أقلام حرة

العسكرتارية الاسرائيلية

العميد المتقاعد زهدي جان بيك

لا تفتأ اسرائيل ومن لف لفيفها وانتهج نهجها من الدول العنصرية التي اختطت لنفسها استراتيجية “القوي على حق دائما”، لا تفتأ تخرج علينا بدعاوى واكاذيب تتحدث فيها عن مدى ديموقراطيتها ومراعاتها لحقوق الانسان. الى الدرجة التي لم يجد فيها رئيس اوكرانيا الا هذه الدولة ليقارن نفسه بها ويتباكى بانه الان يشعر انه في نفس الوضع الذي تعانيه اسرائيل. وربما لو تمعنا قليلا بنصريحاته لوجدناه على حق، فاسرائيل تمتلك السلاح النووي ولا تعترف بذلك ولكنها كما اتهمت العراق بامتلاكه السلاح النووي تتهم ايران بنفس التهمة. تماما كما تتهم اوكرانيا روسيا بانها ستستخدم السلح الكيماوي او البيولوجي بينما هي التي تفتح مختبراتها لتطوير اخطر الاسلحة البيولوجية.
من المؤكد اننا نتعاطف انسانيا مع كل انسان يتعرض للاعتداء، ولكننا تعلمنا ان ننصر أخانا (بالتحديد أخانا) ظالما او مظلوما. ولا يكون نصره ظالما الا بالاخذ على يده لنكفه عن ظلمه. ولان الرئيس الاوكراني من نفس الملة، فقد اعتقد بانه عندما يشبه نفسه باسرائيل سيكون العالم اكثر تفهما وتضامنا معه، وقد اخطأ بذلك خطأ كبيرا بلغ حد الخطيئة. تعالوا لنرى الدولة التي يقارن نفسه بها.
ولالقاء المزيد من الضوء على هذا الجانب من اسرائيل، هذه الدولة التي تحتل اراضي 3 دول، وتعتدي بشكل اسبوعي على اراضي واحدة من هذه الدول على الاقل، سنلقي نظرة على قائمة الدول حسب مؤشر العسكرة العالمي والذي تتصدره اسرئيل في المركز الاول.
يصور مؤشر العسكرة العالمي (Global Militarization Index GMI) الوزن النسبي وأهمية الجهاز العسكري لدولة ما بالنسبة الى مجتمعها ككل. ولهذا الغرض، يستخدم GMI عددًا من المعايير لتمثيل درجة عسكرة دولة ما:
• معيار الإنفاق العسكري: مقارنة الإنفاق العسكري مع الناتج المحلي الإجمالي (GDP) ونفقاته الصحية (كحصة من الناتج المحلي الإجمالي).
• معيار مدى عسكرة الشعب: مقارنة بين إجمالي عدد القوات العسكرية وشبه العسكرية وعدد الأطباء وإجمالي السكان.
• معيار امتلاك الأسلحة الثقيلة: نسبة عدد الأسلحة الثقيلة المتاحة وإجمالي عدد السكان.
وقد جاءت اسرائيل بالمركز الاول من بين 155 دولة في مستوى العسكرتارية فيها، علما بانها جاءت بالمركز الخامس عالميا من حيث نسبة الانفاق العسكري الى الناتج المحلي الاجمالي، وجاءت بالمركزالاول من حيث معيار عسكرة الشعب، وجاءت بالمركز الثالث بمعيار امتلاك الاسلحة الثقيلة المتاحة مقارنة بعدد السكان.
السؤال الذي يطرح نفسه: هل هذه سلبية بحق اسرائيل ستقوم ميتا بحجبي عن الفيسبوك بسبب كتابتي عنها، ام انها تعتبر امرا ايجابيا لا يستحق العقاب؟؟؟ سننتظر ونرى…
علما بان الاردن على هذا المؤشر يتبوأ المركزالثامن عالميا ، ويأتي رابعا (قبل اسرائيل مباشرة) بمعيار نسبة الانفاق العسكري الى الناتج المحلي الاجمالي، وبالمركز العاشر بمعيار عسكرة الشعب، وبالمركز 12 بمعيار امتلاك الاسلحة الثقيلة نسبة الى عدد السكان.
ومن الجدير ذكره ان اسرائيل تحتل المركز 13 من 136 دولة من حيث الانفاق العسكري حيث بلغ انفاقها عام 2022 ما يقارب من 21.7 مليار دولار بينما حل الاردن بالمركز 62 وبلغ انفاقنا ما يقارب 2.6 مليار دولار.
وعلى ذكر الانفاق العسكري فقد حافظت اسرائيل على موقعها ضمن اكبر عشرين دولة من حيث الانفاق العسكري خلال الاربع عقود الماضية، حيث بلغ مجموع ما انفقته 368 مليار دولار خلال ال 35 سنة الماضية وبمعدل انفاق بلغ 10.5 مليار دولار سنويا.
وبمناسبة الحديث عن الانفاق العسكري، فقد بلغ مجموع الانفاق العسكري لاول عشرين دولة في العالم 32 تريليون و564 مليار و152 مليون دولار خلال نفس الفترة (ال 35 سنة الاخيرة). ولو تم ادخارها وتوزيعها على جميع البشر لكانت حصة الفرد الواحد 4200 دولار، يعني حصة العائلة الاردنية بحدود 18 الف دولار او ما يعادل مديونية الاردن الخارجية تقريبا.
ومن قبيل الاجابة على فضول القاريء فان ترتيب الدول حسب انفاقها العسكري يأتي كما يلي:

  1. امريكا تتصدر القائمة بقيمة انفاق بلغت 16 تريليون دولار،
  2. وجاءت الصين بالمركز الثاني وانفقت 2.5 تريليون دولار ،
  3. وبالمركز الثالث روسيا 1.9 تريليون دولار
  4. ثم بريطانيا 1.5 تريليون دولار،
  5. ثم اليابان 1.4 تريليون دولار،
  6. ثم فرنسا 1.38 تريليون دولار.
  7. ثم المانيا 1.25 نريليون دولار.
  8. وجاءت السعودية بالمركز الثامن 1.13 تريليون دولار.
  9. ثم الهند 911 مليار دولار.
  10. واخيرا بالمركز العاشر ايطاليا 813 مليار دولار.

    ثم يقولون اننا نحن الذين ندمر الارض ونقتل البشر….
زر الذهاب إلى الأعلى

You cannot copy content of this page