صحة وجمال

متخصصون: مكافحة الإشاعات ترفع الاستجابة لمطعوم كورونا

الشاهين الاخباري

 عبرت الأربعينية أم علي عن رفضها لتلقي المطعوم المضاد لفيروس كورونا، لاعتقادها أنه ليس حلا فعالا ضد المرض، وأنه السبب في وفاة الكثيرين، مشككة في فعالية المطعوم ضد أشكال المتحورات الناتجة عن الفيروس، إلى جانب كونه سببا في إضعاف مناعة الافراد من وجهة نظرها.

من جهتها، تلتزم الثلاثينية فداء بإحضار فحص “بي سي آر” السلبي أسبوعيا لمديرها في العمل، انطلاقا من اعتقادها ان تلقيها للمطعوم سيضر بحملها.

ومع اقتراب أعداد الوفيات جراء فيروس كورونا من حاجز 13 ألفا محليا، بحسب ما جاء في تقرير وزارة الصحة اليومي لحالات كورونا في الأردن، ما زال البعض يرفض فكرة تلقي المطعوم استنادا لمعتقدات مختلفة تؤدي لتدمير صحة أجسادهم.

بدورهم، دعا متخصصون، الى عدم التشكيك بحقيقة وجود الفيروس وخطورته على العالم، والنظر إلى ما يحصده من أرواح، مشددين على ضرورة دحض الشائعات وتقصي الحقائق من مصادرها الصحيحة، ونبذ كل ما يمكن أن يؤثر على عقلية الأفراد ما يحول بينهم وبين تلقي المطاعيم التي تساهم في إنقاذ حياتهم.

وقالت رئيسة قسم الإعلام والاتصال الصحي بوزارة الصحة، ياسمين عبد القادر، إن أبرز الشائعات والمعلومات المضللة حول المطعوم المضاد للفيروس، تدور حول عدم مأمونيته وفعاليته، بالإضافة الى الاثار الجانبية المصاحبة للمطعوم بعد تلقيه، الى جانب الاعتقاد بوجود نظرية مؤامرة كونية للقضاء على دول العالم الثالث.

وأشارت إلى أن استراتيجية التعامل مع الشائعات التي تنتهجها الوزارة تتبع طرقا اجرائية تضمن التصدي للمعلومات المضللة حول الفيروس، ابرزها مواجهة الشائعات بشكل واضح وشفافية عالية من خلال التحدث عنها في وسائل الاعلام المتنوعة، بما يضمن تزويد المواطنين بالمعلومات الدقيقة والصحيحة والموثوقة حول الشائعات المتداولة بشكل مستمر والمحافظة على التواصل المستمر مع الجماهير، إضافة إلى تثقيف المواطنين حول دورهم في تحمل المسؤولية والمشاركة في حماية افراد المجتمع من تداول الشائعات المضللة حول المطعوم، مشددة على أهمية التذكير بالمطاعيم السابقة ودورها الكبير في انقاذ حياة الافراد.

وأضافت ان مكافحة “وباء المعلومات” تعتبر أحد الخطوط الأمامية ذات الأولوية لإدارة الاستجابة لمطعوم فيروس كورونا، وعلى العكس من ذلك، فإن الشائعات التي تلقي بظلال التشكيك في فعالية المطعوم ومدى مأمونيته قد أقنعت البعض بمواصلة امتناعهم عن تلقي اللقاح.

وأوضحت عبد القادر، أن خطة التواصل وإشراك المجتمع اعتمدت في نطاق عملها توحيد رسالتها الاتصالية الهادفة لنشر رسائل التوعية الصحية حول مرض كورونا ولجميع فئات المجتمع الأردني، وفق معايير العدالة المحلية والاحترام المتساوي، وهو ما يمثل آلية تساهم في زيادة ثقة المجتمع المحلي وزيادة دافعيته للقبول بالمطعوم عبر توظيف دور الشراكة المجتمعية.

من جانبه، قال اختصاصي الأمراض الصدرية وأمراض النوم الدكتور محمد الطراونة، إن المطعوم مستحضر بيولوجي يستخدم لتحفيز جهاز المناعة لدى الانسان ضد مسببات الأمراض، مبينا أن المطاعيم تساهم في حماية حياة 9 ملايين شخص حول العالم من الأمراض المعدية والفتاكة باعتبارها أهم الإنجازات البشرية.

