أخبار الاردنمنوعات

مخيم الزعتري.. جيل «لاجئين» من الأطفال المزارعين

الشاهين الإخباري – عمّان – ماجدة أبو طير

في مخيم الزعتري للاجئين السوريين شمالي الأردن، تنتشر الآن مساحات خضراء تشبه الواحات وسط الصحراء مترامية الأطراف.

هذه النباتات والأعشاب جاءت بفضل أطفال المخيم الذين اندمجوا في العمل بحثاً عن لقمة العيش.

عبد الحكيم الحريري الطفل الذي لم يتجاوز 16 عاماً من عمره، يرى أن في هذه العطلة فرصة للعمل وكسب المال القليل لمساندته في الأيام المقبلة، فهذا النهج يسير عليه أغلب أطفال الزعتري، فهم مدركون للواقع المادي الصعب الذي تمر به الأسر ويجدون أن العمل لساعات قد يسهم في حل بعض المشكلات بشكل جزئي.

ووفقاً لعبد الحكيم فإن أغلب مزارع الخضراوات والفاكهة يتواجد بها الأطفال، منهم من يعمل في إجازته الصيفية، ومنهم من ترك الدراسة لأن الظروف لا تسمح له بالتوجه إلى المدرسة.

وبالرغم من أن هذا العمل يعتبر شاقاً وتحت أشعة الشمس الحارقة ولا يحصلون على الأجر المناسب لمجهودهم فهم يواصلون المحاولة.

يقول عبد الحكيم: «نستيقظ قبل الفجر ونعود بعد ساعات طويلة من العمل، مقابل دينار واحد للساعة، في هذه المزرعة أجمع وألتقط ورق العنب وأرتبهم بالشكل الذي يناسب التجار، إنها مهمة شاقة، لكنها في المقابل تسهم في لقمة العيش».

ويبين عبد الحكيم أن العمل غير مقتصر فقط على الأطفال، فهنالك عائلات بأكملها تتواجد من أجل حصاد محصول ما، فأغلب الذين يعملوا في هذه المهن يرغبون في تحسين مصادر الدخل أو من أجل شراء احتياجات أساسية لأسرهم.

يحلم هذا الطفل السوري أن يعود إلى وطنه وإلى أرضه من أجل أن يزرعها كيفما يشاء. يختم بالقول:

«إننا ندرك جميعاً أن ما نعيشه من ظروف لجوء تعتبر استثنائية، ومن هنا لدى الأهالي حرص وإصرار بأن نكمل التعليم المدرسي ومن ثم الجامعي وإن كانت فرص المنح الدراسية قليلة، فلا بدّ أن يتغير هذا الحال، جميع من يعملون هم في عمر الطفولة ومن المفترض أن تكون العطلة بالنسبة لهم راحة واستمتاعاً، ولكنها بالنسبة لنا غير ذلك!».

البيان

زر الذهاب إلى الأعلى

You cannot copy content of this page