أقلام حرة

سأكون سطحياً.. ولن اتعمق..

محمود الدباس

الى من يتوقع انني سأحلل خطاب نصرالله الذي تابعه الكثير مِن المهتمين.. والكثير الكثير من السذج الواهمين الراكضين خلف الخطب الرنانة.. فلا يكلف نفسه عناء القراءة..

يمر علينا في حياتنا العامة والخاصة.. الكثير من الامور والمواقف والشخوص.. وفي المحصلة تكون هي تراكمات لزيادة مخزون خبراتنا في تلك المجالات او انواع البشر او مثيلاتها.. وبناءا عليها يستطيع كل ذي لب ان يحكم على الكثير من الامور وحتى الاشخاص مسبقا.. او بتجربة وامتحانات بسيطة للتاكد من صحة حكمه..

ان الاشخاص الذين يمرون في حياتنا الخاصة والعامة.. يختلفون في مستوى التُقيَة والكذب والتمثيل.. فمنهم الصادق الذي يكون تمثيله او تخفيه بمستوى قد يصل الى الصفر.. فتستطيع كشفه وكشف نواياه بشكل سريع.. وحتى لو وضعته في اختبارات متتالية ونصبت له كمائن لفهم تصرفاته.. ومعرفة مبادئه.. فانه سينجح دون اي مشكلة.. لانه سيتصرف بطبعه وسليقته وبما هو عليه دون تصَنع او تكلف..

ومنهم مَن تصل نسبة خداعة وكذبه وتمثيله الى درجة عالية.. فحينها لا يحتاج الى اختبارات فحسب.. بل يحتاج الى مواقف كبيرة لكي يظهر معدنه الصدِئ العفن.. وينكشف بان مصلحته تطغى على كل المبادئ والاعراف والقيم وحتى المشاعر.. وهي في المقام الاول والاخير عند اي موقف..

عندما سمعنا اول مرة عمّا يسمى حزب الله.. كان الهدف منه محاربة الكيان الاسرائيلي.. وطرده من الاراضي العربية.. ورفع الشعارات الثورية المقرونة بالشعارات الدينية التي تدغدغ العواطف.. وربطها جميعها بايران.. فاصبح الكثير منا ترنو عيناه ويخفق فؤاده كلما سمع شيئا يصدر عن هذين الوهمين المخادعين..

وللاسف كنت من الناس الذين تتم محاربتهم اذا تفوهت بشيء ضدهما او ضد نواياهما.. ويتم نعتي بانني من محبي الفُرقة بين المسلمين.. ومن الذين لا يقدرون المواقف وفقه الواقع وفقه المرحلة والسياسة الشرعية وعدو عدوي صديقي والكثير الكثير مما وضعوني في خانة الجهل فيه..

ولانني جاهل في هكذا تنظيمات اقول وبعجالة وسطحية.. ان هذا التنظيم والذي تم ادراجه منذ زمن على انه تنظيم ارهابي.. فانه بالمنطق مستهدف من قبل الدول الغربية والكيان الاسرائيلي.. وان قياداته مطلوب رأسها كاولوية.. كما كان الوضع لابن لادن على سبيل المثال لا الحصر..

فعندما لا يكتفي هذا التنظيم بالحديث عن دحر اليهود الغاصبين.. وانما يضربهم بآلاف الصواريخ التي تحمل اسماءا مخيفة ومرعبة اكبر بكثير مما يحدثه سقوطها وتفجيرها على برج الاتصالات او اسوار وحدائق بعض المساكن في الشمال الفلسطيني.. فعلى من يتوسم فيهم خيرا.. ان يعلم ان هذه عبارة عن مسرحيات.. وبطولات دونكيشوتية.. والهدف منها تحقيق بعض المكتسبات للطامع الاخر في منطقتنا العربية.. الا وهي ايران.. فهو ابنها “المشكلجي”..

وعندما تحين الفرصة الذهبية التي احدثتها المقاومة يوم 7/10.. فاشغلت واوجعت العدو الصهيوني.. واصبح مشتت الفكر والتفكير والتصرف.. ودبت الخلافات بين اركانه وقياداته كما يصورونها لنا على وسائل اعلامهم.. وللاسف لم يتململ هذا المارد الاسود.. ولم يستغل الفرصة لضرب العدو الضربة القاضية.. والتي هي هدفه منذ التأسيس.. وجب على كل راكض خلف الوهم.. ان يفيق..

هنا لا بد لي وان اقول.. ان اساسه ورئيسه ورمزه الذي يستطيع ان يخرج على كوادر حزبه ويتحدث اليهم في الهواء الطلق.. وفي موعد محدد معلن عنه منذ مدة.. وهو رأس منظمة تم إدراجها على قائمة المنظمات الإرهابية المستهدفة والمطلوب تدميرها.. ولا يخشى على نفسه ولا على كوادره الذين جمعهم حوله مِن طائرة مسيرة.. او من صاروخ موجه.. فليعلم جميع الساذجين في امتنا العربية والاسلامية.. انه وحزبه.. وايران من خلفِه هم في خندق واحد مع اعدائنا.. ويساندون بعضهم البعض.. ولهم نفس الاهداف ولكن بمسميات مختلفة.. وان كل ما يقومون به من تمثيليات وتبادل للبس الطواقي.. لا ينطلي الا على مَن يركض وراء الوهم والسراب.. ومَن تقوده عاطفته.. ومُعَطِل لعقله.. ولا يحب سماع الا ما يدغدغ مشاعره ومتوافق مع خياله وامنياته.. فالاصل في هكذا تنظيمات.. الفعل لا القول..

زر الذهاب إلى الأعلى

You cannot copy content of this page