أقلام حرة

من يوميّات “بابا سنفور” في الجامعة الأردنيّة “26”

كامل النصيرات

الأسبوع القادم تنتهي امتحانات الفاينل عندي وينتهي معها الفصل الدراسي.. وللحقّ كان فصلًا ثقيلًا رغم أنني انخرطتُ فيه أكثر بالحياة الجامعيّة.. وصار لدي أصدقاء ومعارف من الطلاب وكثيرون جاءوا ليتعرّفوا عليّ.. وفي هذا الفصل طرحتُ على الدكاترة عشرات الأسئلة ولكنني لم أطرح سوى 1% ممّا لديّ من جدليات..
للمرّة الثانية على التوالي يفشل لقائي برئيس الجامعة الأردنية الدكتور نذير عبيدات نتيجة أمر طارئ يحدث.. فأنسحب أنا من الموعد لصالح الأمر الطارئ على أمل تحديد موعد جديد..
وعلى سيرة الأمر الطارئ؛ فإن الجامعة انشغلت طوال الأسبوع الماضي بقصّة أسئلة الثقافة الوطنية والتي تابعتُ بعضًا من حيثياتها.. وأنا هنا إذ أدلو بنصف دلولي فإنني لا أعبّر إلّا عن رأيي غير الملزم لأحد: أنا درستُ المادة في فصل سابق؛ وليس فيها اختلاف عميق عمّا يتم تدريسه الآن.. وكنتُ أمتعض من كثير من الموضوعات فيها لركاكتها وعدم مجانستها لبعضها.. المشكلة حقيقةً ليست في الأسئلة الجدلية التي كان يجب أن تصاغ بطريقة أكثر احترافيّة شأنها شأن كثير من الأسئلة غير الجدلية في كثير من المواد.. لم يحتجّ الكثيرون على الصياغة بل على المضمون.. والمضمون موجود في الكتاب.. فالاحتجاج كان يجب أن يكون منذ سنوات على الكتاب وليس على الأسئلة التي حاكت المضمون المغرّد خارج الوطنيّة..! أمّا حكاية العيب التي نتغطّى بها؛ وقطع الطريق على طرح الأسئلة بكافة أشكالها فإن لم تكن الجامعة أي جامعة كانت؛ هي مكانها؛ فأين يكون النقاش والسؤال الذي بلا قيود..؟ عندما لا تقبل في الجامعة إلّا البالغ العاقل الراشد؛ فمتى لا تستحي من البالغ وتعطيه كل الأسئلة لكي يستخدم عقله لتحكم على رشاده بعيدًا عن سطوة الأخلاقيّات النسبية وقهر التنمّر الذي يجتاح كلّ حكاية أردنية..؟! الأسئلة لم تخرج عن دائرة الكتاب.. والكتاب بحاجة لمراجعة عميقة. والجدل الدائر يقطع الطريق على العلم الحقيقي الذي يجب أن يقتحم كلّ مناطق العتمة؛ هو جدل “تفشيش” لا يخدم العلم والحقيقة.
أكتفي بهذا القدر هذه المرّة وسأحاول أن أكتب حلقة أخرى هذا الأسبوع.. انتظروني.

زر الذهاب إلى الأعلى

You cannot copy content of this page