أقلام حرة

في دائرة الخذلان

كامل النصيرات

عندما يكون الذاهبون عنك أكثر من القادمين إليك ؛ فحتمًا ستشعر بالخذلان ..! عندما تفيق من نومك وتودّ لو أنك قضيت كل مشاويرك الزائفة في الفراش ؛ فحتمًا أنت تعيش الخذلان ..! عندما تُقام لك في كلّ يومٍ محكمة و يكون قاضيها هو الخصم و الشهود و المرافعة ؛ فأنت حتمًا مُصابٌ بالخذلان ..! عندما تغمض عينيك على مزاج حبيبةٍ تتلهف كي تحضنك و تفتحهما وحبيبتك في مزاج زئبقي فأنت حتمًا ترزح تحت احتلال الخذلان ..!
الخذلان يا سيدي حكاية ممجوجة ..مسلسل يجبرونك على أن تكون أحد أبطاله و يجبرونك على مشاهدته كل يوم ..! لا تحسب يا سيدي إنني أمور مع الذين يمورون لأنني أرى (الموت مع الجماعة رحمة ) ..لا ياسيدي ..الموت مع الجماعة ها هنا فضيحة كبرى و عار ما بعده عار ..ولكن يديّ و قدميّ مكبلات ..وفي رقبتي حبل متين يجرونني مع المجرورين ..ويطلبون منّا (لبن العصفور) ..!! وللحقيقة رغم أننا مكبلون ولكننا قضينا العمر نمسك بالعصافير ونفحص أنثاها كي نستخرج اللبن من نهودها ..!
يا سيدي ..لا تستغرب أننا نصفق للحكومات ..وأننا نغني للهباء ..وأننا نتحنى من دمنا ..وأننا نجوع و نعرى وسط جنان أوطاننا ..لا تستغرب ذلك ..فتحالفنا مع الخذلان يجعلنا كذلك ..ونحن قوم أوفياء ولا نخرق عهدًا ولا ميثاقًا ..!
يا سيدي : كل يومٍ ننام و بجانب فراشنا سيف ننوي أن نقاتل فيه اللصوص و الفاسدين مع شروق الشمس ..وما إن تشرق حتى يختفي السيف فجأة و حينما نعصّب يخرج علينا الخذلان وبيده كل سيوفنا و يقول لنا : قد جمعتها كلّها لآن السلاح بيد (……) يجرح ..وأخاف أن تجرحوا أنفسكم عودوا إلى هزائمكم برعايتي و حفظي ..!
يا سيدي : كم دور الضحيّة جميل حين تعرف من أنت ..وكم دور البطولة زائف حين تعلم أنك لستَ أنت ..!

زر الذهاب إلى الأعلى

You cannot copy content of this page