دولي

صحفية نيوزيلندية حامل تطلب المساعدة من “طالبان”

الشاهين الاخباري

أكدت صحفية نيوزيلندية حامل أنها اضطرت إلى اللجوء لحركة “طالبان” بطلب المساعدة، بعد أن رفضت حكومة بلدها السماح لها بالعودة من أفغانستان بسبب تكدس نظام الحجر الصحي لفيروس كورونا.

وفي عمود نشرته صحيفة “نيوزيلاند هيرالد” اليوم السبت، ذكرت الصحفية شارلوت بيليس التي عملت في أفغانستان لصالح شبكة “الجزيرة” القطرية حتى الآونة الأخيرة، أنها اكتشفت فجأت في سبتمبر الماضي، عندما كانت في الدوحة، أنها حامل، وذلك بعدما قال لها الأطباء سابقا أنها لا تستطيع الإنجاب.

وأوضحت بيليس أن والد طفلها هو مصور لصحيفة “نيويورك تايمز” يعمل في أفغانستان أيضا، لكن ليست هناك علاقات زواج رسمية بينهما، ولذلك قررت الصحفية العودة إلى وطنها، دون إبلاغ السلطات القطرية بأنها حامل، كي ينضم إليها هناك لاحقا صديقها.

واستقالت بيليس من “الجزيرة” في نوفمبر وكانت تأمل في العودة إلى نيوزيلندا في أواخر فبراير عندما كان من المقرر أن تفتح هذه الدولة حدودها أمام مواطنيها في الخارج.

وفي انتظار هذا الموعد توجهت الصحفية وصديقها إلى وطنه بلجيكا، لكن الفترة الزمنية التي كان من حق المواطنة النيوزيلندية التواجد خلالها في أراضي هذا البلد كانت محدودة، وفي نهاية المطاف وجدت بيليس نفسها في وضع كانت فيه أفغانستان الدولة الوحيدة التي كان لديها تأشيرة الدخول إليها.

وأشارت بيليس إلى أنها تواصلت، قبل السفر إلى أفغانستان، مع مسؤولين بارزين في “طالبان”، وهم طمأنوها بأنها وصديقها لن يواجها أي مشاكل في أراضي البلاد.

وقالت الصحيفة: “عندما تعرض “طالبان” عليك، وأنت امرأة حامل وغير متزوجة، ملاذا آمنا، فإنك تعلم أنك في وضع عبث”.

وبعد ذهاب الصحفية إلى أفغانستان، أعلنت السلطات النيوزلندية عن تأجيل موعد إعادة فتح الحدود ورفضت طلب الاستغاثة الطارئ الذي وجهته إليها بيليس، على الرغم من وضعها الصعب.

ولفتت بيليس إلى أن الحكومة النيوزيلندية، بعد أن تواصلت الصحفة مع سياسيين وإعلاميين ومحامين في بلدها وقدمت طعنا رسميا، راجعت قرارها وأبلغتها بأنها تنظر في طلبها، كما وافقت على منح تأشيرة طارئة لصديقها، غير أن الحكومة لم توافق بعد على السماح للصحفية بدخول أراضي وطنها.

وشددت بيليس على أنها لن تبقى في كابل في انتظار سماح سلطات بلدها لها بـ”العودة عبر الباب الخلفي” بغية تفادي اندلاع فضية واسعة بينما تم رفض مطالب آلاف النيوزيلنديين اليائسين العالقين في الخارج.

وقالت الصحفية في ختام عمودها إن هناك “مفارقة مؤلمة” في أنها سبق أن كسبت شهرة إذ سألت “طالبان” في أغسطس، أثناء مؤتمر صحفي، عما ستفعله الحركة لحماية حقوق النساء والطفلات، واليوم تضطر إلى توجيه السؤال نفسه إلى حكومتها.

تمكنت نيوزيلندا من إبقاء انتشار الفيروس عند الحد الأدنى خلال الجائحة، وسجلت 52 إصابة وفاة فقط جراء العدوى بين سكانها البالغ عددهم 5 ملايين.

وتنص المعايير السارية في البلاد على إلزام المواطنين العائدين من الخارج بقضاء 10 أيام في فنادق الحجر الصحفي المدارة من قبل الجيش، لكن ذلك أدى إلى تراكم آلاف الأشخاص الراغبين في العودة إلى ديارهم وهم يتنافسون على الأماكن.

المصدر: “نيوزيلاند هيرالد”

زر الذهاب إلى الأعلى

You cannot copy content of this page