أقلام حرة

” شويّة ” انحرافات

طلعت شناعة

اقتنصتُ ثلاثة أيام للراحة. وخلالها راجعتُ طبيب الأعصاب والمفاصل، بعد ان داهمتني آلام « الظّهر»، واكتشف الطبيب أنني «مش مدعوم» ولهذا زادت آلام ظَهري.

وعادة ومثلما يحدث معكم، تذهب الى المستشفى، فتستذكر مقولة «اللي بيشوف مصيبة غيره، بتهون عليه مصيبته». وهو ما حدث معي حين ذهبتُ الى المستشفى حاملا صورة أشعة وتقريرا سابقا عن حالتي.

كان الطبيب لطيفا وأخذ يتحدث معي عن أُمور بعيدة عن وضعي الصحي. ثم قادني الى غرفة الكشف، وأخذ ينقر بمدقّة تشبه مدقة المحاكم على أجزاء من ظهري وقدمي. حرّك رِجلك اليمين. طيب هون فيه ألم. طيب هون؟

ثم طلب مني المشي على رؤوس أصابعي، وبعدها طلب ان أمشي على كعوب رجلي. ولمان حان وقت صورة الأشعة. صرخ بدهشة: آآآه، عندك «شوية انحرافات خَلْقيّة» بالعمود الفقري.

كويس إنها انحرافات «خَلْقيّة» وليست «خُلُقية».

وعلى الفور قلت له كما في حالة « الولادة « : يعني رح أعيش يا دكتور؟

ضحك واخذ يتحدث عن مشاكل العمود الفقري عند الاردنيين، واكتشفت أن «الموضوع كبير»، وأوصاني بالمشي يوميا لمدة ساعة فقط مع ضرورة ممارسة تمارين لتقوية عضلات الفخد والقدم اليمنى.

منحني الطبيب نصف الامل بتحسّن حالتي، مع « شويّة دعم» سوف تتحسّن صحتي.

تذكرتُ قول أحمد شوقي:

« كلنا وارد السراب وكلّ / حَمَلٌ في وليمة الذّئب طاعم»

« قد رجونا من الغنيمة ربحا/ ووردنا الوغى فكنّا الغنائم».

ودعتُ الطبيب، وألقيتُ نظرة على المرضى المنتظِرين، فرأيتُ عكازات وأجسادا لا تقوى على القيام، فحمدتُ الله وهبطتُ السلّم، وانا أُردّد: اللي بشوف مصيبة غيره، بتهون عليه مصيبته!!

وما تشوفو شرّ …!

زر الذهاب إلى الأعلى

You cannot copy content of this page