أقلام حرة

هل سنشهد نوابا وحكومات.. تخرج من رحم مجموعات التواصل الاجتماعي؟!..

محمود الدباس – ابو الليث..

في ظل ما نعيشه من تسارع في استخدام الفضاء الالكتروني في مختلف جوانب الحياة.. وبرزت الحاجة الملحة لهذا الاستخدام بشكل كبير ابان جائحة كرونا..
فاصبح من يرفض التعاملات الالكترونية يجد نفسه معزولا عن العالم.. واصبح من الصعب لا بل من المستحيل اجراء الكثير من التعاملات بمنأى عنها..

وبعد انقشاع غمامة كورونا.. اصبح التعامل الالكتروني هو اساس الحياة.. واصبح الجميع يضع الخطط.. ويبحث عن البدائل الالكترونية لكافة التعاملات الوجاهية.. وان لم تكن للتطبيق الفعلي.. فهي من باب الخطط البديلة في حالات الطوارئ..
حتى ان بعض المؤسسات اصبحت تعتمد على التعامل الالكتروني بشكل رئيسي.. والعمل عن بعد.. وذلك تخفيفا للنفقات.. وزيادة في الانتاجية والمكاسب..

وبالعودة الى العنوان الذي اخترته.. فقد يقول قائل بانني اضرب ضربا في الخيال.. او انني اتحدث من باب الترف التقني.. او اتحدث حديث مَن لا حديث في جعبته..
ولكنني احاول ترجمة بعض افكاري وحتى ممارساتي وانشرها.. لعلها تواكب وتستشرف القادم التقني المحتوم..

من خلال تواجدي على مئات المجموعات من التواصل الاجتماعية منذ انتشارها.. والتي لم اترك اي منها الا بعد قناعتي اليقينية بعدم جدواها.. او انها فقط موجودة كبديل لاماكن السمر والتعاليل.. مع انها تحوي بعض الفقرات الجادة.. ولكنها للاسف تضيع بين فقرات الهزل والمنشورات والاخبار المكررة.. والتي تصلنا من التطبيقات المختلفة..
الامر الذي يجعل الدخول والخروج للكثيرين منا لتلك المجموعات فقط لتصفير عدادات الرسائل.. وقد ينحرج الكثيرون من مغادرتها حفاظا على الود للقائمين عليها..

وهذا الامر قد لا ينطبق على بعضها.. والتي تم انشاؤها لكي تكون بديلا عن الصالونات السياسية او الفكرية.. والتي تتسم بانتقاء اعضائها بعناية فائقة.. والذين يجمعهم المستوى الفكري المتقارب.. ولا اقول نفس التوجه الفكري..
الامر الذي يتسبب بتلاقح عميق للافكار والطروحات.. وبالتالي تفتقٌ للادمغة بافكار خلاقة في غالبها.. وتتسم انها افكار من خارج الصندوق.. وحتى خروجها عن المألوف والمتوارث.. ولكنها ايجابية المغزى والهدف..

ولي تجربة اكاد اقول بأنها شبه متفردة.. وهي ملتقى النخبة-elite.. والذي يصر اعضاؤه على تسميته ملتقى وليس مجموعة او “قروب”.. تقديرا لما يتم طرحه ونقاشه على صفحته.. وابتعاده عمّا تعج به مجموعات التواصل الاجتماعي من رسائل لا تسمن ولا تغني.. وابتعاده عن المناكفات والجدال غير المجدي.. وطريقة طرح اعضائه لافكارهم بشكل عامي متكامل ومترابط من واقع مخزون خبراتهم..
ولا ننسى طرحه للكثير من النقاشات العميقة والمهنية والاستشرافية المنشورة للعلن..

حتى ان شهاداتٍ كثيرة اطلقها بعض من غادروا الملتقى طوعا.. او تمت ازالتهم لمخالفتهم تعليمات الملتقى (وكلها شكلية.. وليست اختلافا في الرأي).. شهدت بانه لا توجد رسالة واحدة على صفحة الملتقى.. إلا وتستحق التوقف عندها.. والتأمل فيها.. لما فيها من فكر عميق.. ومعلومة رصينة..

وفي هذا السياق.. اجدني ابتعد تماما عن المجموعات المتخصصة.. كمجموعات الاطباء او المهندسين او المعلمين او زملاء عمل او ما شابه.. لانها مجموعات مهنية.. وتم تأسيسها لتبادل الافكار التي تخص اعضائها.. والتي لا تشترط المستوى الفكري لاعضائها.. وانما طبيعة مهنته هي الاساس..

فمن خلال ما تقدم..
هل سنشهد تأطيرا وتنظيما وتشريعا لبعض مجموعات التواصل الاجتماعية الفكرية والمتنوعة التخصصات.. بحيث تخرج لنا قيادات سياسية متجانسة.. وتمتلك مِن الفكر والخبرة والدراية الشيء الكثير.. الامر الذي يؤهلاها لتكون في مقدمة ركب المتنافسين على المقاعد القيادية.. نيابية كانت او وزارية؟!..
وبالتالي ننشر فكر وفكرة مجموعات التواصل الاجتماعية الهادفة البناءة والإيجابية؟!..
ونكون رياديين في هذا المجال؟!..

زر الذهاب إلى الأعلى

You cannot copy content of this page