رياضة

ليفربول.. انهيار له أسباب

تراجع صلاح وأرنولد علامة استفهام ونونيز ما زال يبحث عن قدمه

الشاهين الاخباري

الوضع الحالي لفريق ليفربول الإنجليزي في البريميرليغ، لا يخفى على أحد، ليس فقط على مستوى النتائج أو الترتيب في جدول المسابقة. ولكن رقمياً، ليفربول منهار في أغلب الأرقام والإحصائيات سواء الجماعية أو الفردية… فترى ما السبب وراء حالة الانهيار؟ وهل هو الوقت المناسب لرحيل الألماني يورغن كلوب عن تدريب الفريق؟

ويحتل ليفربول حالياً المركز الثامن في ترتيب فرق الدوري الإنجليزي، ولقي آخر خسائره في الدوري أمس السبت أمام مانشستر سيتي، في الجولة 29 للبريميرليغ، بأربعة أهداف مقابل هدف وحيد، في المباراة التي أقيمت على ملعب الاتحاد معقل السيتزيز.

الأزمة في الردز تبدأ من الخلف للأمام، ففي الدفاع، الفريق دخل مرماه 33 هدفاً، بمعدل 1.2 هدف لكل مباراة. مقابل 0.62 هدف لكل مباراة في الموسم الماضي، وهو ما يعني تراجع مستوى دفاع الفريق بشكل كبير، وذلك على مستوى العناصر نفسها. لكون التشكيل الدفاعي للفريق لم يتغير في المواسم الثلاثة الأخيرة.

أرنولد

ويأتي في مقدمة العناصر التي لا تقدم الإضافة مؤخراً وباتت أحد أزمات الفريق، ألكساندر أرنولد، الذي رغم قيامه بأدوار هجومية. إلا أن دوره الدفاعي الأساسي، بات محل شكوك، في ظل تراجع لياقته البدنية والذهنية، مما يتسبب في العديد من الأهداف من ناحيته. ورغم تراجع مستوى فيريجايل فان دايك قلب الدفاع بسبب تكرار الإصابات، إلا أن أرنولد يعد أبرز السلبيات مؤخرا في التشكيل الدفاعي للردز. وبشكل أكثر وضوحاً من فان دايك، خاصة أن معدل التمريرات المفتاحية لأرنولد، والذي كان من أبرز مميزاته سابقاً، تراجع بدوره، وبالتالي حجة دوره الهجومي وتأثيره على قدرته الدفاعي، لم تعد حجة مقبولة.

وعلى المستوى الهجومي، أيضا اختل التنظيم الهجومي لليفربول برحيل السنغال ساديو مانيه، رغم أن مكانه لم يكن خالياً. بتعاقد النادي مع الأورغواياني داروني نونيز، إلا أن الأخير ما يزال يبحث عن قدمه ويبحث عن المرمى. وكان بمثابة حمل على أكتاف ليفربول بدلاً من أن يعين الفريق ويعوض رحيل مانيه إلى بايرن ميونخ.

صلاح

ولا يخفى أيضا تراجع مستوى محمد صلاح. ربما هو ليس التراجع الرهيب في المستوى، ولكنه سار على إيقاع التراجع العام لليفربول ولم يعد كالسابق، والدليل الأرقام الحالية لهجوم ليفربول، الذي سجل إجمالي 48 هدفا، بمعدل أهداف 1.8 هدف لكل مباراة. مقابل معدل تهديف 2.5 هدف لكل مباراة في العام الماضي.

وقال جيمي كاراغر، نجم ليفربول السابق والمحلل الكروي: ” يبدو ليفربول خلال المباريات يحاول اللعب بطريقة يورغن كلوب. ولكن دون العناصر التي تستطيع اللعب بطريقة يورغن كلوب، هؤلاء اللاعبون، خاصة الجدد ليس منهم من يستطيع اللعب بطريقة كلوب، لا أحد يعرف لماذا، ومن الذي اختار الجدد وعلى أي أساس طالما هم لا يستطيعون اللعب وفقاً لفلسفة المدرب”.

تراجع الأرقام الجماعية والفردية لليفر يؤشر بقوة على وجود أزمة تراخٍ. في ظل صفقات لم تأتِ بثمارها، ونجوم خفت تألقهم، وطريقة لعب مبنية على اللياقة البدنية للاعبين. في الوقت الذي يفتقد فيه اللاعبون لتلك اللياقة المفترض فيهم أن يؤدوا أدوارهم باستخدامها. فهل رحيل الألماني يورغن كلوب سيكون حلاً لليفربول لاستعادة مكانته؟

هناك فارق بين انهيار المشروع، وبين التراجع، فطبيعي أن يتراجع أي فريق في العالم، وهذا التراجع له نوعان. الأول يتطلب رحيلاً فورياً للمدرب، وهو أن يفرط عقد الفريق، وتصبح غرفة خلع الملابس في حالة غليان، وقتها يكون رحيل المدرب هو الحل الأمثل للإصلاح والتقويم. ليأتي مدرب جديد بمشروع مختلف ويعيد بناء ما تهدم.

ولكن النوع الثاني من التراجع هو تماما ما يحدث في ليفربول، ويكون التراجع بأسباب واضحة مثل الإصابات وتراجع الأرقام الفردية. وعدم انسجام أو سوء في تقييم الصفقات المنضمة، وهذا الأمر يكون حل إقصاء المدير الفني فيه أكثر ضررا على الفريق. وما يتعين هو إعادة تقييم التجربة وإصلاح النواقض، برفع مستويات بعض العناصر المتراجعة، خلال فترة الإعداد للموسم المقبل. واستكمال النواقص بتعاقدات جديدة لسد العجز في الخط الخلفي، وللتعاقد مع مهاجم شرس يعرف طريق المرمى يعوض غياب ساديو مانيه. وحضور داروين نونيز، أما رحيل يورغن كلوب فهو وأد لتجربة كانت من أفضل المشاريع الكروية التي مرت على ليفربول في تاريخه كتكاملية وجمالية، وأد لن يضيف ولن يعيد الفريق للمقدمة.

دبي

زر الذهاب إلى الأعلى

You cannot copy content of this page