورات عبر وسائل التواصل الاجتماعي.
خطاب الكراهية حسب تعريفه في مشروع القانون المعدل قد يشمل اي نكته عنصرية او شعار لاي فريق كرة قدم فمثلا لو قال احد مشجعي فريق رياضي “عفكرة فريق “البطيخ” ما بيعرفوا يلعبوا” سيدرج هذا الهتاف او المنشور تحت بند خطاب الكراهية ولو نشر احدهم صورة لاحد الفرق الرياضية وهم يتناولون طعام العشاء في احد الفنادق على هامش المعسكرات التدريبية فسيعاقب القانون على نشر هذه الصورة وستطال العقوبة كذلك كل من يعيد نشر الصورة او التعليق بنفس عقوبة الناشر بتهمة اختراق الحياة الخاصة بحسب التعديلات المطروحه لان المشروع لا يفرق بين الشخصية العامة والخاصة .

ولعل المشاهد كثيرة في عالم كرة القدم سواء على المستوى المحلي او الاقليمي وكذلك الدولي من خلال استخدام عبارات او شعارات او حتى مشاهد من شأنها ان تندرج تحت “خطاب الكراهية” ويعاقب عليها القانون مثل رفع قميص المباراة لاظهار موقف سياسي او ديني معين ولا ننسى الحادة التي حصلت مع اللاعب داني الفيس في مواجهة فريقه أمام «فياريال» في الدوري الإسباني في حادثة الموز حيث من المعروف ان القاء الموز على اللاعبين ذوي البشرة السمراء يقصد به تشبههم بالقرود ولم يحترم هذا “البعض” من الجمهور كرامة اللاعب الانسانية ولعل ردة فعل اللاعب الفيس لاقت الكثير من الاحترام عندما التقط الموز عن الارض وقام باكلها غير مبال بمضمونها العنصري وباعثا في نفس الوقت برسالة مفادها ان الانسان يأكل الموز لذلك المتخلف الذي رمى عليه عنصريته .

نقابة الصحفيين الاردنيين موقفها صريح حول هذا القانون حيث قال نقيب الصحفيين الزميل راكان السعايده:”بموجب تعديلات القانون، واإذا مضت دون تغيير من مجلس النواب، فمن المؤكد أن خطاب الكراهية حسب تعريف القانون وعقوباته سيطال أي هتاف أو شعار صوتي أو خطي تطلقه الجماهير يصنف على انه خطاب كراهية.
لذلك لابد من تثقيف جماهير كل الأندية ولفت نظرهم إلى أنهم عرضة للملاحقة القانونية اذا أطلقوا شعارات يمكن تكييفها قانونيا على انها خطاب كراهية وهذه عليها عقوبات بالسجن وغرامات مالية كبيرة.
اليوم المطلوب من الجميع التصدي لتعريف خطاب الكراهية الوارد بتعديلات القانون فهو تعريف فضفاض ويمكن تأويله وتفسيره بطرق من شأنها الحد من الحريات إذ ليس في القانون حد فاصل بين ما هو خطاب كراهية وبين ما هو حرية رأي وتعبير.

وفي الوقت الذي تنادي فيه العديد من الجهات ابرزها نقابة الصحفيين ضرورة سحب المشروع واعادة دراسته بتعمق اكثر فان الجهات الرياضية مطالبة بضرورة توعية الجماهير الاردنية بشكل عام من خلال طرح مبادرات تنمي الروح الايجابية لدى هذه الجماهير بعيدا عن التعصب الاعمى الذي من شأنه ان يؤدي الى الوقوع في اخطاء رياضية واخلاقية الى جانب ضرورة التوعية باثر القانون الجديد على الملاعب الرياضية ووضع استيراتيجية رياضية وطنية تشرف عليها اللجنة الاولمبية ووزارة الشباب بالتعاون مع الاتحادات والاندية بهدف الابتعاد عن اي هتاف سلبي داخل الملاعب تحصينا للجماهير من مواجهة قانون الجرائم الالكترونية الذي لن يميز بين ما هو مقصود او غير مقصود فهذا القانون لا يدخل في حساب النوايا .

زر الذهاب إلى الأعلى

You cannot copy content of this page