أقلام حرة

بايدن _ بوتن 2/2

د.حازم قشوع

وهنالك تباين اخر بين روسيا وامريكا يعتبر مصدر اختلاف عقدي على اعتباره يقوم على المنطلقات المنهجية بين الطرفين حيث تعتبر الولايات المتحدة هذا الصراع او التنافس يقوم على المصلحة الامريكية فى السيطرة و تعمل عبر منهجيته رادعة تمنع ايه قوة صاعدة على امتلاك ادوات التفوق كما يصف ذلك جورج كنن الخبير الاستراتيجي بينما تنطلق روسيا من منطلقات اخرى تقوم على صراع وشمولي جودي وليس نفوذى حدودى وهذا ما يوسع درجة الخلاف بين المنظور الامريكي وزاويه النظر الروسية وهو ما ياثر بطريقه مباشرة على دوائر الاستهداف وعلى درجة الاستقطاب وكيفيته وتنامي الصراع وادواته المستخدمة.

الكاتب ولتر لبمن الخبير الاستراتيجي كان قد اتفق مع ورسل بيت فى كتابه العناية الالهية عندما بين كيف يمكن لجو بايدن حكم العالم من على الطريقة الإنجليزية فى الحكم من خلال اقتصاد قوى قادر على توسيع نطاق الشركات الأمريكية والحليفة معها للسيطرة بطريقه سلسه على احتياجات الشعوب فى العيش والعمل وهو منظور الراسماليه فى الحكم كما التوسع وتنامى اوجه النفوذ والسيطره على ان يتم استخدام القوه الاستراتيجية الرادعة لمنع تنامى نفوذ ايه قوة اخرى وهذا ما يبرزه ذلك اثر امتلاك الصين وروسيا لمراد معرفيه وصناعيه منافسه وهو ما يشكل تهديد حقيقي للمصالح الأمريكية الاستراتيجية والذى يعتبر بيت القصيد وعنوانه فى لقاء قمة جنيف .

اما روسيا فانها تستخدم قوتها الردعيه للحفاظ على وجودها لعدم امتلاكها موانع طبيعيه كالتاتي محيطه فى امريكا تحول بينها وبين غزوها فالروس يمتلكون اكبر مساحه جغرافية فى العالم لكنها قليله بعدد السكان اذ لا يتجاوز عدد سكانها 150.مليون نسمه من هنا كان تحدى الجغرافيا هو الهاجس الوجودى للاتحاد الروسي كما يصف السياسي البيرت فيركسي ، فالاتحاد الروسي فى درجة متاهب مستمر لتحقيق حالة المنعة المستهدفه وكما القوات الروسية فى يقظه دائمة للحيوله دون اختراقات تهدد وجودها لذا فهى تستخدم استراتيجيه خاصه بها منذ عهد ايفان الرهيب فى القرن السادس عشر تقوم على الهجوم من اجل الدفاع وهذا ما جعلها فى حالة استنفار دائمه وفى هذه المرحله الى درجة التاهب القصوى مع تنامى تمدد امريكا وحلف الشمال الاطلسي فى محيطها وهو ما جعل من هذا الموضوع موضوع شائك ويكون على جدول اعمال قمه بايدن بوتن .

وما بين الرئيس بايدن الذى يحمل رؤيه جديده من حكم العالم تقوم على الشراكة من اجل الامان العالمي وتعمل من على منهجيه تقوم على السلم الاقليمي والتنافس المعرفى والرئيس بوتن الذى توافق الى حد ما مع نظريه ترامب فى العرق الابيض لتامين وجوده فى مركز القطبيه فى بيت القرار جاء لقاء جنيف بهدف جعل هذه التبايات مساحات عمل مشتركه يراعى فيها كيفيه الاستقطاب واليه تحديد المسارات كما تراعى فيها مسالة الادوات المستخدمة فى تحديد نقاط التفوذ ومساحته .

وما يميز دائما لقاءات القمة فى بيت القرار العالمي كونها تسقط بظلالها على عناوين المراكز الإقليمية الجيوسياسية فى مناطق التفوذ مما ينتظر ان يعيد تاهيل او اعادة تشكيل المراكز الإقليمية تحديد عناوينها وهذا يتوقع ان ياثر بشكل مباشر على الملفات الامنيه فى المنطقه التى عناوينيها القضيه الفلسطينية والمسالة الايرانية وسد النهضه الاثيوبي. وهى مواضيع تعتبر أمنية متحركة وليس سياسية ثابتة بالمفهوم الضمنى وهذا ما قد يجعلها تكون حاضره على اجنده البحث فى الملف الامني كما فى قضايا اخرى متحركة .

وهذا ما يجعل قمة بايدن بوتن قمة استدراكية وليست قمه استشرافية تقوم على تحديد المنطلقات من على ارضية مرجعيات متوافق عليها الامر الذى يجعلها قمة تمهيد وليس قمه بيان وفى انتظار تحديد موعد اخر للبيان ستبقى المنطقة فى مرحلة المراوحة وشراء الوقت وهذا ما يجعل فرص الانفراج تكون محدودة وليست منفرجة.

زر الذهاب إلى الأعلى

You cannot copy content of this page