رئيس التحرير

واقع مرير

نظيرة السيد

احيانا اجلس مع نفسي، افكر بالايام الخوالي واخلاصي وتفان لهذه المهنة وسعي الدؤوب لإظهار الحقيقة والتصدي لاصحاب الأقلام المأجورة (ولم يكونوا كثر كهذه الايام) الذين غلبت مصالحهم الشخصية على رسالتهم المهنية (هذا ان كان لهم رسالة) كنت اصرخ انفعل احتد أواجه واقول كلمةالحق بكل جراءة وحماس، همي الوحيد ان اكون مرتاحة الضمير لا اداهن ولا اهادن، اقف عند أدق التفاصيل، حتى وإن كلفني ذلك سخط وحنق أصحاب العمل (الذين في ظاهرهم كانوا يلوموني ولكن في باطنهم يعرفون انني اقول الحق واسعى له) لم اكسب المال وخرجت براتب تقاعدي متواضع يعينني على تحمل ظروف هذة الحياة الشاقة، التي أجد فيها حولي أناس بالكاد يجدون قوت يومهم،لا اشكو ولا اتذمر واحمد الله واشكره على ما انا فيه وفي نفس الوقت أرى كثيرين (اعرف تاريخهم حق المعرفة) مازالوا يتجاوزون ويصرون على المتاجرة بهذه المهنة والكل يسأل عن مصدر دخلهم ومن أين لهم هذا، ورغم معرفة الكثيرين إجابة هذا السؤال والتلميح اليها من بعيد الا انهم لايملكون الجرأة على قولها بل يتعاملون معهم بكل احترام ويسعون لكسب ودهم ورضاهم والثمن وظيفة او موقع يتفاخرون به بابخس الأثمان، المهم ان يقال عنه صحفي مرموق في الظاهر اما في الباطن فإنه يسلك كل السبل حتى يكسب رضى صاحب العمل الذي خولته أمواله (التي لا يعرف مصدرها) التحكم بالعباد واستغلالهم، وان كان عكس ذلك يرضى بما قسمه الله معتزا” بنفسه وكرامتة التي لم ولن تهدر على أبواب صاحب عمل متغطرس يتفاخر بماضي وتاريخ مزيف صنعه بحفنة اموال قبضها نتيجة صفقة مشبوهة اومعلومات هدفها اغتيال الشخصيات وابتزازها حتى تدفع اكثر.
ما دفعني للكتابه عن هؤلاء هو الحال الذي الت اليه اوضاع الصحفيين وابتعاد الكثيرين من أصحاب الكلمة الصادقه عن الكتابة (وان كتبوا لا أحد يقرأ) لأنهم يعرفون ان الزمن ليس زمانهم والمكان ليس مكانهم ورويدا” رويدا” ابتعدوا حفاظا”على ماء وجههم حتى لايهدر في مواجه مستغلي الظروف مقتنصي الفرص، لانه وللأسف الزمن أصبح زمانهم والساحة خلت لهم يلعبون فيها كما يشاءؤن دون رقيب او حسيب لأنهم جميعاً يشبهون بعضهم، فمن، يحاسب من، لكني أعود واقول ان هذا بالطبع لاينطبق على الجميع فهناك نخبة من الشباب نفخر ونعتز بهم لكنهم يحتاجون إلى مساندة ودعم حقيقي ليس هدفة التملك واستنزاف الطاقات، بل الإنجاز والعمل لتغيير الواقع المرير الذي تعيشه صحافتنا في كل المجالات لاننا مهما حاولنا فصلها وتجزاتها هي مرتبطة ببعضها، ولا بد أن تنهض من كبوتها وتنبذ الأقلام الغريبة التي تتلاعب بها

زر الذهاب إلى الأعلى

You cannot copy content of this page