أقلام حرة

استمرار الانقسام لدى المستعمرة

حمادة فراعنة

أربعة عناوين فجرت الخلاف بين حكومة الائتلاف اليمينية المتطرفة واليهودية الدينية المتشددة المكونة من أربعة أحزاب هي : الليكود برئاسة نتنياهو، وشاس برئاسة اريه درعي، والصهيونية الدينية برئاسة سموترتش وبن غفير، ويهود التوراة برئاسة موشيه غفني، وبين أحزاب المعارضة اليمينية الثلاثة لدى المستعمرة، وهي:
1- إلغاء صلاحيات المحكمة العليا باتجاه عدم تدخلها بقرارات الحكومة وأوامرها التنفيذية.
2- حجب صلاحية تعيين المستشارين القانونيين من المجلس القضائي، ليكون التعيين من صلاحية الحكومة، وبالتالي يتم التعيين على أساس حزبي سياسي وليس مهنياً.
3- يكون تعيين القضاة من صلاحية الحكومة وليس بيد المجلس القضائي.
4- حجب صلاحية المحكمة العليا عن التدخل بالتشريعات الصادرة عن البرلمان- الكنيست.

وبذلك تكون حصيلة هذه التعديلات التي طرحها وزير العدل يلفين باسم الائتلاف، والعمل على تشريعها بالتوجهات اليمينية المتطرفة والدينية اليهودية المتشددة قد شطبت السلطة القضائية، وتكون أحزاب ائتلاف الأغلبية عبر تشكيل الحكومة والأغلبية البرلمانية هي التي تتحكم بمسار السلطة بما ينسجم مع توجهات الحكومة و مصالحها الحزبية، وتكون بمثابة انقلاب سياسي قانوني إجرائي على مجمل التراكمات التي ترسخت طوال عشرات السنين الماضية، وجعلت قيادة المستعمرة نتاج صناديق الاقتراع، تحكمها الأغلبية وترضخ لقيم التعددية، أسوة بما هو سائد لدى الانظمة الأوروبية والأميركية، حاملين الادعاء أنها الديمقراطية في الشرق العربي.

المعارضة اليمينية واصلت احتجاجاتها للأسبوع 24 على التوالي بهدف رفض التشريعات المقترحة من أحزاب الائتلاف الحكومي، حيث تنظر احزاب المعارضة : هناك مستقبل بقيادة يائير لبيد، المعسكر الرسمي برئاسة بني غانتس وجدعون ساعر، و اسرائيل بيتنا برئاسة ليبرمان، أنها بمثابة انقلاب على الديمقراطية، باتجاه التسلط اليميني المتطرف والديني اليهودي المتشدد.

نتاج انتخابات الكنيست 25 يوم 1/11/2022، بمثابة الانقلاب الثالث في تاريخ المستعمرة، الأول كان يوم قيامها وإعلانها يوم 15/5/1948، والانقلاب الثاني سنة 1977 حينما نجح الليكود وتولى لأول مرة إدارة حكومة المستعمرة، بقيادة مناحيم بيغن فاتحاً الباب لشامير وشارون ونتنياهو ليكونوا رؤساء لحكومات ليكودية يمينية، شكلت أرضية ومناخاً لنجاح الانقلاب الثالث يوم 1/11/2022، وتولي نتنياهو، إدارة الحكومة التي وصفت أنها الأكثر يمينية وتطرفاً منذ قيام المستعمرة، ولذلك ليس صدفة ولا عبثاً ولا شتيمة اتبرع بتقديم وصفها على أنها الحكومة الأكثر يمينية وتطرفا، بل إن هذا الوصف هو نتيجة التدقيق بمضمون وسلوك وبرنامج هذه الحكومة، حكومة نتنياهو الائتلافية، وإلا ما معنى استمرار هذه الاحتجاجات ضدها حتى من معسكر اليمين المعتدل الذي يتصف به معسكر المعارضة.

شاهد أيضاً
إغلاق
زر الذهاب إلى الأعلى

You cannot copy content of this page