ودعا الأفراد ممن يتبنون نظرية “المؤامرة” إلى نبذ هذه الشائعات والإيمان بالعلم والاسترشاد بآراء المتخصصين ممن لديهم باع طويل من الخبرة، موضحا أن مطاعيم كورونا على وجه التحديد تقلل من احتمالية الإصابة بالمرض خمسة أضعاف وتقلل من احتمالية الدخول إلى المستشفيات عشرة أضعاف، كما تعمل على تقليل حدوث الوفاة الناجمة عن مضاعفات الفيروس أحد عشر ضعفا.

واكد الطراونة ان موانع أخذ المطعوم هي الحساسية المفرطة لطعام أو دواء معين والتي أدت سابقا للدخول لأقسام العناية الحثيثة، مشيرا إلى انه يجدر بالأشخاص الذين لديهم اعراض التهاب في المجاري التنفسية أن ينتظروا 14 يوما على الأقل حتى يتمكنوا من تلقي المطاعيم.

وتناولت الباحثة في الشؤون الاقتصادية والسياسية الدكتورة دانييلا القرعان، في كتابها الذي يحمل عنوان “بانتظار الإصابة الأخيرة كورونا بين الواقع والخيال”، تصريحات بعض المختصين بعلم الفيروسات والأوبئة، التي تفيد بأن الاعتقادات التي تدعي أن فيروس كورونا ما هو إلى مؤامرة، جاءت من قبيل العامة وأشباه العلماء، حيث يسود اعتقاد لدى الكثيرين بأن هذا الفيروس من صنع البشر بغية تحقيق أهداف سياسية واقتصادية تصب في صالح دول معينة، إضافة إلى أن الرافضين لتلقي المطعوم المضاد لهذا الفيروس، يعتقدون أنه يهدف لإضعاف مناعتهم ويعرضهم للموت المؤكد.

وقالت القرعان، إن انتشار المرض وما يرافقه من فقدان الشعور بالأمان ما هو إلا نتيجة لانتشار الشائعات، واستقاء المعلومات من غير المصادر الرسمية، داعية للالتفات للجهود العالمية العلمية القائمة على البحث العلمي وتطوير لقاحات أثبتت فعاليتها في تخفيض نسب الوفيات والحاجة إلى الاستشفاء.

ونصحت بالالتزام بارتداء الكمامة، وتعقيم اليدين، والحرص على التباعد الجسدي وتهوية الأماكن المغلقة والاقبال على تلقي المطعوم، لأن درهم وقاية خير من قنطار علاج.

من جهته، أوضح دكتور الإعلام في جامعة الشرق الأوسط كامل خورشيد، أن تفسير نظرية المؤامرة يختلف باختلاف وجهات نظر اصحابها، حيث يعمدون لتفسير الأحداث من منطلق وجود قوى خفية محركة لها، وبناء افتراضات غير حقيقية تتناقض مع الحقائق الاصلية لغرض إخفاء حقيقة ما، أو صياغة أكاذيب منظمة وادعاءات غير معززة بالأدلة.

وأضاف ان نظريات المؤامرة تعتمد على تضخيم الامور وتحشيد الناس وجعلهم يرون الأشياء من منظور الصواب والخطأ، حيث ان الجميع قد ينجذب للاعتقاد بها كميل طبيعي للعقل البشري بغية البحث عن تفسيرات بشأن حدث مجهول يهتم به الناس.

وبين أبرز العوامل التي تساعد على سريان نظرية المؤامرة، كعدم توفر المعلومات الكافية عن الموضوع وضبابيتها وتضاربها، إضافة إلى مصادفة وقوع حوادث او مواقف تؤيد الفرضية في ظل أهمية الموضوع وخطورته، مؤكدا أن شيوع الجهل والافتقار للمعرفة الكافية، وغياب الخطاب الاعلامي الإقناعي، كفيل بإفقاد وسائل الإعلام مصداقيتها من وجهة نظر الجمهور. (بترا)

زر الذهاب إلى الأعلى

You cannot copy content of this page