ما هو مرض الرئة السوداء ؟

الشاهين الاخباري

 مرض الرئة السوداء نوع من أمراض الرئة الناجمة عن استنشاق غبار مناجم الفحم على المدى الطويل، وتُعرف الحالة أيضًا باسم التهاب الرئة لدى عمال الفحم أو رئة عامل المنجم.

وللمرض تاريخ طويل كمرض مرتبط بالعمل، وذلك لأن استنشاق غبار مناجم الفحم يحدث عادة لدى أولئك الذين يعملون في المناجم، ونادرًا ما يحدث في البيئة العامة.

ولا يزال مرض الرئة السوداء منتشرًا بين عمال الفحم حتى اليوم، بالإضافة إلى ذلك، بدون علاج، يمكن أن تسبب الرئة السوداء مضاعفات خطيرة مثل قصور القلب والسل وسرطان الرئة.

ما هي أعراض مرض الرئة السوداء ؟
يعتمد نوع وشدة أعراض مرض الرئة السوداء على مستوى التعرض لغبار مناجم الفحم، حيث يمكن أن تتطور الأعراض على مدى سنوات عديدة، ونتيجة لذلك، لا يبدأ معظم الناس في إظهار علامات مرض الرئة السوداء حتى يقتربوا من سن التقاعد.

وتشمل الأعراض الشائعة للرئة السوداء ما يلي:

السعال
ضيق في التنفس
صعوبة في التنفس
ضيق الصدر
إنتاج المخاط الأسود

ما الذي يسبب مرض الرئة السوداء ؟
السبب الرئيسي للرئة السوداء هو استنشاق غبار الفحم بمرور الوقت، حيث يؤثر بشكل أساسي على الأشخاص الذين يعملون في مناجم الفحم، ونادرًا ما تحدث الرئة السوداء لدى الأشخاص الذين لا يتعرضون بانتظام لغبار الفحم.

وفي الواقع، يتكون غبار الفحم من جزيئات تحتوي على الكربون ضارة بالرئتين، وفي بعض الحالات، قد يستنشق عمال الفحم أيضًا الجسيمات المحتوية على السيليكا.

وعندما تستنشق غبار الفحم، تستقر الجزيئات في الحويصلات الهوائية في رئتيك، والحويصلات الهوائية هي أكياس هوائية صغيرة تساعد رئتيك على تناول الأكسجين، وإذا دخل غبار الفحم في الحويصلات الهوائية، فإن أنسجة الرئة تحاول محاربة الجسيمات وإزالتها، وهذا يؤدي إلى التهاب الرئة المزمن، والذي يمكن أن يسبب ندوبًا بمرور الوقت.

مرض الرئة السوداء يتم تصنيفه على النحو التالي:

بسيط: يتضمن هذا النوع كميات صغيرة من التندب في أنسجة الرئة، حيث يظهر على شكل مطبات دائرية صغيرة على الأشعة السينية للصدر أو الأشعة المقطعية.
معقد: يُعرف أيضًا باسم التليف الهائل التدريجي، يتضمن هذا النوع ندوبًا شديدة، كما أنه يؤثر على منطقة أكثر انتشارًا في الرئة.

كيف يتم تشخيص مرض الرئة السوداء ؟
تبدو الرئة الصحية وردية اللون، أما الرئة السوداء، التي تعرضت لغبار منجم الفحم، تكون سوداء بسبب الندوب، وستصبح المنطقة السوداء أكبر مع زيادة حدة الندوب.

ولا يوجد اختبار لتشخيص الرئة السوداء، حيث سيستخدم طبيبك طرقًا مختلفة لتحديد ما إذا كنت مصابًا بالمرض، ومن المرجح أن يشمل ذلك ما يلي:

التاريخ الطبي: نظرًا لأن مرض الرئة السوداء مرتبط بمهن معينة، سيرغب طبيبك في معرفة المزيد عن تاريخ وظيفتك، وسيطرح أيضًا أسئلة حول الأعراض.

الفحص البدني: يسمح الفحص البدني لطبيبك بفحص منطقة صدرك والاستماع إلى تنفسك.
اختبارات التنفس: ستقيس هذه الاختبارات مدى قدرة رئتيك على استنشاق الأكسجين.
اختبارات التصوير: سيسمح التصوير بالأشعة السينية أو التصوير المقطعي المحوسب لطبيبك بالرؤية داخل رئتيك.

كيف يتم علاج مرض الرئة السوداء ؟
تؤثر الرئة السوداء على حوالي 16 في المائة من عمال الفحم، وكبار السن والشباب على حد سواء، ولا يوجد علاج لهذا المرض، وعلى هذا النحو، فإن الهدف من العلاج هو تخفيف الأعراض وتقليل خطر حدوث مضاعفات.

ويمكن القيام بذلك باستخدام:

الدواء: من المحتمل أن يصف طبيبك الأدوية التي تقلل الالتهاب في رئتيك وتدعم التنفس.
إعادة التأهيل الرئوي: أثناء إعادة التأهيل الرئوي، ستتعلم التمارين لتحسين قوة الرئة وقدرات التنفس، وهذا يمكن أن يساعدك على البقاء نشطًا والتنفس بشكل أكثر فعالية.
الأكسجين التكميلي: يسمى أيضًا العلاج بالأكسجين، يستخدم هذا العلاج جهازًا يوفر المزيد من الأكسجين في رئتيك، حيث إنه يستخدم للحالات الشديدة من أمراض الرئة السوداء.
زرع الرئة: في هذا الإجراء، يتم استبدال إحدى الرئتين أو كليهما برئتين من متبرع، ويتم اللجوء لهذا الخيار فقط في الحالات الشديدة جدًا.
وفي الحقيقة، بدون إدارة الأعراض، يمكن أن يؤدي مرض الرئة السوداء إلى مضاعفات مثل:

السل
مرض الانسداد الرئوي المزمن
مرض الشريان التاجي
قصور القلب
استراتيجيات الوقاية من مرض الرئة السوداء
الوفاة المبكرة
سوء نوعية الحياة
سرطان الرئة
لا يصاب جميع عمال الفحم بالرئة السوداء، ومع ذلك، فهو مرض يمكن الوقاية منه، وقد تساعد طرق معينة في تقليل المخاطر، وبالنسبة لعمال مناجم الفحم، تشمل استراتيجيات الوقاية ما يلي:

ارتداء جهاز التنفس الصناعي المناسب أثناء العمل
غسل الجلد الذي يتعرض لغبار الفحم
إزالة غبار مناجم الفحم بأمان من الملابس
غسل اليدن والوجه قبل الأكل أو الشرب
وإذا كنت تعمل في منجم فحم أو بالقرب منه، فمن الجيد أيضًا إجراء فحوصات جسدية منتظمة، حيث سيسمح ذلك لطبيبك بمراقبة وظائف الرئة والتنفس وملاحظة أي علامات تحذيرية في المراحل المبكرة.

“البوابة”