أقلام حرة

تباين بين واشنطن وتل ابيب

د.حازم قشوع

وسط مسيره شعبيه رافضه لسياسات المحتل الاسرائيلي جابت شارع فيلادلفيا فى العاصمه الامريكيه واشنطن واعتصامات مندده بمواقف الحكومه الاسرائيليه واحتجاجات اخرى اتخذت من الساحه المجاوره للبيت الابيض لافاييت مكانا لها للتنديد بسياسه التوسع الاستيطاني وتؤكد وقوفها مع قرارات الشرعيه الدوليه التى يؤيدها الرئيس الامريكي جو بايدن لحل الازمه المركزيه للمنطقه كونه الحل الامثل والاسلم لتحقيق مناخات سلميه و طبيعيه بين مجتمعاتها .

ذلك لان مشروع الدوله الواحده الذى كان يقف عليه رئيس الوزراء الاسرائيلي نفتالي بينيت قبل تقلده السلطه فيه شبهات كثيره تطال الاقصاء و التهجير وملابسات عديده ازاء القيم المدنيه والانسانيه والسياسيه لكونه يقف على جمله سياسيه لا تعرب مفهوم يهوديه الدوله الا بسياسات اقصائيه ولا تؤدى لتحقيق تطلعات الشعبين للعيش بآمان فى جغرافيا فلسطين التاريخيه وكما وان حل الدوله الواحده مازال غير محدد الاطار ولا معروفه عناوينه الجغرافيه منها والديموغرافيه وكما انه لا تستند الى مرجعيه امميه ولا تقوم على مقررات الشرعيه الدوليه والاتفاقات البينيه لذا حملت سياسة نفتالي يينيت صيغه فيها شبه تقديريه بحاجه لتوضيح .

من هنا كان يجب على نفتالي بينت ان يعيد رسم مواقفه واعادة اعلان سياساته بطريقه مقبوله بحيث تكون متلائمه مع منصبه الرسمي وان يبتعد عن الشعبويه الزائفه وتسجيل مواقف حزبيه او انتخابيه كانت تخدمه فى بيئته المتطرفه لجلب الاصوات لكنها لن تخدمه فى منصبه الحالي كرئيس وزراء لاسرائيل باعتباره رجل دوله يتعاطى مع الظرف الموضوعى وفضاءاته القانوتيه والسياسيه بكل مسؤوليه فان حديث القرايا لا يصلح فى عاصمه السرايا بواشنطن .

ولعل نفتالى بينت يعلم اكثر من غيره ان حزب يمينا محدود التاثير لم يضعه رئيسا للوزراء ولا حتى تحالفه البرلماني الركيك بمركباته ذاتيه بل من وضعته هى معادله موضوعيه اقليميه ودوليه معروفه كانت قد رفضت سياسيه نتنياهو وصفقه القرن واكدت ان لاحل دون احترام القرارات الدوليه ولا شرعيه قبول دون الوصول الى صيغه تقبلها الاطراف الراعيه كما المشاركه والمتداخله وان سياسيه استمراء القوه لفرض حاله يراد فرضها وهو شىء مرفوض ولا يمكن قبوله بطريقه قهريه وسيفود لمزيد من للعنف وينمي مناخات التطرف وهذا ظهر للعيان فى موقعة الشيخ جراح وغزه .

حيث بين ان السياسيه الاحاديه لا تشكل جمله صرف ولا عنوان بدايه يمكن البناء عليها فى تحقيق جمله وفاق كما ان الهروب لاعلى واستخدام مسالة النفوذ الايراني مطيه لتحقيق توافقات طبيعيه مع مجتمعات المنطقه للالتفاف عن المساله الجوهريه التى تشكلها الحقوق الفلسطينيه هى مضيعه للوقت والجهد معا فلا سبيل ولا خيار امام الجميع سوى الاعتراف بالحقوق المشروعه للشعب الفلسطيني حتى يتم تشكيل ما يراد تشكيله حتى لو كانت واشنطن تقف من وراء ذلك كما كان فى عهد الرئيس ترامب وادارته التى قدمت كل ما هو ممكن واستثنائي من اجل فرض حل يجييز للمحتل استبدال الاصل .

بينت القادم لواشنطن بمشروع للحد من تنامى النقوه الايراني ويامل ان يتلقى الدعم لتنفيذه من الاداره الامريكيه كان عليه ان يعلم ان الملف الايراني وكما الملف الفسطيني اصبحت ملفات أمنيه ولم تعد سياسيه يمكن التفاوض حولها و تخضع فى عهد الرئيس بايدن للقياده الامريكيه الوسطي التى بدورها تحمل اجندة احتواء وهدوء نسبي لا تبحث عن اشعال حروب واحتدام كتل اقليميه ودوليه فان ميزان الضوابط والموازين لو حمل هذه العلامه لما كان نفتالى بينت اصلا فى سده الرئاسه الاسرائيليه لذا كان على نفتالى بينت قراءة المشهد وليس النظر حوله وحول اعضاء فريقه فقط .

وكما كان الاجدى بنفتالى بينت سؤال نتنياهو الذى كان قد سبقه الى سان فرانسسكو فى كاليفورنيا عن نتائج محادثاته فلقد تغير المناخ العام وتغير الاولويات والمنحى البيانى ولم يعد بصالح مشروع اسرائيل التوسعى واخذ يرسم مسار التفاوض والعمل الدبلوماسى وهذا ما قد يفهمه نفتالي بينت فى القاهر التى ستكون وجهة نفتالى بينت القادمه .

فان الرئيس بايدن استاذ فى العلاقات الخارجيه نتيجه خبرته الطويله فى لجنه العلاقات الخارحيه فى الكابتول ويجيد قراءه منظومه الضوابط والموازين المتغيره فالقنصليه الامريكيه ستكون فى القدس الشرقيه واراضي جيم لن تنالها الجيوب الاستيطانيه والطريق الاسلم للجميع هو الدخول فى مفاوضات جاده للوصول لاستخلاصات مفيده هذا ما يقوله امنيا وليم بيرز وما سمعته سياسيا من الرئيس بايدن .

زر الذهاب إلى الأعلى

You cannot copy content of this page