
سر جديد عن المريخ يكشفه الذكاء الاصطناعي
الشاهين الاخباري
استخدم العلماء الذكاء الاصطناعي لاكتشاف فوهة ناتجة عن اصطدام نيزك بالمريخ، حيث كان الاصطدام قويًا بما يكفي لإحداث اهتزازات امتدت إلى أعماق الكوكب، وصولًا إلى طبقته الداخلية الواقعة بين القشرة والنواة.
ووفقًا للعلماء، فإن الصخور الصغيرة التي تصطدم بالمريخ قد تؤدي إلى أحداث زلزالية أعمق مما كان يُعتقد سابقًا. وأوضح كونستانتينوس تشارالامبوس من كلية إمبريال كوليدج لندن أن الاعتقاد السائد كان أن معظم الطاقة الزلزالية تبقى محصورة داخل قشرة المريخ، لكن الاكتشاف الجديد يُظهر وجود مسار زلزالي أعمق وأسرع، يُعرف بـ”الطريق السريع الزلزالي”، يسمح للموجات الزلزالية بالانتقال لمسافات أكبر عبر باطن الكوكب.
وكان تشارالامبوس جزءًا من فريق مسبار “إنسايت” التابع لوكالة ناسا، والذي أُطلق في مايو 2018 ليكون أول مستكشف آلي يدرس باطن المريخ بعمق. خلال مهمته، التي استمرت حتى عام 2022، تمكّن المسبار من تسجيل أكثر من 1300 زلزال، ووضع أول جهاز لقياس النشاط الزلزالي على الكوكب.
لمقارنة البيانات، استخدم العلماء صورًا التقطها مسبار “مستكشف المريخ المداري” التابع لناسا، والذي يدور حول الكوكب منذ عام 2006. وتم تطبيق خوارزمية تعلم آلي لفرز عشرات الآلاف من الصور، مما سمح للعلماء بتحديد صور محددة لفحصها. ووفقًا لفالنتين بيكل، عضو فريق “إنسايت” من جامعة برن، فإن هذا التحليل كان سيستغرق سنوات لو تم تنفيذه يدويًا.
وباستخدام هذه التقنية، حدد الفريق 123 فوهة جديدة ضمن نطاق 3000 كيلومتر من موقع “إنسايت”، مع اعتبار حوالي 50 منها تطابقات محتملة. عند تحليل الموجات الزلزالية الناتجة عن الاصطدامات، وجدوا أن البيانات الزلزالية تتوافق مع تواريخ ومواقع تشكّل الفوهات.
وهذه هي المرة الأولى التي يتم فيها ربط تأثير حديث باهتزازات رُصدت في منطقة “سيربيروس فوساي”، وهي مجموعة من الشقوق في سهل “إليسيوم بلانيتيا” شمال خط الاستواء المريخي. وتم قياس قطر الفوهة بأكثر من 70 قدمًا، وتقع على بعد أكثر من 1000 ميل من “إنسايت”، وهو مدى أبعد مما كان متوقعًا بناءً على البيانات الزلزالية.
واستنادًا إلى خصائص قشرة المريخ، التي يُعتقد أنها تعمل على تخميد الموجات الزلزالية، استنتج العلماء أن الاهتزازات الناتجة عن هذا الاصطدام سافرت مباشرة عبر لب المريخ. ومع ذلك، يتطلب هذا الاكتشاف إعادة تقييم النماذج الحالية حول باطن الكوكب لفهم كيفية وصول هذه الموجات إلى هذا العمق.
وأشار تشارالامبوس إلى أن العلماء اعتقدوا سابقًا أن منطقة “سيربيروس فوساي” مسؤولة عن الإشارات الزلزالية المرتبطة بالنشاط الداخلي للمريخ، لكن الاكتشاف الجديد يشير إلى أن بعض هذه الإشارات قد تكون ناجمة عن تأثيرات خارجية، مثل الاصطدامات النيزكية.
“وكالات”