عالم الفنون!
جيهان عميرة
فنون الحياة كثيرة و متعددة؛ فن الكتابة و الإبداع، و الانغماس في عالم الخيال، فن الرسم الإبداعي ذات معنى ورسالة متقنين. فن الغناء واللحن الجميل، وفن الأزياء، وغيرها من الفنون المتعارف عليها بين الناس. لكن هناك أمور حياتية أخرى تستحق فعلا ان تدرّج تحت بند الفن الفريد والاستثنائي! ويقسم إلى قسمين: فن راقي وفخم ترفع لصاحبه القبعة، وفن رذيل وقبيح يُبهر العالم بأدائه الشنيع.
سأبدأ بالفن السلبي حتى اختم الكلام بوجود الفن الايجابي العريق، وبذلك نطبع الايجابية والامل في استمرارية وجود الخير والتفاؤل في عقولنا!
فعندما ترى أشخاص يتصنعون المحبة واللطافة أمامك ثم يتكلمون عنك خلف ظهرك بشراسة، هذا ما يسمى بفن النفاق، يُحلّق كسراب الطيور فوق سمائنا.
وهناك فن الغيرة و الحسد ، وهذا مرض شائع لكنه خبيث، لانه يختبىء وراء التمثيل بالمحبة و التصنع بحب الخير للناس، صاحب هذا الفن يستحق جائزة أوسكار عالمية!
يكفي التحدث عن هذا الفن الخبيث الذي نتمنى أن يتبخر من الوجود تماما. ولنتحدث عن الفنون الجميلة النقية والشفافة الرائعة.
فن الصبر، فكم من أم صبرت على الحمل والولادة وسهر الليالي والتربية الشاقة، وجدّا. كم من أبٍ صبر بشدة وتحمل مشقة العمل وإحضار لقمة الحلال على مائدة الطعام؟ كم من قلوبٍ صبرت صبر أيوب على الظلم والإهانة؟ وكم من أناس كتمت على نفسها في سبيل إرضاء من حولها وكسب محبتهم. وفن الكاظمين الغيظ والعافين عن الناس، “والله يحب المحسنين”.
فن وجع القلب وتحمل الفراق، كأطفال غزة؛ أيتامٌ بسرعة البراق!
والله انه لفن عظيم ،ولكن صبرا جميلا والله المستعان.
فن الكلمة الطيبة وفن العطاء، فنٌ حقيقي وان اختلفت الآراء!
ما رأيكم بفن التواضع و البساطة والرقي مع كل الناس، وبدون استثناء وعنصرية؟ بدون النظر لمنصب أو مركز إجتماعي مهم. بدون الفوقية و التعالي على الآخرين، أليس هذا يستحق أن يسمى فن ممييز وشريف و نقي كنقاء مياه زمزم المباركة؟
فن الجمال الداخلي النادر قبل الخارجي المنتشر!
فن الضمير الواعي و الصاحي و ليس الغائب المستتر.
فن الرد الرهيب، في الوقت المناسب،
بالعدّ للعشرة، ولسانك فحاسب!
فن الصدق في التعامل والعفو عن الناس
فنٌ لا يقدر بثمن، وأغلى من الألماس!
فن التقبّل والقناعة بما اختار لنا الله، كطفلٍ مريضٍ لا تسمع منه الآه.
كشخصٍ فقير راضٍ بحاله، يركض بسكوت، وراء كسبِ ماله.
أو كأنسانٍ مريضٍ، يتألمُ بصمتٍ ورضى
فهذا ما شاء الله، وهذا ما قضى
فن التفاؤل والسعادة، فنٌ عظيمٌ وعجيب.
فنُ تقبل الواقع، والرضا بالنصيب.
ونختم القول بالصلاة على الحبيب..