عربي

انتظار طويل في بورتسودان للحصول على جواز سفر هرباً من جحيم الحرب

الشاهين الإخباري

سعياً للفرار من الحرب أو تلقي عناية طبية غير متوفرة في السودان، أو مواصلة الدراسة في الخارج بعد تعطلها في البلد بسبب المعارك، ينتظر مئات السودانيين أياما طويلة أحيانا أمام مكتب جوازات السفر الذي أعيد فتحه أخيرا في بورتسودان.

بعد قرابة خمسة شهور من التوقف، عاود المكتب العمل فبدأ الرجال والنساء والأطفال يتجمعون أمامه منذ الفجر في المدينة المطلة على البحر الأحمر، يقفون تحت أشعة الشمس الحارقة بانتظار دخول المبنى الرئيسي لادارة الجوازات.

وتقول مروة عمر التي هربت من الخرطوم تحت القصف وتسعى الآن للحصول على جوازات سفر لأبنائها الأربعة: «نريد السفر إلى أي مكان، فهنا ليس لنا أي حق، ليس لدينا ما يكفي للأكل ولا لتعليم أولادنا». وتبدي عمر، أسفها لآنه بدون واسطة، لا يمكن انجاز أي شيء.

ويتهافت العديدون، على غرار مروة عمر، إلى المدينة التي يوجد فيها المطار الدولي الوحيد الذي ما زال يعمل في البلاد والتي اتخذ منها مسؤولو الحكومة والأمم المتحدة مقرا رئيسيا لعملهم.

ويوضح فراس محمد، الذي جاء لطلب جواز سفر لطفله المولود حديثاً، أن موظفي الجوازات يخضعون لضغط شديد بسبب الطلب الكبير الذي لا يستطيعون تلبيته دفعة واحدة، مضيفاً: «بعض الناس ينتظرون هنا منذ الخميس ولم يتمكنوا بعد من تسجيل طلباتهم، التنظيم سيء للغاية».

في داخل المبنى، يخيم حر شديد رغم أجهزة التكييف والمراوح التي تعمل بكامل طاقتها محدثة جلبة كبيرة. يقول محمد، إنّ الأعداد كبيرة جدا لدرجة أننا لا نستطيع التنفس. من جانبه، يقول شهاب محمد: «القاعة ضيقة وليس فيها مقاعد، كبار السن يجلسون على الأرض».

غير أن كلّ ذلك لا يثني طالبي جوازات السفر الساعين بأي ثمن لمغادرة البلاد، هرباً من القصف الذي يستهدف أحياءها السكنية والرصاص العشوائي وانقطاع الكهرباء والمياه لفترات طويلة، وهم مستعدون لسداد مبلغ 120 ألف جنيه سوداني قرابة 190 يورو للحصول على جواز السفر، وهو مبلغ يعادل متوسط الراتب في السودان.

وجاءت نور حسن من الخرطوم، لإصدار جواز سفر لها ولزوجها ولطفليهما. وصلت حسن صباح الأحد الى بورتسودان وهي تأتي كل يوم لإدارة الجوازات حيث تنتظر حتى التاسعة والنصف مساء.

ولكنها تقول: «لم نتمكن من عمل أي شيء لأن الأمور غير منظمة إطلاقاً. وتعتزم نور الرحيل مع أسرتها إلى القاهرة موضحة أن لديها أقارب يعيشون هناك. ويوسع هؤلاء الأقارب على حد قولها مساعدتهم في الحصول على تأشيرة دخول إلى مصر.

تقول حسن: «نغادر لأنه لم يعد ممكنا العيش في الخرطوم، إنّه حل مؤقت، سنعود عندما تتحسن الأوضاع».

أ ف ب

زر الذهاب إلى الأعلى

You cannot copy content of this page