فلسطين

خلف قضبان السجان تستباحُ براءتهم.. أطفال القدس محمد حوشية وآدم أبو الهوى يتعرضان للتعذيب في سجون الاحتلال

الشاهين الاخباري

في الوقت الذي يقضي فيه أطفال العالم وقتهم بالأنشطة الترفيهية والرياضية، حيث يسعى ذووهم جاهدين لتلبية كل ما يمكنهم تلبيته من احتياجاتٍ تعزز قدراتهم العلقية والجسدية، وصحتهم النفسية، يواجه أطفال القدس من جانب آخر محاولاتِ طمسٍ للطفولة وقتلها، إثر ممارسات الاحتلال ضدهم، والتي استهدفتهم بشكل واضحٍ بشكلٍ مكثفٍ خلال هبة القدس الأخيرة، ولا يفوِّت مدعو الإنسانية والديمقراطية وأُمناء حقوق الإنسان لدى الاحتلال فرصةً لاضطهاد هؤلاء الأطفال وقتل البراءة فيهم، ويستخدمون أبشع أساليب التحقيق والاضطهاد ضدهم أثناء اعتقالهم.

بالتزامن مع هذه الاعتقالات أعلنت هيئة شؤون الأسرى أن الطفلان الأسيران محمد حوشية (14 عامًا) من مخيم شعفاط وآدم أبو الهوى (14 عامًا) من بلدة الطور، خضعا لتحقيقات قاسية جدًا في مركز “المسكوبية” غرب القدس، وتعرّضا للسب والشتم والضرب على الوجه والرأس.

ووقوفاً على تفاصيل الاعتداءات التي يتعرض لها أطفال القدس أثناء التحقيق، قال الناطق باسم هيئة شؤون الأسرى والمحررين حسن عبد ربه: “إن الأساليب التي يتبعها الاحتلال خلال التحقيق مع الأطفال مشابهة من حيث المضمون والجوهر مع تلك التي تمارس مع البالغين، ولكنها قد تختلف شكلاً، ولكن بالتأكيد عندما يتم استخدام العنف اللفظي والكلامي والجسدي وسياسة الترهيب والرعب التي يمارسها المحقق (الإسرائيلي) تجاه الأطفال يكون لها وقع وتأثير أكبر على شخصية الطفل الذي لم يعتد على هذا الشكل من التعامل، عدا عن ذلك قضية الصراخ والتحقير والشتائم، والعبارات البذيئة والنابية، إضافة إلى حرمان الطفل من النوم أو حتى قضاء الحاجة، هذا بالإضافة إلى التفتيش المذل والذي قد يُبقي الأسير القاصر بملابسه الداخلية أو تفتيشه عارياً ، في بعض الحالات كل ذلك إلى جانب حرمانه من النوم والطعام وهذه وسائل قد تلجأ لها المخابرات الإسرائيلية في التعامل مع الأطفال القاصرين، بهدف الضغط عليهم ولأجل بث الرعب في نفوسهم والحصول على المعلومات والاعترافات”.

وقد أكد عبد ربه أن قدرة الطفل من الناحية النفسية والعقلية على استيعاب هذه الإجراءات وهذه الممارسات محدودة، خاصة إن كان الطفل غير واعٍ بشكلٍ كافٍ للإجراءات الاعتقالية، كذلك فإن افتقاده للوعي الوطني الحقيقي تجاه هذه الممارسات، عمل على استغلال الاحتلال له، لأجل السيطرة على الطفل من خلال لغة الوعيد التي يمارسها تجاهه، ويبين عبد ربه أن الضغط على الطفل لا يكمن بالصراخ والتهديد والشتم فقط، لكنه يتعداها إلى الاعتداءات الجسدية، وبالضرب بالأيدي أو بأعقاب البنادق والركل “بالبساطير” في أحيان أخرى، بعد ذلك يُترك الطفل في حالة من العزلة التامة عن بقية الأطفال والمعتقلين، ما يعني السيطرة من الناحية النفسية عليه لدفعه نحو الإحباط واليأس.

ومن ضمن أساليب الابتزاز التي قد يتبعها المحققون هي الشبح وتكبيل الأيدي وتعصيب الأعين والتناوب على التحقيق لساعات متواصلة طويلة، خاصة في ساعات الليل لحرمان الطفل من النوم، وبطبيعة الحال يتم هذا التحقيق بعيداً عن وجود ولي الأمر وبعيداً عن أي استشارات قانونية أو وجودٍ للمحامي، وهذا كله مدعاة للضغط على الأسير القاصر، وأيضاً قد يلجأون للاستعانة ببعض وسائل التواصل الاجتماعي من خلال استغلال صور أو فيديوهات منشورة على هذه المواقع ويظهر فيها الطفل في أكثر من مقطع فيبتزون الطفل هدفاً في الحصول على المعلومات. حسب قول عبد ربه .

