أقلام حرة

محاصصة ومحسوبيات

داود شاهين

منذ بدأ جائحة كورونا حرصت رئاسة الوزراء على نشر إيجاز صحفي يومي بعدد الإصابات و حالات الشفاء والاحصائيات اليومية المتعلقة بالجائحة حيث حرص العاملون في الدائرة الإعلامية للرئاسة الوزراء على نشر هذا الإيجاز بشكل يومي وتوقيت معين ليصل الى جميع ابناء الوطن بتوقيت واحد كل حسب وسيلة الإعلام التي يتابعا ويثق بمصداقيتها في أخبارها .

وعمل القائمون على إعداد هذا الإيجاز وبشكل يومي وبمنتهى الإحترافية التي تثمن لهم على ان يتم نشر هذا الإيجاز على الصفحة الرسمية لرئاسة الوزراء دون محاباة أو محاصصة لأي من المواقع الإخبارية ليصله الإيجاز قبل غيره .. حيث نجح قسم الإعلام في الرئاسة على إستمرارية هذا النهج على مادار خمسة عشر شهر إلتزموا بها بالوقوف على مسافة واحدة من جميع وسائل الإعلام بكافة انواعها المرئي والمسموع والمطبوعات الورقية والإلكترونية .. حتى أنهم لم يميزوا بين إعلام رسمي وإعلام خاص ليصل الإيجاز اليومي لوكالةالأنباء الاردنية في نفس الوقت الذي يصل فيه لموقع إخباري حديث …. وهذا توجه يثمن لهم ويقدر .

اليوم وبعد تولي وزارة الصحة ملف الإيجاز اليومي للإصابات بداء التعامل مع هذا الملف بشيء من المحاصصة والمحسوبية ليصل الإيجاز لمواقع معينة يتم نشره على صفحاتها قبل النشر على الصفحة الرسمية لوزارة الصحة أو على الموقع الرسمي لوكالة الأنباء الاردنية منفردة بنشر الإيجاز قبل غيرها من المواقع .

اذا كانت الحكومة الاردنية قد ساوت بين جميع وسائل الإعلام بإلتزامتها و واجباتها فعلى الحكومة أن تلتزم بالوقوف على مسافة واحدة من جميع وسائل الإعلام والإبتعاد عن المحاصصة والمحسوبية في نشر هذا الخبر …. وأقبل بكل فخر وإعتزاز أن يتم نشر أي خبر رسمي يتعلق بالحكومة و الوطن على الموقع الرسمي الوطني الذي يعتبر مرجعنا الأول والأخير وهو وكالة الأنباء الأردنية رافضا رفض قاطعا ويشاركني في هذا الرفض العديد من الزملاء في وسائل الإعلام على أن تستمر سياسة المحاصصة والمحسوبية والتي لا تقتصر على وزارة الصحة فقط لكنها موجودة في العديد من مؤسساتنا حتى أنهم في بعض الأوقات يحابون ويمررون بعض المعلومات لناشطي التواصل الإجتماعي حاجبين نفس المعلومة عن مواقع أردنية مرخصة وملتزمة بجميع الإلتزامات التي نصت عليها القوانين الناظمة لعملها .

زر الذهاب إلى الأعلى

You cannot copy content of this page