فلسطين

وصول اعتداءات المستوطنين للمشافي.. “إرهابٌ بغطاء شُرطِي”

الشاهين الاخباري

شهدت الأيام الثلاثة الماضية هجوم المستوطنين على أحد المشافي في الداخل الفلسطيني المحتل والاعتداء على فلسطينيين، من بينهم محاولة الاعتداء على الأسير هشام أبو هواش، في منحنى جديد لاعتداءاتهم يحذّر نواب وقانونيون من تكرارها في الفترة المقبلة.

واقتحم مستوطنون بزعامة عضو الكنيست المتطرف إيتمار بن غفير مساء الثلاثاء مستشفى “أشاف هروفيه” في الداخل الفلسطيني، حيث يرقد الأسير هشام أبو هواش، وحاولوا اقتحام غرفته والاعتداء عليه بعد انتصاره في إضرابه وانتزاعه قرارًا بإنهاء اعتقاله الإداري.

وجاء اقتحام المستشفى بتواطؤ من شرطة الاحتلال المتواجدة على أبوابه، ولولا تدخّل نشطاء ومتضامنين في المستشفى ومنعهم المستوطنين من دخول غرفة الأسير لوقع الاعتداء عليه؛ ما كان سيعرّض حياته للخطر في ظل الوضع الصحي الخطير الذي يواجهه.واعتدى المستوطنون على نشطاء داخل المستشفى دون تدخل من شرطة الاحتلال التي كانت تقف موقف المتفرج، وأعادوا اقتحام المستشفى الليلة الماضية، كما تظاهر العشرات من المستوطنين مطالبين بدخولهم للمستشفى ومعترضين على قرار وقف الاعتقال الإداري للأسير أبو هواش.

ولم تقف الاعتداءات إلى هذا الحدّ، بل اعتدى المستوطنون على المصور الصحفي فايز أبو رميلة أمام باب المستشفى في مدينة يافا؛ ما يعكس الشعور الكبير لهذه الجماعات بالقوة والحرية وتواطؤ حكومة الاحتلال معهم، كما يؤكد النائب بـ”الكنيست” مسعود غنايم.

تواطؤ الحكومة وتكرار المشهدويقول غنايم، في حديث مع وكالة “صفا” الخميس، “إنّ هذه الاعتداءات تدلُّ على تطاول المستوطنين بشكل غير مسبوق على كل ما هو عربي فلسطيني، خاصة ونحن نتحدث عن اقتحام مكان مقدّس له خصوصيته، وهو مستشفى يرقد فيه مرضى”.

ولكن غنايم استدرك بالقول “من حرق الناس وهم نيام، واقتحم دور العبادة وأحرقها، ويدنس المسجد الأقصى، ليس غريبًا عليه اقتحام مستشفى وفعل ما يفعله مع أبو هواش والنشطاء والصحفيين؛ ما يؤكد أن نصرَ أبو هواش أهابهم وأخرج حقدهم على كل فلسطيني”.ويشير إلى أنّ “رأس الحربة المتطرف بن غفير سبق وأن اعتدى على أسير آخر كان مضربًا في مستشفى بالداخل، واليوم يكررها مع الأسير أبو هواش”.

لكن الأخطر، برأي النائب غنايم، هو تهاون حكومة الاحتلال مع هذه الجماعات واعتداءاتها “والتي تعطي الحرية المطلقة لإنسان عنصري مدان وعليه ملفات ثقيلة الحجم من حيث الاعتداءات، ولا تقوم بمنعه”.

ويشدّد على أنّ هناك استقطاب متصاعد للمستوطنين في بلدات الداخل خاصة والأراضي الفلسطينية عامة، قائلًا: “هذا الاستقطاب موجود سابقًا، لكنه زاد بشكل كبير مؤخرًا لأسباب عدّة”.ويوضح أنّ أحد أهم أسباب تصاعد اعتداء المستوطنين تزعّم بن غفير لهم والذي يعدّ رأس المشروع الاستيطاني، وثانيًا أنّ هذه الجماعات تأخذ نَفَسَها من بعض أقطاب الحكومة الإسرائيلية أمثال وزيرة الداخلية إيليت شاكيد، وثالثًا الوضع السياسي في “إسرائيل” الذي تتسارع فيه القيادات على من يكون يمينيًا أكثر ومن يدعم الاستيطان أكثر، وكلها على حساب الشعب الفلسطيني.

وأمام هذه المعطيات، يحذّر غنايم من تكرار مشاهد اعتداءات المستوطنين على المشافي وغيرها، ووصولها إلى القيام بعمليات قتل.ويلفت إلى أنّ جهات في “الشاباك” أطلقت مؤخرًا إنذارات داخلية بتنفيذ عمليات اغتيال داخل “إسرائيل”، لكنّها لم تحدد إن كانت لعرب أو لغيرهم، مستدركًا “لكننا أمام حالة سياسية تجعل كل التوقعات مفتوحة أمام ترؤس المستوطنين للمشهد في إسرائيل”.

“إرهاب بغطاء شرطي”ويعكس تصريح عناصر أمن الاحتلال المتواجدة على مدخل المستشفى لجماعات المستوطنين بالدخول إليها مع علمهم بأهداف هذا الاقتحام، تواطؤًا وغطاء شرطيًا لحمايتهم؛ ما يشكل انتهاك جسيم للقانون ولحقوق المرضى، كما يؤكد المحامي خالد بارقة.ويقول بارقة، في حديث مع وكالة “صفا”، إنّ دخول المستوطنين إلى المستشفى “كان بدافع الاعتداء على أبو هواش والمساس بسلامته؛ ما يعني تعرضه للموت خاصة وأنه كان على حافته، ولم يكن الهدف عيادته كمريض، ولذلك فإنّ المخالفة القانونية واضحة وللأسف جاءت بغطاء شرطي”.ووصف ما حدث أمام المستشفى بـ”الجريمة”، مضيفًا “الأصل ألّا يسمح لهذه الجماعات بدخول مكان كهذا، وهذا السماح دفعهم للاعتداء على صحفي عبر بثّ حيّ ومباشر ودون اكتراث لمحاكمة ولا لوجود شرطة”.

وواصل المحامي “نحن أمام عملي إرهابي حسب القانون يرتقي لجريمة مركّبة بغطاء من شرطة الاحتلال، وواضح أنّ هناك سياسية جديدة لدى الاحتلال تقوم على توظيف هذه الجماعات في سبيل الاعتداء على الحقوق الأساسية للفلسطينيين في الداخل”.

ووثّقت وسائل إعلام قيام مستوطنين بالاعتداء مساء الأربعاء على مصور وكالة الأناضول فايز أبو رميلة وصحفيين آخرين خلال قيامهم بتغطية تظاهرة للمستوطنين أمام مستشفى “أساف هاروفيه” في يافا بالداخل الفلسطيني المحتل، حيث يرقد الأسير أبو هواش.

وأعربت عائلة أبو هواش عن خشيتها من تهديدات حقيقة على حياة نجلها الذي يرقد بحالة صحية صعبة في المستشفى، مطالبة بنقله إلى مستشفى فلسطيني أو توفير حماية دولية له.

زر الذهاب إلى الأعلى

You cannot copy content of this page