وكانت الصحفية المقسية زينة الحلواني قد اعتقلت منذ أيام، وفي أول لقاء صحفي لها بكت بحرقة، قائلةً إن زنزانتها كانت تقبع مقابل  قسم الأشبال الذي يحتجز فيه الاحتلال أطفالًا أعمارهم لا تتجاوز الاثني عشر عاماً، ووصفت بكاءهم في الليل واستغاثاتهم بحرقة قائلةً :” كانوا يبكون وينادون “بدي أمي” وأنا أقف عاجزة حيال هذا الموقف، لقد احتجزني الاحتلال لأيامٍ قليلة، لكن أين حقوق الإنسان من قضايا هؤلاء الأطفال ومن سيهتم بأمرهم؟”

وبخصوص الآثار النفسية المترتبة على التحقيق القاسي مع الأطفال قال عبد ربه: ” إن التأثير النفسي الحاصل إثر عملية التحقيق للأطفال دون شك موجود، ويبقى الأثر ويتفاقم أمره سوءاً ، إن لم يتلقَ الطفل القاصر رعايةً واحتضان من بيئته وأسرته بعد الإفراج عنه، وأيضاً من المؤسسات المجتمعية التي تهتم بقضايا الأطفال والصحة النفسية لهم، وهناك ضرورة لخلق حالة من الوعي والتثقيف أيضاً بشكل واضح لهؤلاء الأطفال، والقدس فيها العديد من المؤسسات التي تعنى وتهتم بالحالة النفسية والإرشادية للأطفال القاصرين وبالتأكيد في ظل الحالات المتزايدة من الاعتقال للأطفال الفلسطينيين في القدس، ستكون المسؤولية أكبر في ضرورة توفير العلاج النفسي، والمتابعة من حيث إرشاد هؤلاء الأطفال”.

وبحسب تقريرٍ يوثق الانتهاكات ضد أطفال القدس، تابعٍ لمؤسسة الضمير لرعاية حقوق الأسير وحقوق الإنسان، فقد أكد التقرير أن سلطات الاحتلال، تضع الأطفال في ظروف احتجاز غير إنسانية وتفتقر إلى الحد الأدنى من الكفالة الدولية لحقوق الأطفال، لأن طبيعة الغرف التي يتم احتجازهم فيها تفتقر إلى الإنارة المناسبة والتهوية، كما أنها باردةٌ جداً، وجودة الطعام المقدم سيئة جداً، هذا إلى جانب الإهمال الطبي الذي تمارسه سلطات الاحتلال بحق الأشبال والنقص في الملابس والطعام، وتعرض الأطفال إلى الضرب والعزل والاساءة وفرض غرامات مالية باهظة عليهم.

ولا يكتفِ الاحتلالُ بكل الضغوط النفسية التي مورست ضد هؤلاء الأطفال ،لكنه أيضاً يلجاً لزيادة العبء على ذويهم، وهذا جزء من سياسة الاحتلال العنصرية في التعامل مع الأطفال الفلسطينيين، زبهذا الصدد يؤكد عبد ربه:” لا يكاد طفل يتم اعتقاله واحتجازه من شرطة أو جنود أو مخابرات الاحتلال، إلا وفُرضت عقوبة إضافية بحقه، وقد تأخذ أشكال الغرامات المالية، أو السجن الفعلي أو الإفراج المشروط بالإبعاد عن المنزل أو بالحبس المنزلي لفترات مختلفة، وبطبيعة الحال هذا يشكل نوعاً من العقاب الجماعي للأسرة لأن من يقوم بدفع المال هو رب الأسرة، وأيضاً تتفاقم الحالة النفسية والضغط العصبي على الأسرة وعلى طفلها القاصر، عندما يتم تحويله إلى الحبس المنزلي، حيث يتحول ولي الأمر سواء كان الأب أو الأم إلى سجان لابنه طيلة فترة الحبس المنزلي، ما يثقل كاهل الأسرة ويوتر الأجواء المنزلية”. 

أوضح عبد ربه أنه ومنذ بدء الهبة الشعبية الأخيرة، تم اعتقال وتوقيف نحو 650 إلى 700 حالة اعتقال في مدينة القدس وضواحيها، ونحو 25% تقريباً من هؤلاء المعتقلين هم من فئة الأطفال القاصرين، وبالتالي هناك ارتفاع ملحوظ في نسبة عدد الأطفال الذين تم استهدافهم خلال عملية الاعتقالات الأخيرة.القسطل 

زر الذهاب إلى الأعلى

You cannot copy content of this page