أقلام حرة

الى والدي …… بعد الرحيل

داود شاهين 

بالأمس أدركت أن هناك بكاء بلا دموع وأن هناك صراخ يمزق الحنجرة دون أن يسمع

بالأمس أدركت كم يهواك قلبي و عقلي وجوارحي وأحاسيسي

بالأمس أدركت كم أنت أغلى علي من نفسي التي بين جوانحي وأحب الي من روحي التي تسري في جسدي

بالأمس أدركت كيف يكون معنى أن تفقد أباك أي أنك قد خسرت الجدار الذي تستند اليه وأنك تخسر سمائك ومظلتك التي بها تستظل .

أحاسيسي تبعثرت وتاهت في داخلي الكلمات فتلاشت أحرفي وأختفت كل القوافي والمعاني والعبارات كلمح البصر .

وأنا

اعلم علم اليقين أن رحيلك …كان القضاء وأن بعدك عني القدر

لكن بُعدك يعني أني ضعفتُ …. وأني بعدك ظهري إنكسر

وأن الحزن أستوطن قلبي … لابل بفقدك بالحزن كلي إنغمر

فأنت لست كباقي الرجال …. ولست بقلبي كباقي البشر

فأنت لعمري دليل الطريق …. وأنت لروحي السمع والبصر

ويقيني يعلم أن لن تعود …. وما عاد يأتني منك الخبر

لكن سيبقى حلمي كبير …. بأني سألقاك يوما في المستقر

بجنات خلد يكون لقانا …. بشجرة سدر بها نستظل

رحلت بذكرى تسر القلوب …. بذكرى يفاخر فيها البشر

رحلت بذكرى تُأنس روحي … بعطر كمسك في كل عمري إنتشر

زر الذهاب إلى الأعلى

You cannot copy content of this page