عالم المشاهيرمنوعات

سيرغي يسينين في سطور …

الشاهين الاخباري _ عرين أبو شاهين

هذا هو شعر سيرغي يسينين مشبع بحس الوطنية والحب لوطنه، يصف جمال الطبيعة الروسية ويوقظ في أرواح الناس الخيوط الخفية للوعي بالانتماء إلى شعب عظيم، إنه لا يتعب من وصف الجمال الطبيعي لأراضيه وغناء مشاعر الاحترام لنجاحات الطبقة العاملة، لا يمكن أبدًا الخلط بين قصائد يسينين حول الطبيعة وقصائد المؤلفين الآخرين، يصفها بمهارة ودقة شديدة، وضع سيرغي في المقام الأول بدائية الحياة ولحظاتها اليومية، واصفًا إياها بلطف بروح مليئة بالروحانية واللطف.

اختلف سيرغي يسينين عن الكثير من الشعراء في أمور كثيرة فهو ابن فلاح وأنهى فقط المدرسة الدينية التي يتخرج منها المعلمون للعمل في المدارس الابتدائية، بيد انه كان الأقرب إلى الشعب الروسي، مثله مثل بوشكين، وقد حفظه الشعب عن ظهر قلب ولا يكاد منزل روسي يخلو من صورته.

كان قريباً جداً من انطلاقة الإبداع الشعبي وتغذى من نسخ حياة الفلاحين وأملت الركائز الأخلاقية القديمة تأثيرها فيه إلى حد كبير حيث يجتمع فيها حب العمل والغناء والجمال.

إن موهبة يسينين الشعرية ومجازيته المتألقة التي تعود جذورها إلى الفلكلور قد اقترنت بالصدق المرهف، وقد اكسب هذا أشعاره قوة طبيعة غير عادية تذهل الخيال وجمالا عميقا لا تجدهما لدى الشعراء الآخرين المترعين بالمعارف والسعي عن إدراك إلى ضد الشرطية الحتمية للشاعر.

كما أن القرية أحب الأشياء إلى قلب الشاعر وينبوع شاعريته ومضمون شعره، ودونها لا يستطيع الشاعر إن يعد نفسه موجوداً وقد لقب نفسه بـ “آخر شعراء القرية الروسية” وحتى بعد قيام الثورة البلشفية ظل الشاعر يغني قرية الطفولة ويقارنها بالمدينة وظلت أيضا الطبيعة تلاعب مخيلته بحس إنساني طبيعي.

عندما كتب يسينين أكثر من 60 قصيدة يعبر عن حبه لكل الكائنات الحية، للحياة، لوطنه، وللطبيعة، في النهاية نُدرك إن يسينين ما هو بالإنسان قدر ما هو كائن خُلق من اجل الشعر، وهو لم ينظم أشعاره بل لفظها من أعماقه.

هنا نستعرض مقتطفات من الأعمال الشعرية للشاعر العظيم سيرغي يسينين…

ها هي بُطمَة ُ الشّمال الفواحَة

قد زهّرتْ بقدوم الرّبيعْ

فتزيّنَتْ بأغصانِها الذهبية ِ

كأنها صَبية أرسَلتْ جَدائلها.

وها هو الندى في كلّ مكانْ

قد غطى الجَذع َ والأغصان،

بينما العشبُ الجَميلُ يَتموّجُ

ويبعثُ بعَبيره ِ العَطرْ.

عِندَ فسحَةٍ قد ذاب َ عنها الثلج،

تحتَ الأعشابِ وقربَ الجُذور

يَجري جَدولٌ فتيّ ٌ، لجينيّ اللون.

ها هي بُطمة ُ الشّمال الفواحة ُ واقفة ٌ

بينما العشب ُ الذهبيّ ُ

يَختال ُ تحْت َ الشمسْ،

وها هو الجَدول ُ الفتيّ ُ

يُدَغدِغ ُ السّمع َ بخريرهِ

ويَرُش ّ الأغصانَ بمائِهِ الباردْ،

وعندَ المُنحدر نراهُ

يَستعطِفُ تلكَ الأغصان

ويغني لها فرحاً، نشوانا.

زر الذهاب إلى الأعلى

You cannot copy content of this page